ة معروفة طبيّاً تُدعى طريقة دانزر، ومن الضروري كذلك إجراء المزيد من الفحوصات لتحديد سبب تضخم القلب، وذلك لتعدّد الأسباب التي قد ينتج عنها، مثل مرض ارتفاع ضغط الدم وأمراض الشرايين التاجيّة المغذّية للقلب.
ولتضخّم عضلة القلب نوعان رئيسان، النوع الأكثر شيوعاً منه يُسمّى باعتلال عضلة القلب التوسعيّ، الذي تتوسّع فيه عضلة القلب بأكملها وتصبح أقل سماكة، كما أنّها تصبح أضعف، وعادةً ما تتبعه الإصابة بقصور عضلة القلب الاحتقاني وما تصاحبه من أعراض.
أمّا النوع الآخر فيُعرف باعتلال عضلة القلب الضخامي، إذ يتضخّم فيه البطين الأيسر للقلب، المسؤول عن إنجاز أكثر مهام القلب إجهاداً بضخ الدم إلى كافة أجزاء الجسم، وذلك عند تحميل القلب جهداً إضافيّاً، فتتضخم الخلايا العضلية كنتيجة لهذا الجهد الزائد، مثلما يحصل للعضلات الهيكليّة بعد ممارسة التمارين الرياضيّة. أمّا هذا الجهد الإضافي فيأتي من عدّة حالات مرضية، كالمعاناة من مرض ارتفاع ضغط الدم لفترة طويلة، أو من احتشاء عضلة القلب، أو من اختلالات في صمامات القلب. وعلى الرغم من هذا التضخم إلّا أنّ كفاءة ضخ القلب تكون أقل بكثير من القلب السليم.
وقد يحدث اعتلال عضلة القلب الضخامي بشكل مؤقت ولا يدل على حالات مرضيّة، كالذي يحصل في الحمل أو عند الرياضيين، كما أنّ لهذا النّوع من تضخم القلب جانباً وراثيّاً في بعض الحالات.
أسباب تضخم القلب
قد لا يمكن في بعض الحالات تحديد سبب حدوث تضخّم القلب، وذلك لأنّ كثيراً منها مجهول السبب. أمّا الأسباب المعروفة فتُحدث تضخم القلب إمّا نتيجة تحميله ما يزيد عن طاقته، وإما بإلحاق الضرر بأنسجته، وتكون هذه الأسباب على النّحو الآتي:
- التشوهات الخلقيّة: فبعض الأطفال يولدون بقلوب حجمها أكبر من الحجم الطبيعيّ.
- المعاناة من مرض ارتفاع ضغط الدم: إذ ينتج عنه اعتلال عضلة القلب الضخامي، إذ يجبر هذا الارتفاع عضلة البطين الأيسر على الضخ بشكل أكبر لإيصال الدم إلى مختلف أجزاء الجسم.
- الإصابة باحتشاء عضلة القلب: الذي يُسمّى بالنوبة القلبيّة، ويحصل عند قطع إمداد الدم عن عضلة القلب مما يسبب موت أنسجته.
- المعاناة من اضطرابات نظم القلب.
- الإصابة باختلالات صمامات القلب: الذي قد ينتج عن الكثير من الأسباب، مثل الحمّى الروماتيزميّة، أو التهاب شغاف القلب العدوائيّ، أو كنتيجة للخضوع للعلاج الإشعاعيّ أو الكيميائي للسرطان.
- المعاناة من ارتفاع ضغط الدم الرئوي: الذي يسبّب تضخم البطين الأيمن للقلب، فباعتباره مسؤولاً عن إيصال الدم إلى الرئتين، فإنّ ارتفاع ضغط الدم داخلهما يضح حملاً زائداً على البطين الأيمن، فيجبره ذلك على العمل بشكل أكبر مما يسبب تضخمه.
- أسباب أقل شيوعاً لتضخم القلب: فقد تسبب الأشكال الشديدة أو المزمنة من الأمراض التالية تضخم القلب، مثل فقر الدم أو اختلالات الغدة الدرقيّة أو ارتفاع كميّة الحديد في الجسم، بالإضافة إلى تناول المشروبات الكحوليّة بشكل مفرط، وتعاطي الكوكايين والمعاناة من أمراض الكلى المزمنة، أو من عدوى بفيروس العوز المناعي البشري.
أعراض تضخم القلب
يُعتبر تضخّم عضلة القلب عرضاً وليس مرضاً، وذلك لأنّه ينشأ نتيجة للعديد من الحالات المرضيّة، وقد لا يشعر المصاب بتضخم القلب بأيّة أعراض، إلّا أنّها قد تحدث عندما لا يُعدّ باستطاعة القلب ضخ الدم بشكل سليم، عندها قد يعاني المريض من ضيق التنفس أو تورّم الرجلين، أو الشعور بخفقان القلب، أو التعب باستمرار، ويكون حينها المريض مصاباً بقصور القلب الاحتقانيّ. وهنالك من المرضى من يشعر بالأعراض نفسها لفترة طويلة دون تغيّر في شدتها، ومنهم من تسوء حالته مع مرور الزمن.
علاج تضخم القلب
يتم تشخيص تضخم عضلة القلب بدايةً عبر مناقشة الأعراض والتاريخ المرضي مع الطبيب، وبإجراء الفحص السريري، بعدها يتم عمل بعض الفحوصات؛ مثل صورة الأشعة السينيّة للصدر، أو التخطيط الكهربائيّ للقلب، أو صورة للقلب بالموجات فوق الصوتيّة، أو صورة طبقيّة للقلب، وقد يتم اللجوء إلى إجراء عمليّة القسطرة القلبية لأخذ خزعة من نسيج القلب. وتجرى هذه الفحوصات لتحديد سبب تضخم القلب، فلا يمكن التخلّص من التضخم دون علاج سبب حدوثه.[٤][٥]
وهنالك العديد من الأدوية التي تُعطى للمصابين بتضخّم القلب تهدف إلى تحسين أداء القلب وتخفيف الجهد عنه، أمّا أبرز هذه الأدوية تلك المدرّة للبول، والأدوية المثبّطة للإنزيم المحول للأنجيوتنسين، إذ تعملان على تخفيض ضغط الدم، وكذلك الأدوية المثبّطة لمستقبلات بيتا، والأدوية المنظّمة لضربات القلب، بالإضافة إلى الأدوية المضادة للتخثر.
وإذا لم تجدِ الأدوية نفعاً في علاج تضخم القلب، قد يتم اللجوء إلى بعض الإجراءات الأخرى للتخلّص من السبب الرئيسيّ للتضخم، عندها قد يتم إجراء عمليّة جراحيّة لإصلاح صمامات القلب، أو عمليّة القلب المفتوح أو زراعة للقلب، التي يُوصى بها في حال المعاناة من تضخم القلب المصاحب للقصور الشديد في عضلة القلب.
ومن الإجراءات الطبيّة الأكثر استخداماً في حال الإصابة باعتلال عضلة القلب التوسعي تركيب ما يُسمّى بمنظم ضربات القلب الاصطناعيّ، الذي ينظّم الانقباضات ما بين البطينين الأيمن والأيسر للقلب. وهنالك أيضاً الأجهزة المساعدة للبطين الأيسر، التي قد توضع بشكل دائم أو مؤقت إلى حين إجراء عمليّة زراعة للقلب، التي تعتبر الخيار الأخير لحل هذه المشكلة