اً لجنب أو مزيجاً من الإثنين معاً.
ويعتمد سبب الرؤية المزدوجة على ما إذا كان ضعف الرؤية لديك مصدره عين واحدة أم كلتا العينين معاً، وبناءً عليه يتم تحديد طبيعة العلاج المناسب.
وقد يؤدي تلف عضلات العين أو وجود مشكلة في أعصاب العين للإصابة بالرؤية المزدوجة، وعادة ما يشعر المصاب بها بالصداع والغثيان وكذلك الام في العين.
كيف تتم عملية الرؤية؟
وقد يعتقد البعض أن عملية فتح العينين للحصول على صورة واضحة هي أمر بديهي وبسيط، ولكنها في الواقع عملية معقدة للغاية، وتتطلب التنسيق بين أجزاء العين التالية:
القرنية وهي نافذة العين، إذ تقوم القرنية بمعظم عمليات التركيز عند دخول الضوء عن طريقها إلى العين.
العدسة والتي تتواجد خلف البؤبؤ، وهي أيضاً تشارك في عملية تركيز الضوء على شبكية العين.
عضلات العين الخارجية، وهذه تلتف حول مقلة العين .
الأعصاب، ووظيفتها نقل المعلومات البصرية من العين إلى الدماغ.
عدة مناطق في الدماغ، وهذه وظيفتها القيام بتحليل المعلومات البصرية الواردة من العينين.
أسباب الرؤية المزدوجة
إذا حدثت مشكلة في جزء من المنظومة البصرية، قد يسبب هذا الإصابة بالرؤية المزدوجة، وهذه هي الأسباب التي قد تؤدي لحدوث هذا النوع من المشاكل:
1- مشكلة في القرنية
غالباً ما تسبب المشاكل في القرنية الرؤية المزدوجة في عين واحدة فقط، وهنا فإن تغطية العين المتضررة قد يخلصك من الرؤية المزدوجة، فسطح القرنية المتضررة يشتت الضوء القادم إلى العين، ما يسبب الرؤية المزدوجة.
وقد ينشأ ضرر القرنية نتيجة عدة عوامل، أهمها ما يلي:
تلوث القرنية بسبب الهربس، إذ يسبب الهربس إحداث تشوه وندوب في القرنية ورؤية غير واضحة بسبب إعتام القرنية، وهناك أنواع مختلفة الحدة من الهربس قد يتطلب بعضها زرع القرنية أو حتى فقدان البصر.
تندب القرنية أو جفاف القرنية.
2- إعتام عدسة العين (الساد)
المشكلة الأكثر شيوعاً في العدسة، والتي تسبب الرؤية المزدوجة هي الساد أو(كاتاراكت- Cataract)، أي حدوث ضبابية في عدسة العين، والتي تكون في حالتها الطبيعية شفافة.
فيشعر الفرد وكأنه ينظر من خلال شباك مغطى بالضباب، وإن كان الساد في كلتا العينين، يحدث تشوه للصورة في كليهما، وفي كثر من الأحيان يكون الساد قابلاً للتصحيح عبر إجراء عملية صغيرة للعين.
3- مشاكل في عضلات العين
إذا كانت عضلة إحدى العينين ضعيفة، فإن العين لا تكون قادرة على التحرك بسلاسة، وبالتناسق مع العين السليمة، إذ أن النظر إلى الإتجاهات التي تتحكم بها العضلات الضعيفة قد يسبب الرؤية المزدوجة.
ويذكر أن مشاكل عضلة العين قد تنجم عن عدة عوامل، منها:
أولاً: الوهن العضلي الوبيل(Myasthenia gravis)
يعتبر الوهن العضلي من أمراض المناعة الذاتية، وعند الاصابة به تقل قدرة العضلات على الإستجابة للإشارات، التي تصل إلى العين من أطراف الخلايا العصبية في الدماغ.
وأعراض المرض غالباً تشمل الرؤية المزدوجة وهبوط الجفون.
ثانياً: مرض جريفز(Graves'' disease)
الدراق الجحوظي، أو داء بازدوف، أو مرض جريفز جميعها أسماء لمرض واحد يصيب عادة الغدة الدرقية، ويعتبر هذا المرض أحد العوامل الأكثر شيوعاً والمسببة لفرط نشاط الغدة الدرقية، ويصيب النساء أكثر من الرجال.
إذ يحدث هذا المرض مشكلة في الغدة الدرقية، والتي تؤثر بدورها على عضلات العين، وغالباً ما يسبب مرض جريفز الرؤية المزدوجة الأفقية، إذ يرى المصاب به الصورة فوق الأخرى.
5- مشكلة في الأعصاب
قد تتضرر الأعصاب التي تتحكم في عضلات العين مما قد يسبب الرؤية المزدوجة، ونضع بين أيديكم العوامل المسببة لهذا الضرر هي:
التصلب المتعدد: قد يؤثر على كل عصب في الدماغ أو في النخاع الشوكي، وبالتالي فإن تضررت الأعصاب التي تتحكم في العين، حينها تحدث الرؤية المزدوجة.
