رة طويلة.
الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه «دنيا الرياضة» عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم. وضيفنا اليوم إحدى الطبيبات المتخصصات في مجال النساء والولادة، ومدربة عالمية في الطب التجميلي النسائي، الحاصلة على زمالة الجمعية الأوروبية للطب الجنسي الدكتورة سلوى بهكلي.
*يدعي البعض أن ممارسة الرياضة تؤثّر على الإخصاب، وهناك فريق معاكس يدعي أن الرياضة تساعد على الإخصاب فما الحقيقة؟
-بالفعل يمكن أن تؤثّر ممارسة الرياضة على الخصوبة إذا تمت ممارستها بشكل مكثف أو مبالغ فيه، وهي تؤثّر على كلا الجنسين، الرجال والنساء.
*كيف تؤثّر الرياضة على الإخصاب؟ هل تؤثّر سلباً أم إيجاباً؟
يمكن أن تؤثّر الرياضة على الإخصاب سلباً أو إيجاباً، حسب نوعية الرياضة وشدتها، فيمكن أن تساعد ممارسة الرياضة المعتدلة والمنتظمة على القدرة على الإخصاب، ولا يشترط أن تمارس الرياضة في النوادي الرياضية، بل يمكن ممارستها في أي زمان ومكان شرط أن ينتج عنها الأعراض التالية، ومنها رفع معدل ضربات القلب، وما لاحظته أن التنفس أصبح بشكل أسرع من المعتاد، والشعور بالدفء، على أن يكون لدى الشخص القدرة على التحدث من دون توقف للتنفس، أما الرياضة المفرطة فغالباً ما تؤدي إلى خلل في الهرمونات، وبالتالي إلى ضعف التبويض في النساء ونقص جودة وكمية الحيوانات المنوية في الرجال، لذا فإن الوسطية مطلوبة دوماً في كل شيء حتى في الرياضة، فالأفضل ممارسة الرياضة بانتظام وبكثافة متوسطة، مع الحرص على اتباع نظام غذائي متوازن، وعدم التدخين، لكي تلتقي الرياضة مع الخصوبة ويكون تأثيرها إيجابياً.
*تشتكي بعض الفتيات المقبلات على الزواج من السمنة المفرطة بسبب إصابتهن بمتلازمة تكيس المبايض، رغم ممارستهن للتمارين الرياضية الخفيفة، فهل تنصحين هؤلاء الفتيات بممارسة الرياضة المكثفة واتباع "رجيم" حاد ليتمكن من التخلص من الوزن الزائد قبل الزواج، والحفاظ على قدرتهن على الإنجاب؟
-لا ينصح أبداً بالانتقال بشكل مفاجئ من ممارسة التمارين الرياضية إلى ممارسة الرياضة الشديدة في فترة زمنية قصيرة بهدف إنقاص الوزن في أسرع وقت ممكن، لأن ذلك بحد ذاته يمكن أن يؤثر على قدرة الفتاة على الإنجاب.
*هل يمكن أن تتسبب ممارسة الرياضة في انقطاع الدورة الشهرية؟
ممارسة الرياضة المتوازنة تسبب انتظام الدورة وتخفيف الآلام المصاحبة لها، أما الإفراط في ممارسة الرياضة والمبالغة فيها فقد يتسبب في حدوث بعض الاختلالات الهرمونية التي قد تؤدي إلى خلل أو اضطراب في عملية الإباضة، وبالتالي إلى انقطاع الدورة الشهرية وهذا ما نلاحظه غالباً عند النساء الرياضيات ذوات الأداء العالي.
*لماذا تكثر حالات الإجهاض لدى السيدات الرياضيات اللاتي يمارسن الرياضة العنيفة بشكل دائم رغم حرصهن على عدم ممارستها أثناء فترة الحمل؟
-من المعروف أن هؤلاء الفئة من السيدات لديهن في الغالب اضطراب هرموني، ونقص في هرمون البروجسترون المسؤول عن تهيئة بطانة الرحم لانغراس الجنين وتغذيته بشكل جيد. ولهذا السبب، والآن هناك نقص في هذا الهرمون يمكن أن يتسبب ذلك في فشل عملية هذا الانغراس وبالتالي سينتهي الحمل بالإجهاض.
