ر بنسبة تصل إلى نحو 40% بعد سن الستين، وتزيد هذه النسبة إلى أن تصل إلى 90% بعد سن الخامسة والثمانين، مع حدوث أعراض بولية منغصة عند نحو 50% منهم، فضلاً عن أن تلك الحالة قد تؤثر في الطاقة الجنسية بنسبة 70% وتسبب العجز الجنسي في نحو 50% من تلك الحالات.
ومن واقع الدراسات وجد أنه غالباً ما يحدث هذا التضخم الحميد أو التضخم الشيخوخي في هذه الغدة عند 25 إلى 30% من الرجال لأسباب كثيرة تتعلق بالوراثة والسن والهرمونات. ويؤدي هذا التضخم إلى زيادة طول مجرى البول كما يضغط عليه فيعيق عملية التبول. وينشأ هذا التضخم اليفي غالباً في الجزء الأوسط من غدة البروستات، ويشبه إلى حد كبير تضخم اللوزتين الذي يسبب إعاقة في البلع. تجدر الإشارة إلى أن مشكلة إعاقة نزول البول في تضخم البروستات لها شقان: الأول هو التضخم ذاته أو حجم العائق المادي الذي يمنع نزول البول، والشق الآخر حدوث احتقان وانقباضات في البروستات تعيق نزول البول.
تأثير سلبي في حياة الإنسان
تتفاوت شدة تضخم غدة البروستات بين الرجال وتميل إلى التفاقم تدريجيا مع مرور الوقت. وكذلك تتفاوت أعراض تضخم البروستات، ويمكن أن تشتمل على ما يلي:
■ ضعف تيار البول مع قلة البول
■ صعوبة البدء في التبول
■ التوقف والابتداء من جديد في أثناء التبول
■ استمرار خروج نقاط في نهاية التبول
■ الحاجة المتكررة والملحة للتبول
■ زيادة تكرار التبول أثناء الليل
■ عدم القدرة على إفراغ المثانة تماما
■ دم في البول (البيلة الدموية)
■ التهاب المسالك البولية المتكرر
■ تكوين حصوات في المثانة
■ اختلال وظائف الكلى
ومن المهم هنا الإشارة إلى أن الزيادة في حجم تضخم البروستات لا تعني بالضرورة أن الأعراض سوف تكون أسوأ، فبعض الرجال لديهم تضخم بسيط في البروستات ومع ذلك يعانون من أعراض شديدة، ومن ناحية أخرى بعض الرجال لديهم تضخم كبير في البروستات ويعانون من الأعراض البولية الطفيفة فقط. كما أن هذه الأعراض قد تكون مقبولة في النهار إلا أنها تشكل مشكلة أثناء الليل خاصة وقت الشتاء، حيث ينزعج المريض بالذهاب للتبول مرات كثيرة فيؤثر في راحة المريض ومن ثم الاستفادة من النوم، وبالتالي في أدائه في اليوم التالي وفي جودة حياته سلبيا.
عملية الاستئصال الجزئي للبروستات هي الأكثر شيوعاً
زيادة حجم هذه الغدة ليست سبب كافيا للعلاج وقد يتفق المريض مع طبيبه على توخي الحذر والمراقبة لتطور الحالة بفحص مجدول للبروستات وأعراضها، لكن عند الانزعاج من هذه الأعراض أو حدوث تأثير سلبي في الجهاز البولي يلزم العلاج، ويكون إما باستخدام الأدوية التي تغني عن الجراحة، والتي تؤدي إلى انخفاض نسبة الجراحة 50%، أو العلاج الجراحي إذا كانت الحالة في مرحلة متأخرة مع ازدياد الأعراض سوءاً بشكل مطرد أو في حال فشل العقاقير في التحكم بالحالة. وهناك عديد من الخيارات الجراحية منها الاستئصال الجزئي للبروستات عبر الإحليل، وهو الإجراء الأكثر شيوعاً حيث يتم أثناء العملية تمرير تلسكوب عبر الإحليل حتى يبلغ غدة البروستات ثم يدخل سلك محمى ويستخدم لقطع بعض النسيج البروستاتي، وهناك الاستئصال الكامل للبروستات إذا كانت متضخمة لدرجة كبيرة ولكن قد تؤدي هذه العملية إلى العقم والعجز الجنسي.
