الإنسان ومسبب رئيسي للكثير من الأمراض المزمنة. كأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، والسكري والتهابات العظام، فضلاً عن أن أغلب مرضى السمنة يعانون من التنمر من المجتمع المحيط، وبالتالي العزلة والانطواء الأمر الذي قد يتطور ليصل إلى الإكتئاب في بعض الأحيان.
من أجل ذلك يسعى الأطباء والممارسون الصحيِّون لنشر ثقافة الحياة الصحية والتغذية السليمة لتجنب السمنة. كما يبذل أطباء الجراحة العامة وأطباء التجميل الكثير من الجهد لمساعدة مرضى السمنة في التخلص من الوزن الزائد عن طريق جراحات السمنة بالمنظار. ليس للحصول على القوام الرشيق فقط، ولكن لتجنب الإصابة بالأمراض المزمنة.
فما علاقة جراحات السمنة والمناظير بالتخلص من الوزن الزائد؟ ما هي مميزات وعيوب جراحات السمنة بالمنظار؟ أسئلة كثيرة تطرح نفسها.
جراحات السمنة
يتجه الأطباء إلى توجيه مرضى السمنة إلى نمط حياة صحي، من حيث الاعتماد على أغذية منخفضة السعرات ولا تحتوي على السكريات. لكن في كثير من اتباع حمية غذائية وممارسة الرياضة لا يكفيان للتخلص من الوزن الزائد، فتكون جراحة السمنة هي الحل. لذلك ينصح بها الجراحون وأطباء التجميل خاصة مَنْ يعاني من النزول البطيء في الوزن أو مَنْ يعاني من السمنة المفرطة أو السمنة المَرَضِيَّة. ويحتاجها بشدة المرضى الذين يعانون من أمراض المفاصل وأمراض العمود الفقري والتي تحتاج إلى تنزيل الوزن بشكل كبير في فترة زمنية قصيرة؛ لأن جراحات السمنة تؤدي إلى فقدان الوزن بشكل كبير دفعة واحدة، كحل فوري. وتختلف عن بعض الإجراءات الأخرى التي تعتمد على نحت الجسم والتخلص من الدهون الخارجية دون التأثير الواضح على ميزان الجسم.
جراحات السمنة
أنواع جراحات السمنة
نتيجة التقدم الهائل والتطور المستمر في مجالات كثيرة منها الطب الجراحي والطب التجميلي، ظهرت العديد من إجراءات التخلص من الوزن الزائد. وفي مجال جراحات السمنة وجراحات السمنة المفرطة تنوعت تلك الإجراءات تنوعاً كبيراً حسب حاجة المريض، وحالته الصحية، وإمكاناته المادية. جراحات السمنة تنقسم إلى أكثر من نوع أشهرها:
عملية تحويل مسار المعدة، وهي تحويل مسار الطعام بعيداً عن المعدة، ليصل مباشرة إلى الأمعاء الدقيقة، عن طريق عمل قطع على شكل جيب صغير في أول المعدة ليتم توصيله مباشرة إلى الأمعاء الدقيقة، مما يقلل امتصاص الطعام، ويعطل عمل الهرمون المسؤول عن الإحساس بالجوع أو الرغبة في تناول الطعام.
عملية ربط المعدة (حزام المعدة)، يقوم الطبيب بوضع حلقة من السيليكون أعلى المعدة لعمل جيب صغير أعلى المعدة ويمكن التحكم في حجم الحلقة. تقلل الحلقة حجم المعدة و تتحكم في كمية الطعام الذي يتناوله الشخص.
تكميم المعدة هو النوع الثالث من أنواع جراحات السمنة، يقوم فيها الجراح بإزالة الجانب المنحني من المعدة ثم إعادة خياطة المعدة بالحجم الجديد. يصغر حجم المعدة. فيقل معه حجم المعدة ويقل عمل هرمون الجوع مما يؤدي إلى عدم الرغبة في تناول الطعام ونزول الوزن.
