0% في العام الحالي 2018، إما عن طريق متبرع حي أو متوفى دماغيا. ولفت إلى أن السعودية تعد من أفضل الدول في التبرع بالأعضاء من الأحياء. وتطرق إلى جملة أسباب تؤدي للإصابة بأمراض الكبد، متحدثا عن إرشادات صحية للحفاظ على صحة وسلامة الجهاز الهضمي، فيما أكد أهمية ممارسة الرياضة وتناول الأكلات الصحية كأسلوب حياة، وإلى نص الحوار:
• نود تسليط الضوء على أبرز أسباب الإصابة بمرض التهاب الكبد الوبائي ومسببات العدوى ؟
•• أغلب الأمراض الكبدية تسمى «التهاب الكبد» وليس فقط الفيروسات، فالتهاب الكبد له أسباب عدة، منها: الدهون، الكحول، والفيروسات التي من أشهرها فيروسات «أ، ب، ج»، ومن المهم معرفة الفروقات بينها لتحديد أسباب الإصابة، ففيروس «أ» لا يسبب أمراضا مزمنة في الكبد كالتليف أو الأورام، و90% من الحالات تشفى بعد أسبوعين من الإصابة وتبقى 10% من الحالات المصابة به تصاب بفشل حاد في الكبد، ما يستدعي إجراء زراعة كبد للمريض، ومن طرق انتشار هذا النوع الأكل والشرب الملوثان، أما فيروسا «ب، ج» فيسببان تليف الكبد، وينتقلان عبر الدم ومشتقاته ولها طرق أخرى مثل الإبر والاتصال الجنسي. وفي المملكة ينتشر «ب»، إذ تشير الدراسات إلى أن نصفا إلى 1% من الأفراد في المجتمع مصابون به؛ أي 500 إلى 600 حالة موجودة في المملكة، إذ كانت الإصابة به قبل 1990 كبيرة، وبعد أن تم تطعيم كل المواليد قلت النسبة من 7 إلى 1%، ومن أسباب انتقاله الاتصال الجنسي والدم والإبر أيضا، لكنه لا يمنع الزواج، إذ يتم تطعيم الطرف الآخر، فعلى سبيل المثال إذا كانت الأم حاملا يتم تطعيم المولود، وهناك أدوية تثبط نشاطه وتجعله خاملا. وما يتعلق بالفيروس الثالث فيعد الاتصال الجنسي وسيلة نادرة لنقله، ولا يمنع الزواج، غير أنه يعد من أهم أسباب تليف وزراعة الكبد، فيما تم اكتشاف علاجات له، تصل أسعارها إلى ربع مليون ريال وفرتها الدولة في المستشفيات وتعد علاجات شافية من المرض.
• ما مستجدات زراعة الكبد، وهل لديكم أرقام عن إجمالي قوائم انتظار المرضى ؟
•• الجديد في 2018 هو ارتفاع نسبة نجاح عمليات زراعة الكبد إلى 90%، بعد أن كانت النسبة 30% قبل 55 عاما من الآن، وتكون العمليات إما عن طريق متبرع حي أو متوفى دماغياً، فيما تعتبر المملكة من أفضل الدول في التبرع بالأعضاء من الأحياء للمرضى، ولكن ما ينقصنا ثقافة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، نتيجة عدم الاطلاع الكامل، على الرغم من أن التبرع بالأعضاء «قمة العطاء»، لذلك نسعى عبر حملات التوعية إلى رفع سقف الوعي بثقافة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة لإنقاذ حياة المحتاجين. وعلى مستوى المملكة تتم زراعة الكبد لـ150 حالة سنوياً تقريباً، ولكن مقابل هذا الرقم لا تزال الحاجة قائمة لمزيد من العمليات، إذ إن 30% من المرضى المحتاجين للزراعة في قوائم الانتظار يتوفون بسبب عدم وجود متبرعين أحيانا، وما يجب التنويه إليه هو أن نسبة نجاح العملية من متبرع حي تشكل 90%، ويفضل أن يكون قريب المريض، أما إذا كان المتبرع ليس على صلة قرابة بالمريض ينبغي أن يبحث الطبيب أسباب التبرع النفسية تجنبا لإشكالية تجارة الأعضاء.
