تاريخ النشر 29 سبتمبر 2020     بواسطة الدكتور عبدالرحمن جعفر صباغ     المشاهدات 1

السعودية تسجل إنجازا طبيا عالميا باستئصال ورم في

جذع الدماغ في إنجاز فريد من نوعه عالميا نجح فريق مركز العلوم العصبية في مدينة الملك فهد الطبية في استئصال أحد أنواع أورام جذع الدماغ جراحياً وقد كان العلاج التقليدي لهذا النوع من الأورام هو العلاج الإشعاعي، ذلك حسب إفادة أكثر من مركز متخصص عالميا. وكان الطفل عبد الله أحيل إلى مدينة ا
لملك فهد الطبية من مستشفى رعاية ثانوية، ويعاني من أعراض ارتفاع في ضغط الدماغ وتم تشخيص الحالة على أنها ورم بجذع الدماغ يحتاج إلى علاج إشعاعي تحت مراقبة جراح أعصاب أطفال مختص، في مدينة الملك فهد الطبية، وأثبتت فحوصات المدينة وجود ورم داخل الجزء الأوسط من جذع الدماغ المسمى (Pones) مع امتداد جزء كبير منه إلى الجزء الأمامي لجذع الدماغ التي يصعب الوصول إليه جراحيا لوجود أجزاء كثيفة من عظم قاع الجمجمة أمام وعلى جانبي الجزء المتوسط من جذع الدماغ، وتمت مناقشة الحالة تفصيلياً وعليه تم الاتفاق بالبدء بأخذ آراء محلية وعالمية عن إمكانية استئصال الورم جراحياً مما يمكن من عدم تعريض الطفل للعلاج الإشعاعي المعلومة آثاره في سن الأطفال.
 
وأوضح المدير التنفيذي المشارك للإدارات الطبية مدير مركز العلوم العصبية جراح قاع الجمجمة والأوعية الدموية الدماغية الدكتور محمود اليماني خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس في المدينة الطبية لتسليط الضوء على هذه العملية أن جميع المرجعيات التي تم استشارتها محلياً وفي الولايات المتحدة وكندا أفادت بعدم إمكانية استئصال الورم ذلك لوجوده في منطقة يصعب الدخول إليها أولاً وأيضاً لوجود خطورة من استئصال جزء من الورم يكمن في داخل الجزء المتوسط من الدماغ، حيث أن مساحة جذع الدماغ ضيقة جداً وتحتوي على مناطق حساسة جداً مثل منطقة الوعي ومنطقة أعصاب الوجه و السمع والبلع والتنفس وضربات القلب وغير ذلك من الوظائف الحيوية الهامة.
 
وأضاف أنه تم تحليل الإشكال على ثلاث محاور من خلال الوصول إلى مقدمة جذع الدماغ التي تتطلب إزالة جزء كبير من عظم قاع الجمجمة من الناحية اليمنى، وكذلك استشارة المختصين بمراقبة وظائف الأعصاب أثناء العمليات وتحت التخدير، وأفادوا أنه بالإمكان مراقبة الجزء الذي ستجرى فيه العملية أثناء العملية وقبل أن يزال جزء من الورم وذلك للتأكد من عدم وجود أجزاء حيوية داخل الورم، وكذلك إمكانية التصوير بالرنين المغناطيسي أثناء العملية للتأكد من عدم الإضرار بأي من الأجزاء الحساسة في جذع الدماغ ومن بقاء الاستئصال في داخل حدود الورم، مشيراً إلى أنه باكتمال المحاور الرئيسية التي تم ذكرها والتي لا تتوفر في أي مستشفى آخر في الشرق الأوسط وهي جهاز الرنين المغناطيسي داخل غرفة العمليات، مراقبة الجهاز العصبي أثناء العمليات مع وجود جهاز الرنين المغناطيسي بغرفة العمليات، وإمكانية الوصول إلى الجزء الأمامي من منتصف جذع الدماغ عن طريق إزالة جزء من عظم قاع الجمجمة تحت التخطيط العصبي، توصل الفريق إلى أن نسبة النجاح ستكون بتوفيق الله عالية.
 
