ن حالات المرض.
الفيروسات المكللة (Coronavirus): تسبب الفيروسات المكللة 10% من حالات الإصابة بالزكام.
بالإضافة إلى ذلك، تسبب فيروسات الإنفلونزا (النزلة الوافدة - Influenza) – الفيروسات الغدانية (Adenovirus) ونظيرة النزلة الوافدة (Parainfluenza) - أعراضا شبيهة بأعراض الزكام، لكنها تكون مصحوبة، عادة، بالتهاب رئوي أو مرض أكثر حدة وخطورة.
كما تسبب الفيروسة الإيكوية (Echovirus) والفيروسة الكوكساكية (Coxsackie virus)، أيضا، أعراضا مُشابهة لأعراض الزكام، لكن الإصابة بهذه الفيروسات لا تؤدي، عادة، إلى ظهور الأعراض المميزة للزكام، أو تكون مصحوبة بظهور حُمى (درجة حرارة مُرتفعة) فقط.
من الصعب تحديد الفيروس المسبب وتمييزه بالاستناد إلى الأعراض فقط، بالرغم من أن نظيرة النزلة الوافدة تصيب الأطفال، عادة، فيما يسبب الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) الزكام الخفيف.
أغلب فيروسات التنفس المُسببة للزكام يمكن أن تؤدي إلى عودة المرض وظهوره من جديد عند التعرض للفيروس مُجددا، غير أن المرض يكون أقل حدة في هذه الحالة.
تسبب الفيروسات الأنفية ونظيرة النزلة الوافدة الزكام في الخريف وفي نهاية فصل الربيع، بينما تسبب الفيروسات الغدانية، الفيروسات المكللة والفيروسات المخلوية التنفسية ظهور المرض في فصلي الشتاء والربيع. أما الفيروسات الإيكوية والكوكساكية فهي التي تسبب الزكام في فصل الصيف.
انتقال الفيروس من شخص مريض لآخر سليم
تنتقل فيروسات الزكام باللمس المُباشر، أو عن طريق الرذاذ. النقل المُباشر للفيروس يُعتبر الآلية الأكثر نجاعة بالنسبة للفيروسات الأنفية. يتعلق نقل الفيروس من شخص إلى آخر بالمدة الزمنية التي يقضيها الشخص بجوار الشخص المريض وبكمية الفيروسات الموجودة لدى المريض.
النقل باللمس هو الطريقة الأساسية لنقل العدوى. ينتقل الفيروس في إفرازات اللعاب الملوثة من المريض إلى شخص آخر، عن طريق اليدين ومن هناك إلى الأنف والعينين. يستطيع الفيروس أن يعيش لمدة ساعتين على الجلد وقد تبين وجوده لدى 40% - 90% من مرضى الزكام. كما تنتقل الفيروسات الأنفية، أيضا، بالرذاذ (القطرات الصغيرة من اللعاب المنبعثة إلى الهواء خلال الزفير، السُعال والعطس).
الفيروس المخلوي التنفسي هو فيروس معدٍ جدا، وتحصل العدوى بهذا الفيروس، عادة، عن طريق الرذاذ (العطس)، مع أن الفيروس يصمد لمدة ساعة تقريبا في درجة حرارة 37 درجة مئوية. لدى 90% من المرضى الذين تظهر لديهم الأعراض لم يتم العثور على الفيروس في اللعاب، مما يدعو إلى الاعتقاد بأن الفيروس لا ينتقل عن طريق التقبيل.
أعراض الزكام
يتراوح زمن حضانة الفيروس، منذ حصول العدوى وحتى بداية ملاحظة أعراض الزكام ، بين 24 - 72 ساعة.
تختلف الأعراض من شخص إلى آخر وتشمل:
سيلان الأنف والاحتقان المخاطي في الأنف
انسداد الأنف
العطس
أوجاع الحلق.
في الغالب، تزول أوجاع الحلق بسرعة، بينما يبقى السيلان والاحتقان مصدر الشكوى الأساسي لدى المرضى، وخاصة في اليومين الثاني والثالث من بدء المرض. في اليومين الرابع والخامس يصبح السعال مصدر الإزعاج الأول، بينما تخف حدة الأعراض الأخرى.
يستمر الزكام، عادة، بين 3 – 7 أيام، رغم إنه يستمر لنحو أسبوعين إضافيين آخرين لدى نحو رُبع المرضى.
قد يكون الزكام أكثر صعوبة وحدة لدى الأطفال، لدى الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، لدى الأشخاص الذين يعانون من خلل في عمل الجهاز المناعي ولدى الذين يعانون من سوء التغذية.
مضاعفات الزكام
المضاعفات المحتملة للإصابة بالزكام تشمل:
التهاب الجيوب الأنفية (Sinusitis): من جراء الجراثيم، وهو ما يحدث لدى 0,5% - 2,5% من البالغين، بعد الزكام. الالتهاب المماثل الذي يحدث جراء الفيروسات يكون أكثر انتشارا، وقد تبين في فحوصات التصوير المحوسبة بأن هذا الالتهاب يظهر لدى 39% من المصابين بالزكام، بعد أسبوع. الأعراض المميزة: سيلان قيحي، صداع وحمى متواصلة.
التهاب الرئتين: من جراء التلوث بالفيروس المخلوي التنفسي بشكل أساسي.
تفاقم الربو (Asthma): حوالي 40% من نوبات الربو تنجم عن الزكام.
علاج الزكام
يهدف علاج الزكام، بشكل عام، إلى التخفيف من علامات وأعراض المرض، فقط.
ويشمل علاج الرشح أدوية مضادة للهستامين (Anti - histamines) يمكنها التخفيف من السعال وسيلان الأنف، أدوية لكبح السعال، أدوية للتخفيف من الاحتقان المخاطي في الأنف (قطرات للأنف، عادة).
قد تبين في عدد من الأبحاث أن علاج الزكام بأقراص الزنك (Zinc)، بفيتامين ج (Vitamin C) وبالأعشاب يمكن أن تكون مفيدة وناجعة لمعالجة أعراض الزكام.
لا حاجة إلى المعالجة بالمضادات الحيوية، إذ لم تثبت نجاعتها في معالجة الزكام، إلا إذا حدثت خلال فترة الزكام إصابة/ عدوى بجراثيم، يمكن معالجتها بالمضادات الحيوية.
قد أثبتت، حديثا، نجاعة العلاج المضاد للفيروسات، سواء مدموجا مع أدوية مضادة للالتهاب، أو بدونها، إذ بإمكانه التخفيف على المريض، بل وتقصير فترة المرض.