عملية الحمل والرضاعة في السيدات. وتؤدي زيادة هورمون الحليب لدى السيدات إلى اختلالات كثيرة منها تأخر الحمل أو الإسقاط المتكرر ونزول الحليب من الثدي في غير وقت الرضاعة. أما في الرجال فقد تؤدي زيادة هورمون الحليب الى ضعف في الانتصاب او ضعف في عدد الحيأمن.
أسباب الحالة وقال كبير استشاريي الغدد الصماء التناسلية والعقم وأطفال الأنابيب بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة الدكتور عثمان صدقه سندي لـ«الشرق الاوسط»: ان الأسباب التي تؤدي لزيادة إفراز هورمون الحليب عن المعدل الطبيعي عديدة، ويمكن تلخيصها فيما يلي:
ـ وجود ورم أو تضخم بسيط في الخلايا المفرزة لهورمون الحليب في الغدة النخامية وعادة ما يكون الورم صغيراً اقل من 10 ملم، ونادراً ما يكون اكبر من 10 ملم ويسمى Macro-adenoma وقد يكون مصحوباً بأعراض أخرى مثل الزغللة في النظر أو ضعف حقل الرؤية.
ـ مجموعة كبيرة من الأدوية التي تمنع العامل المثبط لإفراز البرولاكتين مما يؤدي إلى زيادة هورمون الحليب في الدم ومنها: مشتقات الفينوفيازين وتشمل اكثر من مائة مستحضر، وتستخدم لعلاج الاكتئاب، والادوية المضادة للقلق مثل: الفاليوم وعائلته، وبعض ادوية الضغط مثل: الرزبين ومثيل دوبا، ومشتقات الأفيون، والامفتامين.
ـ ضعف الغدة الدرقية وتشخص بارتفاع الهورمون المنشط للغدة الدرقية T.S.H.
ـ زيادة في هورمون الأنوثة ونادراً ما تحصل الآن، لان حبوب منع الحمل الجديدة تحتوي على كميات قليلة جداً من هورمون الأنوثة. ـ مص الثدي لفترات طويلة ومستمرة وكذلك بعد عمليات فتح الصدر.
ـ القلق النفسي Stress لأي سبب بما في ذلك اثناء العمليات الجراحية او بعدها ويكون ذلك الارتفاع لفترة قصيرة.
ـ يلاحظ زيادة في هورمون الحليب عند بعض المصابين بالفشل الكلوي وهم على عملية غسل الكلى (الديلزة) وكذلك بعض المصابين بأورام في الرئة أو الكلى أو الرحم.
تشخيص وعلاج ولتشخيص وتحديد سبب الزيادة في هورمون الحليب، يقول د. عثمان سندي لا بد من عمل أشعة الرنين المغناطيسي لمعرفة حجم الورم المفرز لهورمون الحليب، وعادة ما يكون مستوى الهورمون مرتفعاً جداً في هذه الحالات* أما في الحالات الاخرى فيكون الارتفاع بسيطاً بمعدل ضعف او ثلاثة اضعاف المعدل الطبيعي.
ويواصل د. عثمان سندي حديثه قائلاً ان العلاج في معظم الحالات يكون بالأدوية الطبية التي تشمل: حبوب الدوبرجين ويعطى منها حسب نسبة الزيادة، وهي أخفها من حيث التأثيرات الجانبية كالغثيان أو انخفاض الضغط. ثم حبوب البارلودل، وحبوب الدوستنكس، وقد أثبتت الدراسات أن الدوائين الأولين آمنين حتى ولو أخذا في الثلاثة الأشهر الأولى من الحمل.
أما في الحالات التي تكون الزيادة بسبب وجود ورم كبير في الغدة النخامية فإنه يفضل البدء بالعلاج الطبي ولا يلجأ إلى الجراحة إلا في الحالات الصعبة التي لا تستجيب للأدوية أو في حالة وجود ضغط على تقاطع العصبين البصريين، حيث يتم تشخيص ذلك بواسطة استشاري العيون لقياس مجال الرؤية.
دراسات تثبت نجاح العلاج بالادوية
* اجريت 23 دراسة على مستوى العالم في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث لمعرفة نتائج العلاج بالأدوية، وُجد فيها أن الدورة الشهرية عادت إلى الانتظام خلال شهرين عند 80% من المصابات باختلال في الدورة مع نزول الحليب من الثدي مع عدم وجود ورم في المخ.
ووجد أن اختفاء الحليب حصل في 50 ـ 60 % من المرضى في خلال 3 اشهر مع ملاحظة نقص في كمية الحليب خلال 6 أسابيع. ولوحظ اختفاء الدورة مرة أخرى بعد 6 أسابيع من التوقف عن الدواء في 41% من المرضى. كما لوحظ أن 5% من المرضى توقفوا عن العلاج بسبب الآثار الجانبية للأدوية.
اما بالنسبة للمرضى المصابين بوجود ورم في الغدة النخامية فقد لوحظ حصول ضمور للورم مع الحاجة إلى جرعة اكبر قد تصل إلى 4 حبات يومياً. ولوحظ أن التحسن في الرؤية يحصل خلال أيام معدودة لا تتجاوز 42 يوما.
اما بالنسبة لحجم الورم فقد يحتاج إلى اشهر من العلاج حتى يعود الى حجمه الطبيعي، ويلاحظ أن حجم الورم يضمر إلى نصف حجمه أولاً ثم يكون الضمور بطيئاً بعد ذلك.
إن نجاح الأدوية الطبية في علاج أورام الغدة النخامية أدى إلى ندرة الحاجة إلى العمليات الجراحية مع ما لها من آثار جانبية بالإضافة إلى خطورتها وعدم التمكن من إزالة الورم بالكامل.
وبالنسبة لحالات تأخر الحمل بسبب زيادة هورمون الحليب فقط فإن معظم المريضات سوف يحملن خلال 4 إلى 6 اشهر بإذن الله عز وجل، لذا يجب متابعة مستوى الهورمون لإعطاء الجرعة المناسبة حتى يحصل الحمل بمشيئة الله، وكذلك ينصح بالاستمرار بالعلاج خلال الثلاثة الأشهر الأولى في الحمل حتى لا يحصل إسقاط.