وبين أنه تمت مناقشة الموضوع بتفاصيله مع والدي المريض، وبعد اقتناع الوالدين بالإجراء الجراحي واحتمالات الضرر والمنفعة منه تم التخطيط لإجراء العملية على مرحلتين  تم في الجزء الأول إزالة أجزاء كبيرة من عظم قاع الجمجمة للوصول إلى مقدمة الجزء الأوسط من جذع الدماغ، واستغرقت ثمان ساعات متواصلة تم فيها استخدام أحدث تقنيات جراحة قاع الجمجمة والوصول إلى المنطقة المراد الوصول إليها، والعملية الثانية تمت في جناح جراحة المخ المزود بجهاز الرنين المغناطيسي أثناء العمليات وجهاز تحديد الأورام وأجهزة مراقبة الأعصاب أثناء العملية، واستغرقت 14 ساعة تم الدخول إلى مقدمة الجزء الأوسط من جذع الدماغ واستئصال الورم النامي من الجزء الأوسط من جذع الدماغ الممتد إلى مقدمته، وتم استئصال جزء كبير من داخل الورم وتم الفحص المجهري للخلايا وأفاد قسم الأمراض بأن الورم من نوع خاص من الأورام النجمية يسمى  Pielocytic Astrocytomaمما طمأن الفريق بأن الجزء المتبقي من الورم الكامن في وسط جذع الدماغ والذي لا يعدو 20 % من الورم الكامل لا حاجة لاستئصاله ذلك لخطورة الاستئصال، ولأن هذا النوع من الأورام لا ينمو بعد استئصال جزء منه وفي بعض الأحيان فإن الجزء المتبقي يضمر بعد استئصال أجزاء من الورم.
 
وأضاف أن الفريق عاد  للبحث في المراجع العلمية الحديثة والقديمة عن أي حالة مشابهة تم فيها الوصول إلى مقدمة جذع الدماغ لطفل لاستئصال ورم من هذا النوع (استئصالا شبه كامل)، فلم يوجد، ذلك لأن هذه الأورام إما أن تنمو داخل جذع الدماغ وهذه يتم علاجها اشعاعياً، والنوع الآخر ينمو إلى الجهة الخلفية من الدماغ وهذه يتم استئصالها بالطرق التقليدية.المميز في هذه الحالة هو أن الورم من الجزء الأوسط من جذع الدماغ ممتداً إلى الجزء الأمامي من جذع الدماغ في القحف الخلفي للجمجمة مما جعل الاستئصال بالطرق العادية مستحيلاً.
 
يذكر أن المريض بحالة ممتازة و يستعد لمغادرة المستشفى خلال الأيام القادمة، ويتكون الفريق الطبي المشارك في العملية بالإضافة للدكتور محمود يماني من استشاري جراحة المخ والأعصاب للأطفال المشرف على برنامج التدريب لجراحة المخ والأعصاب التابع للهيئة السعودية للتخصصات الصحية الدكتور عبد الرحمن صباغ  وهو الاستشاري المشرف على الحالة، الدكتورة ريم البنيان رئيسة قسم علوم وظائف الأعصاب (تخطيط ومراقبة الأعصاب) – رئيس قسم طب المخ والأعصاب بالنيابة، الدكتور أحمد عبد المعطي استشاري أعصاب الأطفال – استشاري تخطيط أعصاب الأطفال ومراقبة الأعصاب أثناء العمليات و المشرف على برنامج التدريب لطب المخ والأعصاب للأطفال، الدكتور أيمن البنيان استشاري جراحة أعصاب الأطفال، الدكتور محمد التكروري استشاري التخدير لعمليات المخ والأعصاب،إضافة إلى الفريق  الطبي المكون من فنيي مراقبة وتخطيط الأعصاب والأطباء المساعدين و المقيمين في جراحة المخ والأعصاب وفنيي التخدير والتصوير الطبي.



أخبار مرتبطة