فهد بالهفوف خلال السنوات الماضية من العديد من الإنجازات الطبية المتميزة، وسجل تطورًا كبيرًا وتحسنًا بارزًا في ما يتعلق بالعمليات المعقدة والتي تحتاج إلى كفاءات عالية من الطاقم الطبي والفني وأحدث التجهيزات الطبية على المستوى العالمي.
وبسبب موقع محافظة الأحساء الجغرافي وكونها المدخل الرئيسي الذي يربط المملكة ببعض دول الخليج العربي الشقيقة ولوجود العديد من شركات البترول وغيرها من الشركات التي تستخدم معدات ثقيلة في عمليات النقل أو الصيانة والتصنيع وللصناعات وإصابات العمل المحتملة في البيئات الزراعية أو الصناعية وغيرها؛ فلذلك كانت الفرص أكثر لحدوث إصابات مهنية بليغة وحوادث سير خطيرة.
وكان لمستشفى الملك فهد بالهفوف دور فعال في إسعاف وإنقاذ العديد من الحالات بسبب موقعة الجغرافي القريب من هذه المواقع الآنف ذكرها ولتميز الطاقم الطبي المعالج والأجهزة الطبية المتقدمة.
الجدير بالذكر في هذا الصدد، أن مستشفى الملك فهد بالهفوف بات مركزًا معروفًا بإجراء هذا النوع من العمليات المعقدة، حيث يتم الآن تحويل عدد من هذه الحالات إلى المستشفى من جميع أنحاء المنطقة الشرقية.
وقد نجحت الطواقم الطبية بالمستشفى في إجراء خمس (5) عمليات لإعادة وصل أطراف مبتورة في من عام 2005م إلى هذا العام 2013م، ويضاف إليها مجموعة من العمليات الجراحية المتميزة المعقدة..
وفي هذا التقرير نستعرض الحالات الخمس مع تسليط الضوء على الحالة الأخيرة، ثم يتبع ذلك عرض موجز لعميلتين ناجحتين في مجال جراحة الأوعية مجهريًا.
حالات إعادة وصل الأطراف المبتورة الحالة الأولى وكانت عام 2005م، حيث تم إعادة يد مواطن مبتورة بشكل كامل من منتصف الساعد إثر تعرضه لحادث انقلاب مروري، وتجاوزت مدة العملية أكثر من 8 ساعات تكللت بالنجاح واشترك فيها كامل الفريق من تخدير وتمريض وفنيين كل حسب تخصصه.
وخاض العملية فريق عمل يضم كلًا من الدكتور محمد الممتن استشاري جراحة قلب وأوعية دموية، الدكتور علي السلمان استشاري جراحة الأوعية الدموية، الدكتور مصطفى أبوزيد استشاري جراحة تجميل، وكذلك الدكتور محمد بن إبراهيم الممتن استشاري جراحة الأوعية الدموية والصدر، الدكتور ياسين الرصاصي واستشاري جراحة العظام.
وأخضع المريض إلى برنامج تأهيل وعلاج طبي لمدة سنة تمكّن بعدها من استعادة الوظيفة بها وتحريكها.
وعن الحالة الثانية فقد كانت في عام 1428هـ، وتم فيها إعادة يد مبتورة لمريض باكستاني تعرض لحادث مهني، واستغرقت العملية حوالي 9 ساعات تم إعادة هذه اليد إلى مكانها وخضع المريض بعدها إلى علاج تأهيلي لاستعادة الحركة والوظيفة لليد المبتورة، وضم فريق العمل الدكتور مصطفى بوزيد استشاري جراحة التجميل، الدكتور عبدا لله السلمان استشاري جراحة التجميل.
أما الحالة الثالثة فكانت في عام 2012م، وتم إعادة يد طفل رضيع بترت يده في حادث مروري على يد فريق عمل ضم استشاري جراحة القلب والأوعية الدموية الدكتور محمد الممتن، واستشاري عظام خالد الممتن، استشاري جراحة التجميل الدكتور محمود أمين، واستشاري جراحة المخ والأعصاب الدكتور عصام عبدالمنعم، أخصائي الأوعية الدموية الدكتور علاء محمدي، أخصائي عظام الدكتور جورج، وأخصائي جراحة التجميل الدكتور طارق صلاح، وأخصائي جراحة المخ والأعصاب الدكتور محمد عبدالفتاح.
واستغرقت مدة العملية 9ساعات تم خلالها إعادة العضو المبتور وتوصيل الأوردة والشرايين والأوتار والأعصاب وتثبيت العظام وقد تكللت بالنجاح وتمكن المريض من تحريك أصابعه وخضع لفترة علاج تأهيلي مكثف لمدة بلغت 18 شهرًا.