*هل يمكن ممارسة الرياضة أثناء الحمل؟
يفضل أن تبدأ السيدة بممارسة التمارين الرياضية والرياضة المعتدلة قبل الحمل ثم تستمر في ممارستها خلال فترة الحمل. وينصح بعدم بدء أي رياضة عنيفة بشكل مفاجئ أثناء الحمل، ولكن يمكن بدء الرياضة المناسبة المعتدلة بالتدريج أثناء فترة الحمل إذا لم يسبق للسيدة ممارسة أي تمارين قبل الحمل. فقد بينت الأبحاث أن ممارسة التمارين الرياضية والنشاط الرياضي المعتدل قبل الحمل وأثنائه يمكن أن يقلل من خطر التعرض لمشاكل الحمل، مثل سكري الحمل أو تسمم الحمل، كما أنها تساعد السيدة على الحفاظ على حيويتها وقدرتها على ممارسة الأعمال المختلفة من دون أن تصاب بالوهن الذي قد يسببه الحمل، كما تساعد على تسهيل الولادة مقارنة بالسيدات اللاتي لا يمارسن الرياضة.
*هل تؤثّر ممارسة الرياضة البدنية على الصحة الجنسية للرجل؟ وهل هذا التأثير سلبي أم إيجابي؟
بالطبع يمكن أن تؤثّر الرياضة على الصحة الجنسية للرجل على الصعيدين، أي يمكنها أن تؤثر سلباً أو إيجاباً، ويعتمد ذلك على العديد من العوامل الفردية كالعوامل الجينية والوراثية، وعلى المتغيرات الفسيولوجية والنفسية والجسدية التي يتعرض لها الشخص، بالإضافة إلى طبيعة الرياضة ونوعها وشدتها ومدة التدريب، والحالة الصحية للفرد، ونمط الحياة التي يعيشها، ونوع الغذاء الذي يتناوله الشخص الذي يمارس الرياضة، والمكملات الغذائية وغيرها. فإذا كانت هذه المتغيرات جيدة ومعتدلة سيكون بإذن لها تأثير إيجابي على الصحة الجنسية، والعكس صحيح.
*هل يمكن أن تساعد ممارسة الرياضة البدنية على تعزيز الصحة الجنسية؟
-بالطبع تعد ممارسة الرياضة البدنية والرياضة المناسبة والمعتدلة من أهم مقومات نمط الحياة الصحي الذي يؤثّر على صحة الفرد ويضمن له بإذن التمتع بحياة صحية ذات جودة عالية قدر الإمكان على الصعيد العام والخاص بالصحة الجنسية. ومع ذلك يجب الحذر من أن المبالغة في ممارسة التمارين الرياضية والرياضة التنافسية قد تؤدي إلى حدوث أضرار وخلل وظيفي في المسالك البولية أو الصحة الجنسية، أو قصور في الغدد التناسلية.
*هل تعتقدين أن الأندية مطالبة بدور توعية المجتمع حول أهمية الرياضة للوقاية من الأمراض؟.
-نعم الأندية الرياضية عليها دور كبير في هذا الجانب كون الأغلبية العظمى مهتمين بالرياضة ومحبين للأندية كلاً حسب ميوله، والأندية تعد قدوة ومن الممكن أن تساهم في توعية المجتمع بشكل أسرع من غيره، وتساهم بشكل فعّال في تغيير نمط الحياة الذي يعيشه عشاق الرياضة ليصبح نمط حياة صحية.
*وما الدور الذي تنادين به اللاعبين أصحاب الشهرة حول ذلك؟
-من المعروف أن الكثير من محبي الرياضة يحبون تقليد المشاهير والسير على خطاهم، ولذلك فإن عليهم دوراً كبيراً للمساهمة في الرقي بصحة المجتمع، فلديهم محبون كثيرون ودورهم سيكون مختلفاً تماماً وبإمكانهم أن يقدموا المساعدة بشكل محبب للمجتمع، بشكل عام وللمرضى بشكل خاص، وفي الحقيقة أنا استغرب من عدم وجود مبادرات من قبلهم لتعزيز الحياة الصحية رغم دورهم الفعال وتأثيرهم الذي لا يمكننا أن ننكره، ومع ذلك نجد أن دورهم ودور المسؤولية الاجتماعية في أغلب الأندية شبه غائب.
*وهل حسابات الأندية بمواقع التواصل الإعلامي تقوم بدور إيجابي للجماهير، أم لك رأي حولها؟.