متلازمه جيلن باري: هو مرض حاد، ذو مرحلة واحدة، ويصيب الأعصاب الطرفية وجذورها، وخاصة الأعصاب الحركية. ويضعف أعصاب العين تدريجياً مسبباً الرؤية المزدوجة.
مرض السكري: يمكن أن يؤدي مرض السكري لتضرر الأعصاب في إحدى العينين، مما يؤدي إلى ضعف العين والرؤية المزدوجة.
مشاكل في الدماغ: فالأعصاب التي تتحكم في العينين تتصل مباشرة بالدماغ، وفي الدماغ يتم إجراء معالجة بصرية أخرى.
أسباب أخرى: السكتة الدماغية، تمدد الأوعية الدموية (Aneurysm)، صدمة ناتجة عن زيادة الضغط في الدماغ، النزيف أو التلوث، أورام المخ، الصداع النصفي.
أعراض مرافقة للرؤية المزدوجة
قد تحدث الرؤية المزدوجة وحدها أو برفقة أعراض أخرى مثل ما يلي:
الحول في احدى العينين أو كلتا العينين.
ألم عند تحريك العيون.
ألم حول العينين في الجفون أو الحاجبين.
الصداع.
الغثيان.
الضعف في العينين، أو في أي جزء اخر من الجسم.
تدلي الجفون.
تشخيص الرؤية المزدوجة
قد تتطلب الرؤية المزدوجة المفاجئة عناية طبية فورية، فقد يكون سببها خطير، ويستخدم الأطباء مجموعة من الفحوصات لتشخيص سبب الرؤية المزدوجة، مثل:
اختبارات الدم.
الفحص البدني.
أحيانا فحص الأشعة المقطعية (CT).
أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
وما يساعد أيضاً في تشخيص إصابة العين برؤية مزدوجة، هي قدرة المصاب على تزويد الطبيب بالمعلومات حول ما يشعر به، بالإجابة عن هذه الأسئلة:
متى ظهرت الرؤية المزدوجة؟
هل تلقيت ضربه على الرأس أدت لسقوطك أو فقدان الوعي؟
هل تعرضت لحادث سير؟
هل تزداد الرؤية المزدوجة سوءاً في نهاية اليوم أو عندما تتعب؟
هل من أعراض أخرى مرافقة؟
هل تميل إلى إمالة رأسك إلى جانب واحد؟ أمعن النظر في صورك القديمة، أو اطلب من عائلتك مراقبة ذلك، قد تميل رأسك الى جانب واحد، وانت غير منتبه لذلك.
كما قد يطلب الطبيب من المريض أن يركز على شيء ثابت لا يتحرك (مثل النظر لنافذة أو شجرة) وإجابة الأسئلة التالية:
هل الأشياء موجودة بجانب بعضها أم فوق بعضها؟ هل هي مائلة قليلاً أم في زاوية؟ ما المنخفض وما المرتفع منها؟
هل الصورتان واضحتان أم لا؟ هل إحداهما واضحة، والأخرى مشوشة؟
غطي عين واحدة، وبعد ذلك اكشفها، وغطي العين الثانية. هل تغطية إحدى العينين يسبب زوال الرؤية المزدوجة؟
حرك العينان باتجاه عقارب الساعة من أعلى لأسفل، ومن ثم في الاتجاه المعاكس لعقارب الساعة. هل الرؤية المزدوجة تسوء مع مرور الزمن؟ أم تتحسن؟
حرك رأسك إلى اليمين ثم اليسار، هل واحدة من هذه الوضعيات تحسن أو تفاقم الرؤية المزدوجة؟
علاج الرؤية المزدوجة
إن الشيء الأهم في علاج الرؤية المزدوجة، هو العثور على سبب الرؤية المزدوجة في العين، فإن تم معرفتها سهل هذا من العلاج، فمثلاً:
إذا كان سبب حدوث المرض ضعف عضلات العين أو تضرر العين نتيجة جرح، يجب إخضاع المصاب لعملية جراحية.
أما اذا كان مصاباً بسبب الوهن العضلي الوبيل الذي ذكر سابقاً، فإن العلاج هو بالدواء.
أما مرض جريفز والمسبب لحدوث الرؤية المزدوجة فيتم علاجه إما عن طريق الجراحة، أو بتناول الأدوية.
أما مرضى السكري، فيتم السيطرة عليه باستخدام حقن الأنسولين.
وفي بعض الحالات لا يمكن الشفاء من الرؤية المزدوجة، وعندها يقدم للمريض بعض العلاجات التي تخفف الأعراض، عبر ارتداء رقعة على العين أو نظارات خاصة، للحد من تأثير الرؤية المزدوجة.