الأساليب الجراحية للعلاج:
إجراء عمليات الاستئصال الجزئي للبروستات تتم بعدة أساليب أكثرها شيوعا استئصال البروستات باستخدام القاطع الكهربائي أو بتوجيه من الموجات فوق الصوتية عبر الإحليل، أو استئصال البروستات بمساعدة الليزر بأنواعه وتحت البصر، أو العلاج الحراري بالمايكروويف عبر الإحليل، إضافة إلى عمليات نوعية أخرى تجرى في حالات معينة ومنها التوسيع بالبالون الذي يتم بإدخال قسطرة ومعها بالون فارغ من خلال مجرى البول إلى الجزء المتضيق من الإحليل، ولدى وصولها إلى هذا الجزء يتم نفخ البالون بمحلول ملحي في العادة، ما يعمل على تمديد وتوسيع قطر الإحليل ويضغط على نسيج البروستات، ومن العمليات النوعية الأخرى كذلك طريقة دعامات إحليل البروستات، وهي أسطوانات شبكية تشبه الزنبرك تصنع من معدن التيتانيوم ويتم إدخالها إلى الجزء المتضيق من الإحليل عن طريق الأحليل، حيث تترك داخل هذا الجزء لتوسيع قناة الإحليل لتتيح تبولاً أسهل.
كما أود الإشارة إلى أنه مؤخرا أدخلت عديدا من التقنيات الجراحية والمحدودة المضاعفات لعلاج تضخم البروستات الحميد والهدف منها التقليل من مخاطر العمليات التقليدية المعروفة وكذلك إمكانية إجرائها حتى عند المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة يشكل وجودها خطرا على حياة المريض عند إعطائه التخدير المطلوب لتلك العمليات أو كذلك عند المرضى الذين يستخدمون أدوية مسيلة للدم، التي قد تقود إلى مضاعفات نزفية خطيرة في حال العمليات التقليدية. ومن تلك الطرق المستحدثة: رفع البروستات- يوروليفت (تحت التخدير الموضعي بدون استئصال)، تبخير البروستات بتقنية البلازما (توريس)، ومؤخرا تم إدخال تقنية التبخير المائي للبروستات وهي طريقة حديثة تم اعتمادها من كل من هيئة الغذاء والدواء الأميركية، المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية البريطانية التابع لوزارة الصحة البريطانية، والرابطة الكندية لجراحة المسالك البولية. كما تتميز هذه الطريقة بتخليص المريض من الأعراض الجانبية التي تُسببها الجراحات التقليدية مثل القذف الخلفي للسائل المنوي أو القذف الجاف التي تحدث بنسبة 75%، إضافة إلى ضعف الانتصاب والقدرة الجنسية.
ويتم عمل هذه التقنية عن طريق منظار بسيط لمجرى البول تحت التخدير الموضعي أو تخدير خفيف موقت باستعمال أدوية مهدئة تساعد على الاسترخاء، وبعدها يتم حقن بخار الماء المضغوط في أماكن دقيقة ومحددة في البروستات المتضخمة عن طريق إبرة وعدسة تلسكوبية ذات صمام أمان عالٍ، ويقوم البخار بتقليص أنسجة البروستات تدريجيا خلال شهر بعد العملية وبالتالي التخلص من أي ضيق في مجرى البول، وتستغرق هذه العملية من 8 إلى 10 دقائق تقريباً، ويحتاج المريض بعدها إلى قسطرة موقتة لمجرى البول لمدة 3 إلى 5 أيام تقريباً، وبإمكان المريض مغادرة المستشفى في اليوم نفسه. كما تتم إزالة القسطرة البولية في العيادة عند أول متابعة ويصبح بإمكان المريض ممارسة الأنشطة اليومية العادية.
إعداد: أ. د. صالح بن صالح