اب الثبات في المفصل حيث أن عظام المفصل لا توفر الثبات اللازم لوظيفة هذا المفصل وبالتالي فإن الاعتماد يكون على منظومة معقدة من العضلات الصغيرة التي تحيط بالمفصل
وتغلفه وتتحكم في حركته وتوفر له الثبات اللازم وتسمى (rotator cuff muscle).
هذه العضلات تبذل مجهوداً جباراً لتحريك مفصل الكتف في الوضعيات المختلفة والمحافظة على ثباته في نفس الوقت ولذلك فهي عرضة لمرض الإجهاد المزمن في العضلات كالتهاب الأوتار وتمزقها.
أسباب تمزق عضلات الكتف
إن الأوتار الخاصة بهذه العضلات تحتوي على مناطق ذات تغذية دموية بسيطة وقليلة. وهذا يؤدي إلى بطء وتأخر في عملية الترميم والإصلاح في الأجزاء الملتهبة والمجهدة خصوصاً مع التقدم في السن مما يؤدي إلى ظهور أعراض تآكل واهتراء في هذه الأوتار تزداد مع استخدامها خصوصاً
في الأعمال والرياضات التي تستدعي رفع الذراع إلى أعلى كمسح الشبابيك وطلاء الجدران ورياضة التنس وغير ذلك من الأنشطة.
أما المحصلة الثانية فهي حدوث التمزق والقطع في هذه الأوتار المريضة نتيجة حركة مفاجئة أو تدريجياً مع مرور الوقت.
الأعراض
في المراحل الأولية للمرض وعندما تكون الأوتار ملتهبة ومجهدة فإن المريض عادة ما يشتكي من آلام في منطقة الكتف تزداد مع الحركة وخصوصاً عند ممارسة الأنشطة التي تتطلب
رفع الذراع فوق مستوى الكتفين كالاستحمام وغسل وتمشيط الشعر ولبس الشماغ أو تناول الأشياء من الأرفف العالية.
كذلك تكون هناك آلام عند النوم على الكتف المريض وعند التقلب خلال النوم.
أما في المراحل المتقدمة عندما يحصل التمزق والقطع في الأوتار فإنه بالإضافة إلى الأعراض التي سبق ذكرها يكون هناك ضعف وصعوبة في تحريك الذراع ورفعها للأعلى تظهر آثارها عند القيام ببعض الأنشطة كارتداء الملابس وتسريح الشعر ولبس الشماغ التي تصبح صعبة جداً جداً.
التشخيص
عادة ما يتم بعد الفحص السريري الذي يبين وجود آلام عند تحريك مفصل الكتف ووجود ضعف شديد وعدم القدرة على تحريك ورفع الذراع للأعلى. كما أن جميع العضلات المحيطة بالمنطقة تكون مصابة بالضمور والتيبس. أما أشعة الرنين المغناطيسي للكتف فإنها مهمة جداً لتحديد مكان القطع في الأوتار وحجمه وكمية الالتصاقات في العضلات المريضة والمفاصل الصغيرة التي يتكون منها مفصل الكتف.
العلاج
عادة ما يبدأ بالطرق التحفظية كاستخدام المسكنات ومضادات الالتهاب والإبر الموضعية والعلاج الطبيعي وتمرينات التقوية لعضلات الكتف وذلك لمدة شهر أو شهرين على الأكثر.
أما في الحالات التي لا تستجيب للعلاج التحفظي أو التي يكون فيها الوتر مقطوعاً تماماً فإن التدخل الجراحي يتم اللجوء إليه بغرض إصلاح أو ترقيع الوتر المقطوع والممزق وكذلك عمل توسعة لمجرى الوتر بحيث يصبح أكبر ولا يضغط على الوتر.
هذه الجراحة يمكن إجراؤها عن طريق المنظار الجراحي أو عن طريق التدخل الجراحي البسيط حسب حجم القطع ودرجة التليف في الأوتار. وفي الغالبية العظمى من المرض يمكن خياطة الوتر وتبلغ نسبة نجاح هذه العمليات التسعين في المئة.
ولكن يجب على المريض القيام بعمل برنامج تأهيلي وعلاج طبيعي مكثف بعد الجراحة لإعادة القوة والمرونة لهذه العضلات والأوتار لكي تتمكن من أداء وظيفتها بشكل طبيعي.