-للأسف الشديد إنني من خلال متابعتي البسيطة لهذه الحسابات أرى أن دورها ينحصر فقط في تغطية تدريبات الفريق الأول وكرة القدم وهذا من وجهة نظري خطأ كبير يقع فيه القائمون على هذه الحسابات، وأتمنى أن يكون هناك توجيه من قبل الهيئة العامة للرياضة في تنوع الأنشطة وتفعيل الجانب الآخر المخفي "اجتماعي - ثقافي" كونها الجهة المسؤولة عن الأندية.
*مع من تميل في مفهوم الرياضة، هل هي صناعة أم ترفيه؟.
-أصل الرياضة ترفيه والآن أصبحت صناعة فقط.
*التعصب في التشجيع هل يمكن أن نُسميه تطرفاً فكرياً رياضياً ؟ ولماذا؟
-أنا ضد التعصب في كل شيء، والتعصب يندرج تحت مظلة التطرف، ويمكننا أن نسميه بالفعل تطرفاً فكرياً، ورغم أنه ليس السمة السائدة في المجتمع خاصة النسائي إلا أن وجوده قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على كل من الشخص المتعصب في تشجيع رياضة معينة أو فريق معين أو الأشخاص المحيطين به، لأنه قناعة بفكرة أو معتقد ما، تصبح من وجهة نظر الشخص المشجع حقيقة ثابتة لا ترتقي للشك، ويجب الدفاع عنها مهما كلف الأمر ولو بالعنف، وهذا بحد ذاته تدمير لحياة الفرد وصحته وصحة المجتمع، وأنا ضده قلباً وقالباً.
*هل ترين أن التعصب الرياضي وصل مداه وبات الحوار المتزن غائباً؛ أم نعيش عكس ذلك حالياً؟.
-نعم ما نشاهده حالياً للأسف ليس تشجيعاً بل تعصب ممقوت ضد الآخرين، فالتعصب الرياضي الذي نشاهده الآن ماهو إلا ظاهرة تطرف في الآراء لصالح نادٍ أو حدث رياضي معين لا يخلو من الإساءة للنفس وللغير، ولا تخلو من الاستهزاء بالآخرين أو قذف الاتهامات الباطلة وعبارات التجريح غير المبـررة التي لا تدل على ترابطنا الاجتماعي ولا تدل على تمسكنا بأخلاقنا الحميدة وتعاليم ديننا، ولو وقفنا مع أنفسنا وقفه بسيطة وأجبنا على سؤالين فقط، لماذا ندعم ظاهرة التعصب الرياضي؟ أليس من حق كل شخص أن يشجع ما يريد من دون أن يقدح في تفضيلات الطرف الآخر؟!.
*الشهرة عالم، كيف يمكن أن تكون شهرة لاعبي الكرة طريقاً لتكريس السلوك الحضاري في حياة النشء؟
-عندما يكون اللاعب ذو الشهرة العالية قدوة في أخلاقه وسلوكه ونمط الحياة الذي يعيشه، وهذا لن يتحقق ما لم تكن هناك إدارات واعية، ولا يتم اختيار الأشخاص العاملين وفق الميول أو الصداقات، ومتى وضع المشاهير مسؤوليتهم تجاه المجتمع نصب أعينهم وسعوا إلى تطبيقها.
*في الرياضة يحصد الفائزون والمتألقون الكؤوس، فما الذي يقلل من ذلك لدى المبدعين في المجالات الأخرى طبياً، أو ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً؟.
-لا اتفق معك في هذا الرأي، فكلنا يحصد ثمار اجتهاده وابداعاته، والفوز الحقيقي هو الوصول للهدف الذي تضعه نصب عينيك وتسعى إليه، وهناك حصاد سريع ولكنه مؤقت، وآخر بطيىء ولكنه دائم أو طويل المدى، وكلنا يعرف أن الانتصار المؤقت سيزول مع الوقت متى تغافلت عن تعزيزه، ويبقى الفوز المرسوم وفق خطة طويلة.
*كانت الرياضة للصحة والمتعة، والآن أصبحت للمال أكثر من أفسد بياضها؟
-أفسد بياضها من لم يدرك قيمتها الحقيقية، ومن لم يدرك ذلك إما غافلون أو متنفعون غيروا مفاهيمها، وحرفوا مسارها لتحقيق أهدافهم الشخصية، ولكننا لن نفقد الأمل بعودتها كما كانت بسيطة ومفيدة لكل أفراد المجتمع بما فيهم القوي والضعيف والصحيح والمريض.
*بين رواتب اللاعبين ورواتب الأطباء، من يغلب من؟.