أنواع جراحات السمنة
جراحات السمنة بالمنظار
حدثت طفرة كبيرة في عالم الجراحة حين بدأ الأطباء في استخدام المناظير في العمليات الجراحية بعد اقتصار استخدامها لفترة طويلة على العملية التشخيصية فقط. العمليات التنظيرية اليوم من أكثر العمليات شهرة وأماناً. تتم العمليات التنظيرية عن طريق فتحات صغيرة جداً لا تتجاوز 2 سم. وتستخدم المناظير في عدد كبير من عمليات البطن، منها استئصال المرارة، استئصال الزائدة الدودية، أو استئصال أورام الكبد والبنكرياس… وغيرها. وتعتبر جراحات السمنة بالمنظار من أوسع طرق استخدام المناظير كبديل للجراحة التقليدية.
أنواع جراحات السمنة بالمنظار
لا تختلف تلك الأنواع عن الجراحات التقليدية، فقط يكون الاختلاف في طريقة التدخل الجراحي، هنا يتم التدخل عن طريق أنابيب دقيقة تحمل كاميرا وبعض المعدات المتناهية الصغر اللازمة لإجراء العملية.
تحويل مسار المعدة بالمنظار. كما سبق وذكرنا أنه تحويل مسار الأكل بعيداً عن المعدة، حيث يمر الأكل مباشرة إلى الأمعاء الدقيقة بعد مسافة مترين من المعدة ويقل امتصاص الطعام، ويتوقف عمل الهرمون المسئول عن الجوع، فلا يجد المريض أي رغبة في تناول الطعام.
حزام المعدة أو ربط المعدة. الحلقة التي يتم تركيبها على جزء من المعدة لتصغير حجمها وبالتالي يشعر المريض بالشبع سريعاً.
تكميم المعدة بالمنظار، قص المعدة طولياً للتخلص من جزء كبير منها لنفس الأسباب. زاد الإقبال في الفترة الأخيرة على عملية تكميم المعدة بالمنظار بسبب النتائج المذهلة التي حققتها العملية في تخفيض الوزن بدون إجراء شق كبير في منطقة البطن، جدير بالذكر أن عملية التكميم هي عملية لا رجعة فيها؛ فلا يمكن إعادة ما تم إزالته من المعدة.
بالون المعدة. وهي عبارة عن تركيب بالون أو اثنين داخل المعدة عن طريق المنظار لتقليل حجم المعدة والشعور بالامتلاء والشبع. يتم إدخال المنظار بالبالون عن طريق الفم، أي أن الإجراء هنا غير جراحي ولا يحتاج إلى فتحات في الجسم.
كبسولة المعدة هي عبارة عن كبسولة يتم إدخالها داخل المعدة عن طريق المنظار لتعمل عمل البالون، لذلك فهي إجراء غير جراحي أيضاً لعلاج السمنة بالمنظار.
مميزات جراحات السمنة بالمنظار
تتميز جراحات السمنة بالمناظير عن مثيلاتها من الجراحات التقليدية بعدة مميزات نذكر أهمها:
لا تحتاج جراحة السمنة بالمنظار لعمل فتحات كبيرة، تتراوح فتحة العملية التقليدية ما بين 10 إلى 20 سنتيمتر، لكن في جراحة المناظير تكون أقل من 1.5 سنتيمتر.
يلتئم الجرح بعد عمليات المناظير بسرعة أكثر من العمليات التقليدية، بسبب صغر فتحة الجرح، وقلة النزف أثناء العملية.
الألم بعد عمليات جراحة السمنة بالمناظير أقل من العمليات الجراحية العادية لنفس الأسباب التي ذكرناها.
يستطيع المريض الذي خضع لجراحة السمنة بالمنظار العودة إلى حياته الطبيعية بسرعة، مقارنة بمن خضع لجراحة تقليدية.
المضاعفات الناتجة عن جراحة السمنة بالمنظار أقل من تلك الناتجة عن الجراحة العادية.
لا تتسب جراحات السمنة بالمناظير حدوث تشوهات في الجلد ولا تترك آثاراً أو ندوبً كبيرة.
تكلفة جراحات السمنة بالمنظار أقل من الجراحة العادية بسبب سرعة إجراء العملية بالمنظار، وقلة مدة الإنعاش، وقلة مدة المكوث بالمستشفى بعد العملية.
