لتصوير النووي في الأساس على اكتشاف الخلل الوظيفي في أي عضو نتيجة لحدوث تغيُرات كيميائية مُعينة, مما يسهم في تشخيص المرض في مراحله المُبكرة قبل تفاقه وصعوبة علاجه.
100 فحص تشخيصي وعلاجي
الدكتور منير المحمد المتخصص في الطب النووي بمستشفى د.سليمان الحبيب بالتخصصي يشير إلى أن الطب النووي يقدم مايزيد عن 100 فحص تشخيصي وعلاجي تشمل فحوصات الأورام والأمراض القلبية والتنفسية وأمراض العظام والمفاصل والمسالك البولية والغدد الصماء والغدة الدرقية وأمراض الكبد والالتهابتا ، وفيما يتصل بالخدمات العلاجية فإن الطب النووي يستخدم في علاج أورام الغدة الدرقية والسرطان اللمفاوي وسرطان الغدد الصماء وأورام الكبد وعلاج النزيف المفصلي وغيرها. وتتنوع الفحوصات التي يوفرها هذا التخصص حيث تشمل التصوير النووي للعظام، فحص الجسم باستخدام خلايا الدم البيضاء، فحص البكتريا باستخدام الكربون، فحص وظيفة المعدة والمريء، وكذلك الفحص النووي للمرارة، تصوير الرئتين، الفحص النووي للكلى أو فحصها بمادة DMSA . وكذلك من بين الفحوصات التي يتم إجراؤها بهذا الفحص التصوير النووي للغدة الدرقية وجارات الدرقية، ويمكن علاج النشاط الزائد للغدة الدرقية باليود المشع، وأيضاً يتم إجراء الفحص النووي لكامل الجسم وتصوير الأعضاء الداخلية للجسم MIBG .
رصد أورام الغدد الصماء العصبية
كما أوضح أن هذا التخصص يوفر فحصين دقيقين لأورام أعصاب الغدد Neuroendocrine Tumors، وفحص الجسم باستخدام خلايا الدم البيضاء WBC Scan لكشف حالات العدوى غير معروفة الأسباب بالجسم. حيث يوفر فحص Octreotide Scanتشخيصاً دقيقاً للأورام التي تصيب الغدد الصماء العصبية وهو يمنح الطبيب فرصة التقصي عن أدق الأورام والبؤر السرطانية في أعصاب الغدد والتي تشمل أعصاب الدماغ والكلى والرئة والغدد الدرقية وغيرها، ويتم هذا الفحص باستخدام جهاز SPECT CT.SCAN وهو من الأجهزة المتقدمة والمتخصصة لاكتشاف حالات أورام العظام وأمراض الكلى والغدد الصماء وأمراض الجهاز التنفسي والهضمي.
تحضير الجرعات
وبيّن د.منير أن تحضير الجرعات المشعة يتم في مختبر الطب النووي Hot Lab ومن ثم يتم حقن المريض بها حيث تصل بشكل مباشر إلى مكان الورم لتظهر لاحقاً في المسح الشامل للجسم أثناء التصوير الإشعاعي، وتصل نسبة دقة هذا الفحص لمعدل متقدم جداً يسهم في توفير العلاج المناسب والسريع لمثل تلك الحالات الدقيقة.
مسببات العدوى غير معروفة المصدر
وتابع بقوله: يوفر الطب النووي فحص WBC Scan أو ما يعرف طبياً بفحص الجسم باستخدام خلايا الدم البيضاء، وهو أحد الفحوصات المتخصصة لتحديد مسببات العدوى غير معروفة المصدر لا سيما للمرضى الذين خضعوا لتركيب أي أجهزة أو أجسام غريبة بأحد أعضاء الجسم مثل مرضى استبدال المفاصل ودعامات وصمامات القلب أو الشرائح والمسامير الطبية لمرضى العظام، كما يفيد هذا الفحص الطبيب في مساعدة مرضى القدم السكرية والتعرف على السبب الدقيق لحدوث حالات العدوى وتقديم الوسيلة العلاجية الأفضل للقضاء على العدوى مجهولة السبب مثل المعالجة بالمضادات الحيوية أو التدخل الجراحي لاسئصال طبقات العضلات المصابة أو غيرها من الحلول والخيارات التي يحددها الفريق الطبي.
