تاريخ النشر 18 يوليو 2020     بواسطة الدكتور طارق محمد الزهراني     المشاهدات 1

الفشل الكلوي يعــوق اتزان الجـســم

تعد الكلى من الأجهزة العضوية المهمة في الجسم؛ حيث إنها تقوم بتنقية وتخليص الجسم من المواد السامة، عن طريق التبول وتنظيم السوائل في الدم، والمساهمة في إنتاج الهيموجلوبين وغيرها من الوظائف الحيوية، ولذلك فإن تعرضها لأي مشكلة صحية تنتج عنه تأثيرات سلبية تعوق القيام بوظائفها، ويعد الفشل الكلوي من أ
برز المضاعفات التي تستهدفها، ويؤدي إلى خلل في تنظيم المعادن بالجسم، ما ينجم عنه اعتلال عضلة القلب والدماغ، وفي السطور القادمة يسلط الخبراء والاختصاصيون الضوء على هذه المشكلة المرضية المزمنة وأسبابها وأعراضها وطرق العلاج منها.
يقول الدكتور هالوك أوغلو، أخصائي أمراض المسالك البولية والذكورة: إن الفشل الكلوي يحدث لعوامل عدة، وربما حادة أو مزمنة، ما يعني أن هذه الإصابة يمكن أن تظهر فجأة؛ حيث إن المريض لا يستطيع تمييز أعراض المرض في المراحل الأولى، وتنقسم الأسباب طبياً إلى ثلاث فئات هي:
-عدم كفاية شرب السوائل ونقص تدفق الدم إلى الكلى.
-وجود مشاكل في التخلص من البول، التي ينتج عنها تراكم السموم في الجسم، وتتسبب في فشل وظائف الخلايا الكلوية، أو تضيق الشريان الكلوي أو انسداده، ما يعيق خروج البول من الكليتين، ويؤدي إلى تضخم البروستاتا أو التهاب الكلى الكبيبي.
-أما السبب الأكثر شيوعاً للفشل الكلوي بين السكان فهو استخدام الأدوية دون استشارة الطبيب، وتأتي على رأس القائمة الأنواع المضادة للالتهابات والمسكنات، إضافة إلى العلاجات الكيماوية والمضادات الحيوية.
-تسهم بعض المشكلات المرضية المزمنة التي لا يتم علاجها بشكل صحيح في الإصابة بالفشل الكلوي الحاد، مثل: داء السكري، ارتفاع ضغط الدم.

أعراض الإصابة
يوضح د.هالوك، أن أعراض الفشل الكلوي تختلف وفقاً لمرحلة وسبب الإصابة، وهناك بعض العلامات المبكرة التي ترافق المرض، مثل: تورم الأطراف وخاصة الكاحل بسبب احتباس السوائل، ضيق التنفس، التعب والإرهاق العام، قلة التبول، الغثيان المستمر، ألم وضغط على الصدر، وفي الحالات المزمنة فقر الدم واختلال وظائف الكبد، اصفرار لون البشرة، ويعتمد تطور المرض على سبب تضرر الكلى والوضع الصحي للمريض ومدى استجابته للعلاج، ويعد الفشل الكلوي المزمن أخطر الأنواع.

آليات التشخيص
يبين د.هالوك أنه توجد اختبارات عدة يجب أن يمر بها المريض لتشخيص الحالة ومرحلة المرض، وتبدأ بالفحص السريري، ويقوم الطبيب المختص بأخذ عينة من الدم لقياس مستويات المعادن والأملاح مثل الصوديوم، البوتاسيوم، الماغنيسيوم، الكلوريد والبيكربونات والمواد التي ترشحها الكلى مثل الكرياتينين؛ حيث إن ارتفاعها يشير إلى وجود فشل كلوي، ويعد تحليل ترسب البول من الخطوات المهمة في تشخيص الحالة، إضافة إلى عمل صورة بالموجات فوق الصوتية، كما تسمح الأشعة المقطعية برؤية أي شيء غير طبيعي في الكلى، وفي بعض الحالات يتم أخذ عينة من أنسجة الكلى للبحث عن ترسبات غير طبيعية.

مشكلات مرضية
يذكر الدكتور عثمان الفاضل، أخصائي أمراض الكلى، أن الفشل الكلوي المزمن يعد من أكثر الأمراض انتشاراً في العصر الحالي، كما يشكل عبئاً كبيراً على الحكومات؛ بسبب تكلفة علاجه الباهظة، ومن أكثر الأمراض التي تؤدي إلى حدوثه:
-داء السكري؛ حيث يشكل ارتفاع سكر الدم بنوعيه الأول والثاني أحد الأسباب الرئيسية للإصابة، وربما يشكل نحو نصف الحالات، نتيجة التهاب واعتلال الكبيبات الكلوية الدقيقة في الكلى، والتي تؤدي إلى الفشل الكلوي المزمن.
-يحتل مرض ارتفاع ضغط الدم المرتبة الثانية في الإصابة بالفشل الكلوي المزمن نتيجة التصلب الشديد للشرايين الكلوية الدقيقة، والذي يؤدي إلى القصور الكلوي المزمن، والغسيل الكلوي في حالات القصور المزمن الشديد، كما تؤدي أمراض كبيبات الكلى الالتهابية والمناعية إلى التهاب في الكلى بسبب مناعي أو التهابي.
-تؤثر الأمراض الجينية والوراثية سلباً في الكليتين، كمتلازمة آلبورت، وداء فابري، وأمراض ارتجاع البول الناتج من عيوب خلقية في الحالب والحوض الكلوي، وربما تكون بعض الأدوية والمواد الكيميائية سامة لأنسجة الكلى.