-من وجهة نظري من يغلب هو المرتب الذي يبارك الله فيه وتنفقه في أوجه الخير، ولو على أهلك ومن حولك، ولكن في الحقيقة ليس لدي أي معلومات عن رواتب اللاعبين ما يهمني هو أن يبارك الله لهم ولنا فيما يقسمه لنا.
*بين القمر والشمس هل هناك ثمة مكان لميولك؟.
-أحب زرقة السماء كما أحب ضوء القمر في المساء، وأعشق النظر من نافذه الطائرة إلى لون السماء الأزرق وهي ملبدة بالسحاب الأبيض النقى.
*لمن توجه الدعوة من الرياضيين لزيارة منزلك؟.
-أرحب بالجميع خصوصاً الكادر النسائي.
*هل سبق وأن أقدمت على عمل وكانت النتيجة تسللاً بلغة كرة القدم ؟.
-التسلل أحياناً يعقب هدفاً صحيحاً وقد يكون هدفاً حاسماً.
*"العقل السليم في الجسم السليم" عبارة نشأنا عليها رغم خطئها فكم من شخصية عبقرية لا تمتلك جسداً سليماً، باختصار نريد منك عبارة رياضية بديلة لجيل المستقبل؟.
-"الرياضة أفضل عيادة"، فبالرياضة ترتقي الأرواح، وتصح الأبدان والعقول".
*ما المساحة الحقيقية للرياضة في حياتك؟.
-أفكر فيها كثيراً وأتمنى أن أمارسها باستمرار، وأحلم أن تكون لدي لياقة بدنية متميزة، ولكنني وللأسف بحكم وجودي بشكل طويل في العيادة لا أمارسها إلا بشكل بسيط وحسب الظروف وهذا خطأ كبير.
*متى كانت آخر زيارة لك للملاعب السعودية؟.
-لم أدخل الملاعب الرياضية أبداً ماعدا الملعب الرياضي بجامعة الأميرة نورة وكان ذلك العام الماضي، وحقيقة بهرني شكل المدرجات والساحة الرياضية وتمنيت أن أشارك في إحدى المسابقات أو الأنشطة ولكن طبيعة عملي وانشغالي حالا من دون ذلك، وقد يكون لتأهل الهلال لنهائي دوري أبطال آسيا دافعاً للذهاب لـ "محيط الرعب" ومؤازرة "زعيم آسيا" كونه يمثل الوطن.
*أي الألوان تراه يشكل الغالبية السائدة في منزلك؟.
اللون الأبيض
*لأي الأندية تدين الغلبة في منزلك؟.
-لا توجد في منزلي غلبة لنادٍ معين فأنا لست متعصبة للدرجة التي تنعكس فيها ألوان النوادي على منزلي، ولكن يطغى على المنزل مزيج من الألوان الكلاسيكية، مع العلم أنني قد منحت جميع أفراد العائلة حرية اختيار الأثاث المناسب له.
*البطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟
لكل من يسعى لإبعاد النساء عن ممارسة الرياضة المقننة التي لا تضر بهن أو بسلامتهن.
*ولمن توجه البطاقة الصفراء؟
سأوجهها فوراً لمن يعطي أي معلومات طبية رياضية تهدم ما تبنيه الرياضة الخالصة.
*إن قيض لك اقتحام المجال الرياضي ما الأمر الذي تحسب له ألف حساب؟
-أخشى من أن تغلب العاطفة على عقلي لأنه للأسف قد هدمت رياضتنا في الآونة الأخيرة.
*ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- أولى اهتماماً كبيراً ودعماً غير مسبوق للأندية ويطمح لأن يكون دورينا من أفضل 10 دوريات بالعالم، ماذا ينقص هذا العمل إعلامياً؟.
-عندما يكون الحديث عن أمل سمو ولي العهد سيكون الوضع مختلفاً لأننا وبطموح عالٍ سنعانق السماء وسنعمل ليل نهار بهمة حتى القمة؛ لكي تكون المملكة العربية السعودية في أعلى القمم ليس فقط من الجانب الرياضي ولكن في جميع الجوانب، وستكون هممنا هي مصدر إلهامنا ولن نكون بحاجة إعلامية لنحقق هذا الهدف الذي لن يكون مستحيلاً متى كانت الإرادة قوية.
*المساحة لك لتوجيه روشتة صحية لكافة الأوساط؟
-قبل أن تذهب للطبيب حاول أن تلتزم بنمط حياة صحي واجعل الرياضة البدنية المعتدلة والنشاط الحركي صديقك الصدوق الذي لا تستغني عنه أبداً وستلاحظ الفرق.