وفي الحالة الرابعة تم إعادة يد مواطن مبتورة بشكل كامل في منتصف الساعد عام 19/11/1432هـ، وذلك إثر تعرضه لحادث مروري.
وتكون فريق العمل من كل من الدكتور محمد الممتن استشاري الأوعية الدموية، الدكتور عصام استشاري جراحة الأعصاب، الدكتور كومارأستشاري جراحة العظام، الدكتور محمد يوسف استشاري العناية المركزة، الدكتور علاء محمدي، الدكتور هاني الحسن، الدكتور حمدي حشيش، الدكتور محمود أمين، الدكتور عبدالرحيم.
وجاوزت مدة العملية أكثر من 6 ساعات تم من خلالها إعادة اليد المبتورة وتوصيل الأوردة والشرايين والأعصاب والأوتار وتثبيت العظام، وقد تكللت العملية بالنجاح وتم خضوع المريض لعلاج تأهيلي لاستعادة الحركة والوظيفة لليد المبتورة.
وفي الحالة الخامسة وصلت مدة العملية إلى ١٤ ساعة من العمل المتواصل تحت المجهر الجراحي لإعادة يد مبتورة لمريض، فقد أدى منشار كهربائي كان يستخدمه عامل فني بالخطأ إلى بتر أوسط اليد فاقدًا بذلك جميع أصابع وإبهام يده اليمنى وتم إسعاف المريض ومن ثم نقله إلى مستشفى الملك فهد بالهفوف والترتيب السريع لإدخال المريض غرفة العمليات وتجهيز فريق طبي متكامل من أطباء ومساعدين وتخدير وفنيين وتمريض بقيادة استشاري جراحة التجميل والجراحات التجميلية الدقيقة الدكتور مصطفى البوزيد.
وبعد أن أدخل المريض إلى غرفة العمليات قام الدكتور مصطفى بتجهيز العضو المبتور، حيث قام بفصل وتعريف جميع الأجزاء المبتورة، من أوتار قابضة وأوتار ممده، شرايين دقيقة، أوردة عديدة، أعصاب ناقلة للإحساس، وكذلك العظام. واستغرق إجراء العملية ١٤ساعةً من العمل المتواصل تحت المجهر الجراحي والذي بحمد الله قد زود المستشفى به مؤخرًا، حيث يعتبر أحدث الأنواع، وكذلك استخدم جهاز التوصيل الآلي للأوعية الدموية الدقيقة والذي وصل المستشفى أخيرًا، وهو الجهاز الوحيد من نوعه الموجود بالمنطقة الشرقية، وهذه تقنية تسمح للجراح توصيل أوعية دموية تصغر بمقاس ميليميتر واحد.
وبعد تثبيت العظام، وتوصيل جميع الأوتار، تم توصيل جميع الشرايين وكذالك الأوردة، وبعدها الأعصاب المقطوعة، وذلك باستخدام خيوط دقيقة جدًا لا ترى بالعين المجردة.
فيما أعطي إصبع الإبهام أولوية قصوى في إعادة الزراعة، مما اضطر الدكتور إلى استخدام طعم شرياني أخذ من الذراع لتطويل أوعيته الدموية وتوصيلها بالشريان الرئيسي لليد.
وكان الفريق طوال ساعات إجراء العملية في سباق مع الزمن؛ ليتسنى لهم الانتهاء في وقت تكون فيه اليد المبتورة محافظة على حيويتها قبل أن تدب فيها الحياة بوصول الدم داخلها، اضطرهم لعدم التوقف أبدًا لأخذ أي قسط من الراحة ولا حتى التزود بأي وجبة.
وبعد انتهاء العملية، تم التأكد من مرور الدم إلى جميع أجزاء اليد بشكل طبيعي، والخروج منها عن طريق الأوردة الموصلة.
ويعتبر هذا النوع من العمليات، من أعقد العمليات الدقيقة المجهرية، ويعد مستشفى الملك فهد مرجعًا رئيسيًا للمنطقة الشرقية لهذا النوع من الحالات، حيث يتم تحويل هذه الحالات من جميع أنحاء المنطقة، وقد أجريت العديد من العمليات المشابهة في السابق لإعادة زراعة أصابع مبتورة لمواطنين ومقيمين والحمد لله تكللت الكثير منها بالنجاح والتي تم استعراضها آنفًا في هذا التقرير.
وكان لرئيس التخدير الدكتور سامي البيار دور مهم في سرعة استقبال المريض لغرفة العمليات، والمحافظة على مستوى تخدير آمن طيلة الأربعة عشر ساعة للعملية.
وشارك في فريق الجراحة مساعدا كل من الدكتورة ميساء العلوان، والدكتور عمران القديم، والدكتور طارق اليحي، ومجموعة من الممارسين الصحيين من فريق العمليات والتخدير والتمريض والخدمات الطبية المساعدة.