طرق علاجية
يؤكد د.عثمان أن التشخيص المبكر والعلاج في المراحل الأولى، يحمي المريض من التدهور في عمل وظائف الكلي، ويحد من تطور الإصابة التي تصل إلى فشل كلوي حاد أو مزمن يقود إلى الغسيل الكلوي، ولذلك ننصح المرضى دائماً بضرورة الكشف الدوري، لاكتشاف وعلاج أمراض السكر والضغط والأمراض المناعية والوراثية؛ لتجنب الكثير من مضاعفات الفشل الكلوي، أما في المراحل المتقدمة فيمكن أن يتم العلاج عن طريق بدائل علاجية مثل عمل الغسيل الكلوي أو التصفية الدموية عن طريق جهاز الغسيل الدموي، الذي يعمل على تنقية الدم من السموم الضارة التي نتجت بسبب الفشل الكلوي، وفي حالات معينة يمكن اللجوء إلى زراعة كلية جديدة للمريض، وتكون منقولة من شخص آخر متوافق معه مناعياً.
ويضيف: ننصح الجميع بالإكثار من شرب الماء وخصوصاً في فترة الصيف، وتناول الطعام الصحي والخضراوات والفواكه، وتجنب تناول العقاقير بدون استشارة الطبيب، والإسراع في علاج أمراض السكري وضغط الدم والتهابات البول.

وظائف الكلى
يوضح الدكتور سنجاي بات، أخصائي أمراض المسالك البولية، أن جسم الإنسان يحتوي على كليتين، ولكنه يستطيع العيش بشكل طبيعي بواحدة منهما فقط، وللكلى وظائف متعددة ومهمة، مثل:
-تعمل الكلى كوحدة تنقية وتصفية مختلف النفايات الناتجة عن وظائف الجسم، ففي المتوسط يتم ترشيح 180 لتراً من الدم يومياً، وإنتاج نحو لترين من البول الذي يتكون من الماء، والعديد من الشوائب الذائبة التي يتم ترشيحها؛ حيث إن تراكمها تنتج عنه بعض المشكلات كانتفاخ الوجه، تورم في الساقين الناجم عن تجمع المياه في هذه المناطق، إضافة إلى التعب والقيء وفقدان الشهية بسبب تجمع مادتي اليوريا والكرياتينين، اللتين تعدان مقياساً لكمية مخلفات النفايات في الدم.
-تحافظ الكلى على توازن الماء والأملاح في الجسم، فعندما يتناول الإنسان كمية كبيرة من الماء، تتم إزالتها عن طريقها، وفي حال نقصان هذه الكمية يتعرض الشخص للجفاف، وتحتفظ الكلى بالماء حتى يبقى الجسم في صحة جيدة، كما تحافظ أيضاً على تركيز الأملاح كالصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد والبيكربونات وتوازنها.
-يسهم نظام (رنين-أنجيوتنسين) الموجود في الكلى في الحفاظ على تنظيم ضغط الدم.
-تنتج الكليتان هرمون إريثروبيوتين، الذي يقوم بإنتاج خلايا الدم الحمراء، ولذلك فإن مرضى الفشل الكلوي يصابون بفقر الدم أو انخفاض في الهيموجلوبين ويحتاجون إلى حقن الإريثروبيوتين أسبوعياً.

تدابير وقائية
يشير د.سنجاي إلى أن الكلى من الأعضاء المهمة لتنظيم أجهزة الجسم، وللحفاظ عليها يجب اتباع نمط الحياة المتوازن، عن طريق الأغذية الصحية وتقليل اللحوم الحمراء والوجبات السريعة، مع تناول الكثير من الفواكه والخضراوات، وكميات كافية من الماء للحفاظ على إنتاج بول صافٍ عديم اللون، وممارسة الرياضة بشكل دوري، وتجنب الأدوية والمكملات الغذائية غير الضرورية، وخاصة لأولئك الذين يرتادون صالات الألعاب الرياضية، وعلى الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم أو السكري الاهتمام بمعدل ضغط الدم والسكر وإبقائه تحت السيطرة.

أهمية الماء
يعد الماء من أهم المكونات التي تفيد في تحقيق التوازن لجميع أجهزة وأعضاء جسم وصحة الإنسان، وينصح الخبراء بشرب كوب من الماء الفاتر صباحاً؛ حيث إنه يحافظ على مستوى السوائل، ويزيد نسبة الأيض ويحمي من الإصابة من الجفاف ويزيد ترطيب الجلد وإفراز العرق بشكل طبيعي ويمنح البشرة مظهراً نضراً، ويساهم في التخلص من الدهون والوزن الزائد، وينظم عملية الهضم، ويحد من الإصابة بالتشنجات العضلية وترسب الحصوات، إضافة إلى أن الماء يلعب دوراً مهماً في المحافظة على صحة الفم والأسنان، وتساعد في التخلص من الرائحة المزعجة الصادرة من الفم، والجدير بالذكر أن الشخص الواحد يحتاج إلى لترين من الماء في اليوم؛ للحصول على جسم صحي.


أخبار مرتبطة