الكشف الدقيق والمبكر
ونوّه د.منير أن مزايا الطب النووي تتمثل في توفير التشخيص الدقيق والمبكر لعدد كبير من الأمراض التي يصعب تشخيصها وعلاجها بالوسائل الطبية الاعتيادية، إضافة إلى تحديد نسبة الخلل الوظيفي للعضو المُصاب، وسهولة إجراء الفحص مع تعرض المريض لكمية قليلة من الإشعاع مُقارنة مع فحوصات الأشعة السينية. فيما يمنح التصوير النووي القدرة على مُتابعة تطور الحالة المرضية بدقة، وتحديد مدى فاعلية وتأثير العقاقير الطبية في علاج الأمراض إضافة إلى مُتابعة نتائج العمليات الجراحية في بعض الأمراض.
جرعات عالية للعلاج
أما الجانب العلاجي، فأوضح أخصائي الطب النووي أنه يتم من خلال إعطاء المريض جرعات عالية ومحسوبة من المواد المشعة الخاصة تختلف عن تلك المستخدمة في التشخيص لتتركز في العضو المعني بالعلاج، فتؤثر عليه وتحد من انتشار ونمو الخلايا السرطانية بأقل آثار جانبية ضارة.
لايحتاج لتحضير خاص
مشيراً إلى أن معظم فحوصات الطب النووي تمتاز بأنها لا تحتاج إلى تحضير خاص قبل إجراء الفحص مثل الصيام عن الطعام أو إعطاء مُخدر أثناء الفحص، ولكن هناك مواد مُشعة خاصة بكل نوع من الفحوصات حسب الحالة المرضية. ويتم تحضير المادة في مختبر متخصص Hot Lab بواسطة فني مختص لتحديد الكمية اللازمة ومعايرتها في جهاز خاص لقياس الجرعات, وتعطى المادة للمريض إما عن طريق الوريد أو الفم أو حسب طبيعة الفحص, وبعد فترة من الزمن تكون كافية لتركيز المادة في العضو المراد فحصه يتم وضع المريض بشكل خاص على جهاز الجاما كاميرا الذي بدوره يلتقط الأشعة الصادرة من جسم المريض ليتم تحليل المعلومات الصادرة عن الجهاز فيما بعد وصولاً لتشخيص دقيق.
تركيز المادة المشعة يحدد الخلل
موضحاً أن المؤشرات المرضية تظهر على شكل تأثر العضو المُصاب بالمرض ومدى الخلل الوظيفي الذي لحق به, ويظهر ذلك على شكل زيادة أو نقصان في تركيز المادة المُشعة عن الحد الطبيعي مما يُساعد على اكتشاف المرض في مراحله المُبكرة.
لا مضار تذكر
وأكد د. منير أن المواد النووية المُشعة هي مواد خاصة معدة في الأساس للتشخيص والعلاج وليس لها مضار تذكر إذا ما التزم الطاقم الفني بإجراءات الأمان والسلامة، إذ يتم إنتاج تلك المواد في مصانع موثوقة ثم تُفحص في مختبرات خاصة للتأكد من سلامة فصلها ونقائها وخلوها من أي شوائب نووية أو ميكروبية ضارة على جسم الإنسان. وتوضع هذه المواد في عبوات خاصة من الرصاص يسهل حملها ونقلها من مكان إلى آخر دون أي خطورة. وبعد وصول هذه المواد إلى قسم الطب النووي يقوم مسئول المختبر بإجراء تحديد العينات والتأكد من معدل الجرعة ومدى كفاءتها قبل حقن المريض بها. إضافة إلى أن لكل فحص حدود مسموح بها عالمياً وتوجد قوانين خاصة بالوقاية من الإشعاع لحماية المريض و العاملين والمجتمع بصورة عامة وهي مُتبعة بكل دقة في أقسام الطب النووي، إضافة إلى أن المادة المُشعة تبقى لمدة قصيرة في جسم المريض ليتم طردها فيما بعد عن طريق البول والبراز والعرق والتنفس .