كذلك يقوم البنكرياس بإنتاج بعض الهرمونات الهامة مثل الأنسولين، وبالتالي فإن أي خلل فيه يمكن أن يزيد فرص الإصابة بمرض السكري.
هناك مجموعة من المشاكل الصحية التي يمكن أن تصيب البنكرياس وتضر بصحته، مثل التهاب البنكرياس الحاد والتهاب البنكرياس المزمن والتهاب البنكرياس الوراثي وسرطان البنكرياس.
1- التهاب البنكرياس الحاد
التهاب البنكرياس الحاد هو نوبة مفاجئة تسبب التهاب البنكرياس، وعادةً ما يرتبط بألم شديد في البطن، وتحديدًا في أعلى البطن. قد يكون الألم شديدًا ويستمر عدة أيام.
تشمل الأعراض الأخرى لالتهاب البنكرياس الحاد:
الغثيان والقيء.
الإسهال والانتفاخ.
حمى لا تقل عن 38 درجة.
سرعة ضربات القلب.
ألم مع السعال والحركات القوية والتنفس العميق.
قد ينخفض ضغط الدم أو يرتفع ، ولكنه ينخفض عندما يقف المريض ، مما يسبب في بعض الأحيان الإغماء.
السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب البنكرياس الحاد هو حصوات المرارة، بالإضافة إلى بعض الأسباب الأخرى مثل الإصابة بعدوى وتناول بعض الأدوية وارتفاع مستويات الدهون في الجسم، وغالبًا يتعافى معظم مرضى التهاب البنكرياس الحاد تمامًا باستخدام بعض الأدوية المسكنة واتباع نظام غذائي صحي.
2- التهاب البنكرياس المزمن
التهاب البنكرياس المزمن هو الاضطراب التدريجي المرتبط بتدمير البنكرياس، ويعد من الأمراض الأكثر شيوعًا لدى الرجال، وعادةً ما يصيب الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و 40 عامًا.
في البداية، قد يتم الخلط بين التهاب البنكرياس المزمن والتهاب البنكرياس الحاد لأن الأعراض متشابهة. أكثر الأعراض شيوعًا عند الإصابة بالتهاب البنكرياس المزمن هي ألم البطن العلوي والإسهال، وتتطور الأعراض مع استمرار المرض لتسبب فقدان الشهية و سوء التغذية وفقدان الوزن، بالإضافة إلى بعض الأعراض الأخرى، من أبرزها:
البراز الدهني الشاحب.
الغثيان والقيء.
ضيق في التنفس.
فقدان الوزن غير المبرر.
العطش المفرط والتعب.
قد يواجه المريض أعراضًا أكثر شدة مع تقدم المرض، مثل:
سوائل البنكرياس في البطن.
اليرقان.
نزيف داخلي.
انسداد معوي.
يمكن أن تستمر النوبات المؤلمة لساعات أو حتى أيام، ويزداد الألم لدى بعض الناس عند تناول الطعام أو الشراب.
أما إذا تم تدمير البنكرياس في المراحل الأخيرة من المرض، فقد يصاب المريض بداء السكري.
هناك بعض الأسباب التي تؤدي إلى التهاب البنكرياس المزمن مثل التليف الكيسي والاضطرابات الوراثية الأخرى للبنكرياس.
يعتمد علاج التهاب البنكرياس المزمن على الأعراض، وتركز معظم العلاجات على التحكم في الألم والدعم الغذائي، ويمكن أن يصف الطبيب مكملات إنزيم البنكرياس الفموي للمساعدة في هضم الطعام، أما في حالة الإصابة بمرض السكري، فسوف يحتاج المريض إلى الأنسولين للسيطرة على نسبة السكر في الدم.
3- التهاب البنكرياس الوراثي
وهو مرض وراثي نادر، يتسم بحدوث نوبات حادة متكررة من التهاب البنكرياس في سن مبكر -أقل من 30 عامًا- التي قد تتطور لتصبح التهابًا مزمنًا.
قد يعاني المرضى المصابين بالتهاب البنكرياس الوراثي من ألم مزمن أو إسهال أو غثيان وقيء، وتزداد احتمالية الإصابة بمرض السكري، ويكون العلاج عن طريق تناول المسكنات التي تقلل الألم ومكملات إنزيم البنكرياس لعلاج سوء الهضم.
4- سرطان البنكرياس
لا يسبب سرطان البنكرياس أي أعراض في البداية، ولكن هناك عرضًا شائعًا له وهو اليرقان غير المؤلم، أي تغير لون الجلد ليميل إلى الاصفرار مع عدم وجود أعراض أخرى.
إلى جانب اليرقان، هناك بعض الأعراض الأخرى التي يمكن أن تحدث عند الإصابة بسرطان البنكرياس، وهي:
البول الداكن: في بعض الأحيان، تكون أولى علامات اليرقان هي البول الداكن. مع زيادة مستويات البيليروبين في الدم، يصبح البول بني اللون.
براز فاتح اللون أو دهني: يساعد البيليروبين عادةً على منح البراز لونه البني. أما إذا كانت القناة الصفراوية مسدودة ، فقد يكون البراز بلون فاتح أو رمادي، وإذا لم تتمكن إنزيمات الصفراء والبنكرياس من الوصول إلى الامعاء للمساعدة على تكسير الدهون، يمكن أن يصبح البراز دهنيًا وقد يطفو في المرحاض.
حكة في الجلد: عندما يتراكم البيليروبين في الجلد، يمكن أن يسبب الحكة ويتحول إلى اللون الأصفر.
الام البطن أو الظهر: من الأعراض الشائعة عند الإصابة بسرطان البنكرياس، حيث يتسبب السرطان في الضغط على الأعضاء المجاورة.
فقدان الوزن وضعف الشهية: أيضًا يمكن أن يصاب الشخص بضعف كبير في الشهية وفقدان الوزن.
الغثيان والقيء: في حالة ضغط السرطان على المعدة، فيمكن أن يسبب انسدادها، ويتسبب هذا في الغثيان والقيء.
تضخم الكبد: إذا كان السرطان يعيق القناة الصفراوية، فيمكن أن تتراكم الصفراء في المرارة، مما يجعلها تتضخم، وفي بعض الأحيان يمكن للطبيب أن يشعر بهذا ككتلة كبيرة تحت الجانب الأيمن من القفص الصدري أثناء الفحص البدني، كما يمكن رؤيته في اختبارات التصوير.
جلطات الدم: في بعض الأحيان، يكون أول دليل على الإصابة بسرطان البنكرياس هو جلطة دموية في وريد كبير، وغالبًا ما يكون في الساق، وهذا ما يسمى بتجلط الأوردة العميقة. يمكن أن تشمل الأعراض الألم والتورم والاحمرار والدفء في الساق المصابة، وفي بعض الأحيان يمكن أن تنفصل قطعة من الجلطة وتنتقل إلى الرئتين، مما قد يجعل التنفس صعبًا أو يسبب ألمًا في الصدر.
إذا تم الكشف عنه في المراحل المبكرة، يمكن علاج سرطان البنكرياس عن طريق الاستئصال الجراحي، أما في حالة اكتشافه بمراحل لاحقة، فيجب تحسين نوعية الحياة عن طريق التحكم في الأعراض والمضاعفات.