عيوب جراحات السمنة بالمنظار
لا يكاد أي إجراء أن يخلو من بعض السلبيات، حتى وإن كان له العديد من المميزات، من أبرز سلبيات جراحة السمنة بالمناظير هي الحاجة للتخدير الكلي وهو الأمر الذي يجعل ذلك النوع من الجراحات لا يصلح لبعض المرضى الذين يعانون من أمراض القلب والشرايين. كما أنه يحمل مخاطر التخدير العام. من عيوبه أيضاً الشعور بالغثيان في الأيام الأولى والقيء أحياناً عند تناول الطعام، الشبع وعدم الرغبة في تناول الطعام مما يؤدي إلى نقص بعض الفيتامينات والمعادن الهامة للجسم مما يضطر المريض لاستعمال بعض المكملات الغذائية والفيتامينات على شكل أدوية. بعض الالتهابات الناتجة عن العملية هي أمر طبيعي بعد أي إجراء جراحي. ويصف الطبيب بعض المسكنات والصادات الحيوية كعلاج للالتهاب.
جراحة السمنة بالمنظار هل هي الأفضل؟
من ذلك نستنتج أن جراحة السمنة بالمنظار هي على رأس جراحات التجميل للتخلص من الوزن الزائد في الوقت الراهن. لأن مميزاتها تفوق كثيراً عيوبها وتتفوق على الجراحة العادية التي تستلزم مدة مكوث طويلة داخل المستشفى، وفترة نقاهة طويلة. وقد تحتاج إلى عمليات تجميلية أخرى في المستقبل للتخلص من التشوهات والندوب الكبيرة التي حدثت بسبب الجراحة التقليدية، في حين أن جراحة السمنة بالمنظار لا تحتاج إلا لبعض المستحضرات الطبية الموضعية التي تستخدم للتخلص من الندوب والعلامات.
المرشحون لإجراء جراحة السمنة بالمنظار
يجب أن يكون الشخص بالغاً، فلا تتم العملية للأطفال أقل من 18 سنة، لذلك يجب أن يتمتع الطبيب بالأمانة ولا يقوم بعمل إجراء غير قانوني للمرضى تحت السن المسموح به بسبب الرغبة في الثراء. ولا يزيد العمر عن 65 سنة.
البدناء ممن يزيد مؤشر كتلة الجسم لديهم عن 30 أو 35.
مريض السمنة المفرطة الذي فشل في التخلص من الوزن الزائد باتباع الحميات الغذائية والتمارين الرياضية.
مرضى التهابات المفاصل وعيوب العمود الفقري البدناء. بسبب تأثير الوزن الزائد على فقرات العمود الفقري ومفاصل الركبتين، مما يسبب لهم آلاماً لا تحتمل خاصة آلام أسفل الظهر.
قبل وبعد اجراء جراحة السمنة بالمنظار
يجب أن يمر الشخص المستهدف بعدة مراحل قبل الوصول لمرحلة التخلص من الوزن عن طريق جراحة المناظير، بالنسبة للأشخاص الذين يتراوح مؤشر كتلة أجسامهم ما بين 30 إلى 33، يمكنهم محاولة التخلص من الوزن عن طريق حمية غذائية مناسبة وممارسة التمارين تحت إشراف طبيب متخصص.
عندما يقرر مريض السمنة الخضوع لجراحة السمنة بالمنظار، يجب عليه مراعاة الآتي:
اختيار طبيب كفء، مؤهَّل له خبرة طويلة في مجال جراحة السمنة بالمناظير، ممن يسجلون حالات نجاح كبيرة مع مرضاهم بدون أي مشاكل بعد الجراحة.
اختيار مؤسسة صحية لها سمعة طيبة، من حيث مهارة الكوادر التي تعمل بها، ويكون بها أحدث أجهزة المناظير ويجب أن تتبع أفضل معايير الجودة الصحية.
اتباع تعليمات الفريق الطبي قبل الجراحة بعمل الفحوصات اللازمة والتوقف عن تعاطي بعض الأدوية، وأثناء وبعد الجراحة، لتجنب حدوث أي مضاعفات.
التهيئة النفسية لما بعد الجراحة عن طريق القراءة والاستماع لتجارب سابقة.
اتباع نظام غذائي صحي مناسب لتجنب سوء التغذية. وتجنب العودة للوزن الزائد.
ممارسة الرياضة بانتظام للتحكم في الترهلات التي تحدث نتيجة النزول المفاجئ للوزن.
المتابعة المنتظمة مع الطبيب بعد الجراحة.
تناول المكملات الغذائية والفيتامينات لتعويض النقص بسبب صغر حجم المعدة وقلة الطعام.