سبحانه وتعالى هذه الغرف فى مقدمة وجه الإنسان لحكمة بالغة الأهمية، فهي من ضمن الجهاز التنفسى العلوى، وتعمل على حماية الجهاز التنفسى السفلى والمكون من الرئتين والقصبة الهوائية .فالأنف والجيوب الأنفية هما الممر الأساس للتنفس، ولتنقية الهواء من العوالق والميكروبات، بالإضافة إلى أنهما الطريق إلى الشعيرات الحسية الدقيقة لحاسة الشم. وتقوم الجيوب الأنفية كذلك مع الأنف بترطيب الهواء والتعامل مع الجراثيم مناعياً قبل وصولها إلى الحنجرة والقصبة الهوائية والرئتين. ويكتمل جمال خلق الله وحكمته بوجود هذه الغرف فى رأس الإنسان أنها تخفف من ثقل عظم الجمجمة وتزيد من جمال الوجه، فينتصب رأس الإنسان فى أحسن تقويم. كما نلاحظ أن الجيوب الأنفية تعمل على تفخيم الصوت، والذى قد تختلف فيه طبقة الصوت عند حدوث التهاب فى الأنف والجيوب الأنفية.
والتهاب الجهاز التنفسى العلوى له أعراض منها: أن يشعر الإنسان بانسداد ورشح فى الأنف، وصداع، وحرارة طفيفة، بالإضافة إلى فقد الإحساس الطبيعى للشم، وآلام فى الوجه والحلق، وكحة، خاصة بالليل. وكما تقدم فمعظم هذه الأعراض تتشابة عند حدوثها لعدة أمراض مختلفة فى الجيوب الأنفية. وإذا استمر الالتهاب فى الجيوب الأنفية لأكثر من عدة أسابيع فيشخص كالتهاب حاد أو مفاجىء.أما إذا استمرت المعاناة لأكثر من عدة شهور فيشخص على أنه التهاب مزمن فى الجيوب الأنفية .
وإذا استعرضنا أسباب احتقان الجيوب الأنفية فهي غالبا نتيجة للحساسية من عدة مسببات كحبوب اللقاح للنباتات، أو الأتربة والغبار، أو العطور، أو المواد الكيميائية، أو العته والرطوبة، وكذلك شعر أو مخلفات الحيوانات المنزلية، كل هذه الأسباب تعمل على استثارة الغشاء المخاطى للأنف وللجيوب الأنفية مما يؤدى لتَكَسُر الخلايا وخروج مادة الهستامين المسببة لمعظم الأعراض السابق ذكرها .
وقد يكون التهاب الجيوب الأنفية بسبب عدة فيروسات المعدية عن طريق الرذاذ المنتشر فى الهواء من عطاس أو كحة المريض إلى غيره من المحيطين حوله، لذا يجب الحرص على ستر المريض فمه بكمه وكثرة غسل اليدين بالمطهرات . ويتخلص جسم الإنسان من الالتهابات الفيروسية بجهازه المناعى، ولا نحتاج فيه للمضاد الحيوى، و يكتفى بالأدوية الملطفة والمسكنة فقط.
وقد يكون الاحتقان فى الأنف والجيوب الأنفية بسبب عدوى بكتيرية مختلفة الأنواع ، وإختلافهاعلى حسب نوع الاتهابات هل هى حادة أو مزمنة ومتكررة. ويتم تشخيص نوع الأتهابات بالفحص السريرى أو الإكلنيكى بالإضافة للأشعة المقطعية للجيوب الأنفية
يعالج الطبيب المختص الالتهابات بوصف المضاد الحيوى المناسب فى نوعة وجرعته ومدته، بالإضافة إلى أدوية تساعد على فتح مجرى الأنف، ومنافذ وفتحات الجيوب الأنفية، مثل غسول الأنف بماء البحر والبخاخات المحتوية على الكورتيزون، وحبوب الحساسية والتى – حسب حالة المريض – يعطى معها مركب السيدوفدرين على شكل حبوب وقطرات أنفية لفتح منافذ الأنف والجيوب الأنفية. وقد يضطر الطبيب المعالج إلى الاستخدام المقنن لحبوب الكيرتيزون ولفترة معينة.
وهنالك عديد من الأمراض الأخرى فى الجسم تسهم في تكرار التهابات الجيوب الأنفية، وفى مقدمتها على سبيل المثال لا الحصر: الربو، واللحميات التحسسية كنمو غير طبيعى حميد (السليلات) فى الأنف والجيوب الأنفية، وهى غير القرينيات الطبيعية فى الأنف (المحارات) والتى قد تتضخم بسبب الحساسية .
وإذا استنفذ العلاج الصحيح من قبل طبيب الأنف والأذن والحنجرة وللمدة المطلوبة وبعد المتابعة بالأشعة المقطعية واتضح للطبيب أن الحالة أصبحت مزمنة، ولم يعد يجدى معها العلاج الطبى، فعندئذ يكون العلاج بإزالة الأغشية والالتهابات من جدار الجيوب الأنفية والأنف بالمناظير الجراحية، مع تعديل للحاجز الأنفى والقرينيات الأنفية تحت التخدير الكامل فى غرفة العمليات.
جراحة الجيوب الأنفية والأنف بتقنية المناطير الضوئية)
وهنا تجدر الأشارة أن مشاكل الجيوب الأنفية والأنف عادة ماتكون مزمنة ومتكررة وتحتاج الى زيارات متكررة مع الطبيب المعالج.
البروفيسور الدكتور خالد محمد طيبة