حديدا تخصص الجراحة؛ للمساهمة في علاج مرض السرطان وتحقق له ذلك.
«عكاظ» حاورت الدكتور اليماني حول بدايته في تخصصه والمصاعب التي واجهها خلال مسيرته العملية، إضافة إلى بداية تأسيس المركز الوطني للعلوم العصبية في مدينة الملك فهد الطبية، حتى بات ضمن المراكز العالمية المتقدمة .. يقول إن ندرة المتخصصين في جراحة المخ مردها صعوبة التخصص وأن تحول المملكة إلى مركز عالمي لعلاج أمراض المخ ليس مستحيلا، فالشباب الدارس والمؤمن قادر على مواجهة الصعاب. وكشف الجراح اليماني أن العاملين في قطاع العمليات الجراحية ينتابهم الخوف أحيانا أثناء إجرائهم للعمليات المعقدة بسبب المضاعفات غير المحسوبة التي قد تصيب المريض أثناء الجراحة، منتقدا في ذات الوقت النظرة الاجتماعية القاصرة لمهنة التمريض، وقال إنه يتخيل المشكلات الطارئة قبل الجراحة بصورة ثلاثية الأبعاد، والتجهيز للتعامل مع المتغيرات التي قد تطرأ ومناقشة الخيارات المختلفة مع زملاء المهنة داخل وخارج المدينة الطبية.
• ما الذي دفعكم إلى دخول عالم الطب.. هل كانت رغبة الوالدين أم اتجاه شخصي؟
•• رحل صديقي نتيجة إصابته بمرض سرطان لمخ، وكان عمري عشرة أعوام، إذ تركت وفاته أثرا كبيرا في نفسي، وقررت وقتها دخول كلية الطب للمساهمة في علاج مرضى السرطان.
• بدأت مهمتك في المركز الوطني للعلوم العصبية في مدينة الملك فهد الطبية والمقاول لازال يعمل في تشييد المركز، والآن أصبح من أفضل المراكز في الشرق الأوسط،.. كيف كانت بداياته، ومن هم شركاء النجاح؟
- بدأ المركز كفكرة، ثم وجدت كل الدعم من الدكتور حمد المانع وزير الصحة الأسبق والدكتور إبراهيم الطعيمي والدكتور علي الشنقيطي، ثم الدعم غير المحدود من الدكتور عبدالله العمرو والدكتور منصور الحواسي. كما حظيت فكرة الارتقاء بالمركز إلى مستوى مركز وطني بالدعم والمؤازرة من الدكتور عبدالله الربيعة وزير الصحة السابق، ليصبح المركز أكبر مشروع لطب وجراحة الأعصاب والعمود الفقري على مستوى الشرق الأوسط، وكانت البداية بإنشاء قسم العلوم العصبية بسعة 24 سريرا كمرحلة أولى، يتم بعدها دراسة الاحتياجات على مستوى مدينة الرياض، وبعد دراسة الاحتياجات تطور القسم إلى مركز بسعة 90 سريرا وعقب الانتهاء من الدراسة الإجمالية على مستوى المملكة وثبات نجاح المرحلتين الأولى والثانية تمت الموافقة الكريمة على مشروع المركز الوطني للعلوم العصبية بسعة 350 سريرا في منطقة الرياض و650 سريرا موزعة على المناطق الأربعة، بحيث يكون المركز الوطني مرجعا للمراكز الفرعية للعلوم العصبية، وروعي في عملية توزيع الأسرة على المدن الطبية في المناطق المختلفة الكثافة السكانية والأمراض السائدة وإمكانية استقطاب القوى العاملة المتخصصة، كما تم الأخذ في الاعتبار وجود خدمات طبية تخصصية في القطاعات الحكومية الأخرى وتوزيع المشاريع في المناطق المختلفة، أما عن شركاء النجاح فهم فريق العمل في المركز الوطني للعلوم العصبية ونظرا للدور الأساسي والفعال لكل فرد منهم يصعب تحديد أشخاص بأعينهم.
جراحة لا أنساها
• من خلال مسيرتك الطويلة في عالم الطب والمركز هل هناك عملية جراحية عالقة بذهنك لا تكاد تنساها في كل مكان ذهبت إليه؟
•• فور عودتي من كندا عملت في مستشفى الشميسي (مدينة الملك سعود الطبية حاليا) وكانت البداية صعبة، حيث لم يكن المستشفى مجهزا بشكل يسمح بإجراء عمليات معقدة، وأذكر أنه تم تنويم مريضة تعاني من ورم في قاع الجمجمة أقعدها عن الحركة ولم يكن لديها خيار الانتقال إلى مستشفى آخر أو السفر خارج المملكة، وعملنا على شرح الوضع للمريضة وأخبرناها بأن مخاطر العملية عالية لكنها كانت الخيار الوحيد، وبرغم تواضع الإمكانات في ذلك الوقت وافقت المريضة على العملية التي استمرت قرابة 18 ساعة، واستطعنا بتوفيق الله إزالة الورم وعادت السيدة إلى حياتها الطبيعية بعد حوالي 3 أشهر.