تكون نسبة حدوث الضعف الجنسي في أعلى معدلاتها لدى مرضى السكري. وتشير الإحصائيات إلى أن منطقة الخليج هي الأعلى عالميا بالنسبة لمعدلات الإصابة بالسكرى، وبالتالي فإنه يتوقع أن يكون عدد مرضى الضعف الجنسي أكبر من المعتاد مقارنة بدول أخرى تقل فيها نسبة السكري.
في هذا الإطار ، انطلقت بمدينة جدة فعاليات الإجتماع الطبي للصحة الجنسية بحضور خمسين طبيباً من نخبة الأطباء والإختصاصيين في علاج مشاكل الصحة الجنسية في المملكة، وعدد من ممثلي الوسائل الإعلامية السعودية. ورأس هذا الإجتماع الدكتور عمرو ممتاز جاد رئيس المجموعة السعودية للصحة الجنسية، ورئيس المجموعة الخليجية بالجمعية الأفريقية الخليجية للصحة الجنسية .
وقد قام الأستاذ الدكتور أحمد إبراهيم السقا إستشاري أمراض الذكورة في مستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة، وزميل جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الامريكية، و الذى له أكثر من 100 بحث منشور في الدوريات والمجلات العالمية و العضو في اللجان المتخصصة لصياغة التوصيات لمؤتمر باريس، بإلقاء الضوء على النتائج والتوصيات العالمية في الصحة الجنسية التي صدرت عن المؤتمر الثالث للصحة الجنسية في باريس . وكان من أهمها ان الضعف الجنسي الآن يعتبر بمثابة الانذار المبكر لكثير من أمراض الشرايين الطرفية وشرايين القلب و أن التدخل القوى لتقليل عوامل الخطورة هو المفتاح الرئيسى للوقاية من أمراض الشرايين و بالتالى تحسن الانتصاب. وتقديراً لجهوده في هذا المجال تم تكريم الدكتور السقا من قبل رئيس المجموعة السعودية للصحة الجنسية .
ومن بين 125 دولة اخرى في هذا المؤتمر، جاءت مشاركة المملكة العربية السعودية فيه باعتباره واحداً من اهم الملتقيات الطبية على مستوى العالم، والذي يقام تحت رعاية وتنظيم الجمعية العالمية للصحة الجنسية، والهيئة الدولية لتوصيات أمراض المسالك البولية. وكانت مشاركة المملكة ممثلة بتقديم بحثين طبيين يتعلقان بمشاكل ضعف الانتصاب في السعودية، عرضهما الدكتور السقا. وقد شكل الخبراء والمختصون 25 مجموعة تعمل على صياغة التوصيات التي سوف يتم طرحها في الكتاب المرجعي الثالت لهذا المؤتمر، حيث شارك الدكتور السقا إلى جانب اربعة اطباء آخرين من دول عربية فى صياغة توصيات لجان هذا المؤتمر.
ومن الجدير بالذكر أنه قد تم عرض واحدة من الدراسات الهامة التي عرضت في المؤتمر كبحث سعودي محلي أجري منذ فترة لمعرفة العلاقة بين مرض السكرى وضغط الدم بمشاكل ضعف الانتصاب، وشملت الدراسة اكثر من 2000 مريضاَ مصابين بضعف الانتصاب في العديد من مدن المملكة العربية السعودية، وذلك باستخدام علاج سترات السيلدنافيل (فياجرا) الذي أثبت فعاليته في علاج المرضى وعودتهم الى الأداء الطبيعي. وقد أشارت نتائج البحث إلى ان أكثر من 90% من العينة أشاروا إلى انهم وجدوا الفعالية اللازمة في العلاج، كما ان ما نسبته 94% منهم سوف يستمرون في أخذ هذا العلاج، حيث انهم اكدوا على عودتهم إلى حياتهم الطبيعية باستخدامه، بالإضافة إلى ان استخدام هذا العلاج يعد آمنا عند تناوله ولا يترتب عنه تأثيرات جانبية شديدة خاصة عند استخدامه بالطريقة الصحيحة.
ومن ناحيته، أكد الدكتور جاد على أن الإهتمام بالصحة الجنسية بمرحلة مبكرة يعتبر من العناصر الهامة جداً لضمان نجاح العلاج. وما يجب معرفته أن العلاج لا يتم فقط عن طريق استخدام الأدوية الخاصة في علاج الضعف الجنسي، لكن يجب أيضاً تعديل وعلاج كل الأسباب المؤدية للضعف له، ومثال ذلك مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، وزيادة الكوليسترول وتضخم البروستاتا. كما وأوضح رئيس المجموعة السعودية للصحة الجنسية بأن التطور الحاصل في علاج الضعف الجنسي يتيح الآن لأي شخص يعاني من هذه المشكلة إمكانية استعادة حياته الطبيعية في علاقته الحميمة بصورة آمنة وفعالة وتلقائية، وذلك عن طريق استشارة طبيبه.