• هل تتساوى نسب الإصابة بأمراض الكبد بين الرجال والنساء ؟
•• نعم، تتساوى بين الرجال والنساء، غير أن النساء تنتشر بينهن الإصابة بـ«التهاب الكبد المناعي» غير معروف الأسباب، بينما أكثر مرض يصيب الكبد حاليا هو «دهون الكبد»، إذ تتراوح نسبة الإصابة به من 15 إلى 20%، وهناك حالات تصل للتليف وتحتاج إلى الزراعة. والإصابة بدهون الكبد تأتي نتيجة ارتفاع نسبة الكوليسترول، والسكر، والعادات الغذائية الخاطئة، لكن أغلب الحالات لا تسبب مضاعفات، بينما 10% من الحالات تسبب لهم دهون الكبد تليفا، لذا أصبحت ممارسة الرياضة والعادات الغذائية السليمة أسلوب حياة.
• ظهرت خلطات أعشاب عدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يدعي مروجوها قدرتها على علاج أمراض الكبد، إلى أي مدى تشكل خطراً على الصحة ؟
•• هناك خلط لدى أفراد المجتمع بين الطب البديل والعطارة، فالطب البديل علم يدرس وله منظمات عالمية، وفي المملكة توجد جهات مسؤولة عنه وتحذر من استخدام خلطات الأعشاب، ولكن للأسف البعض استخدم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاطئ لتسويق هذه الخلطات، لذلك نقول إن كل شيء في الطب الحديث يعتمد على الدراسات العلمية الموثوقة، ولا يجدي الانسياق وراء الخلطات من غير المختصين فنحن لا نعرف الأضرار الناجمة عن استخدامها على المدى البعيد؛ إذ إن الأدوية تتم دراستها عبر سنوات عدة، ويجب أن لا يتم صرفها للمريض إلا عبر الأطباء المختصين، والخلطات الشعبية تعد واحدة من أشهر 5 أسباب في العالم للفشل الكبدي الحاد، مثل خلطات حرق الدهون وإنقاص الوزن.
• كثيرون يشكون من مشكلات في الجهاز الهضمي، في مقدمتها «الحموضة»، ما الأسباب ؟
•• أسباب عدة لـ«الحموضة»، منها ارتجاع المريء، وله عدة مسببات كزيادة الوزن، تناول المشروبات الغازية، والمنبهات، وتعاني منه أيضا النساء الحوامل، أما الارتجاع الوظيفي فيكون بسبب التوتر والعادات الغذائية الخاطئة، ومنها تناول وجبة العشاء قبل الذهاب للنوم مباشرة، فيما تظل السمنة السبب الرئيسي. ويبدأ علاج الحموضة بالتدرج في تناول الأدوية، فالعمليات الجراحية؛ إذ يجب أن لا تكون الحل الأول، بل الأمثل لبعض الحالات، فأي عملية جراحية لها مضاعفات، ولا نلجأ لها إلا في حالات الاحتياج الضرورية، ففي حال عدم تحقيق الأدوية للجدوى المأمولة للمريض الذي يعاني من ارتجاع المريء يتم اللجوء للعمليات بنسبة 10%.
• هل اتخاذ قرار إجراء عمليات التكميم للأشخاص الذين يعانون من السمنة يستلزم زيارة الطبيب الباطني ؟
•• جراحة التكميم ليست «تجميلية»، لذلك لا بد من مراجعة الطبيب، فعمليات التكميم وفقا للدراسات ينظر فيها إلى نسبة كتلة الجسم فوق 35، ولا شك أنها أثبتث فعاليتها لعلاج مرضى السكر والضغط، وتعد ناجحة للأشخاص المصابين بدهون الكبد، فهذه العمليات ممتازة جدا لمرضى السمنة ومن المفروض أن تجرى للعلاج وليست بحثا عن الرشاقة فقط.
• بماذا تنصح أفراد المجتمع للحفاظ على سلامة الجهاز الهضمي؟
•• الجهاز الهضمي «صديقك»، وينبغي على أفراد المجتمع التعامل وفق هذا المنطلق، فعادات الإنسان الغذائية هي من تحدد كيف سيكون عليه الجهاز الهضمي من ناحية الوقاية والسلامة، وذلك عبر اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة، فالخمول يؤثر على المريء والمعدة والقولون، كما أن الخمول والتوتر أهم عاملين يؤثران على الجهاز الهضمي.