تاريخ النشر 4 يوليو 2020     بواسطة الدكتور عيسى الخثيمي     المشاهدات 1

تزايد حالات الإجهاض في المجتمع يثير مخاوف متعددة

ارتفعت في الفترة الأخيرة حالات الإجهاض بين النساء، وأدى هذا التزايد إلى إثارة قلق كبير بين الأزواج خصوصاً حديثي الزواج لتكرر عملية الإجهاض لدى الزوجة، مما يترتب عليه إرهاق للصحة وخوف من تكرر الحمل مرة اخرى، وتعدد أسباب الإجهاض بين الاضطرارية والمفتعلة أحياناً من قبل المرأة الحامل. «الرياض» ن
اقشت ازدياد حالات الإجهاض والأسباب المؤدية له، وما سيترتب من أضرار بعد العملية مع استشاري نساء وولادة، وحكم الشرع في عمليات الإجهاض.
قبل السادس
واوضح الدكتور عيسى بن أحمد الخثيمي استشاري نساء وولادة بالمستشفى العسكري بالرياض ان الاجهاض يعني خروج الجنين أو جزء منه من الرحم قبل نهاية الشهر السادس (قبل 24 أسبوعاً) أي قبل أن يصبح الجنين قادراً على الحياة خارج الرحم، مشيراً إلى أن الإجهاض من أكثر الأسباب المؤدية إلى النزيف المهبلي أثناء الحمل.
مفتعل وتلقائي
وبين الدكتور الخثيمي ان الإجهاض يصنف إلى ثلاثة أصناف هي:
٭ الإجهاض الطبي: وهو إنهاء الحمل عندما يكون هناك خطر من الحمل على حياة الأم، ومن الأمراض التي ربما تدعو إلى الإجهاض امراض القلب والكلى والأورام السرطانية.
٭ الإجهاض المفتعل: وهو إنهاء الحمل بدون عذر شرعي وبدون أسباب طبية، مثل الرغبة في عدم الإنجاب أو لمنع استمرار حمل سفاح وغيرها. ويحدث ذلك باستخدام وصفات شعبية من دون استشارة الطبيب أو بإدخال مواد في عنق الرحم والمهبل تؤدي للإجهاض ومثل هذه الأشياء قد يؤدي إلى مضاعفات وآثار جانبية وقد تؤدي إلى الوفاة. ويحدث عمل هذا النوع من الإجهاض في محلات غير صحية أو بأدوات ملوثة أو تحت إشراف من ليس لديهم علم وخبرة بهذا الشيء.
٭ الإجهاض التلقائي: وهو الإجهاض الذي يحدث من تلقاء نفسه دون أي تدخل خارجي ويعتبر هذا النوع من أكثر الأنواع شيوعاً والذي يسبب النزيف أثناء الحمل وتبلغ نسبة حالات الحمل التي تنتهي بإجهاض تلقائي في الأشهر الأولى من الحمل ما بين 15٪ إلى 20٪.
ويعتقد الدكتور الخثيمي أن نسبة حدوث حالات الإجهاض التلقائي أعلى بكثير من هذه النسبة، مشيراً إلى أن بعض حالات الحمل تنتهي بالإجهاض دون أن تعرف المرأة أنها حامل.

أنواع الإجهاض
ويندرج تحت هذه الأصناف عدد من الأنواع من أهمها:
٭ الإجهاض المنذر: وهو الإنذار بحدوث الإجهاض والجنين ما زال على قيد الحياة ومن أعراضه نزيف مهبلي مع آلام خفيفة أسفل البطن والظهر وعند الفحص الطبي يتبين أن عنق الرحم مقفلاً ويتضح من خلال الأشعة الصوتية بأن نبضات الجنين موجودة وواضحة. فحوالي 50٪ إلى 60٪ من هذه الحالات يستمر الحمل ويتوقف النزيف دون أي مضاعفات سواء على الأم أو على الجنين ولعلاج هذا النوع من الإجهاض يحتاج المريض إلى الراحة وعدم الإجهاد وتجنب السفر لمسافات طويلة والامتناع عن الجماع أثناء هذه الفترة.
٭ الإجهاض المحتم حدوثه: وهو الإجهاض الذي لابد من حدوثه ويبدأ بنزول دم مهبلي غزير يصاحبه تقلصات وآلام بأسفل البطن نتيجة لتقلصات الرحم وعند الفحص الطبي يتضح اتساع عنق الرحم وانتفاخه. ولعلاج هذا النوع يتم إدخال المريضة إلى المستشفى ويتم إفراغ محتويات الرحم وإعطاء المريضة أدوية لتزيد في تقلصات الرحم وطرد ما فيه من بقايا للجنين والمشيمة وقد يتطلب الأمر إجراء كحت للرحم.
٭ الإجهاض الناقص: وهو الإجهاض الذي خرج جزء من الجنين خارج الرحم وبقيت أجزاء منه وعند الفحص الطبي يتضح أن عنق الرحم متسعاً ومفتوحاً وجزء من الجنين أو المشيمة خارج خلاله. ويتم علاجه بإفراغ محتويات الرحم تحت التخدير وإعطاء الأدوية التي تزيد في تقلصات في عضلات الرحم.
٭ الإجهاض الكامل: وهو الإجهاض الذي يكون الجنين ومحتويات الحمل قد خرجت من الرحم بالكامل وتكون كمية الدم قليلة ويتوقف الألم وعند الفحص الطبي يتضح أن عنق الرحم مقفل وحجم الرحم صغير. وهذا النوع من الإجهاض لا يحتاج إلى علاج أو تدخل جراحي.
٭ الإجهاض المتروك: وهو الإجهاض الذي ماتت فيه البويضة المخصبة أو الجنين وقد يبقى الجنين داخل الرحم لفترة حتى تبدأ على المريضة أعراض الإجهاض كالنزيف والألم. كما يتوقف الرحم عن النمو وعادة هذا النزيف يكون على شكل إفرازات مهبلية بنية اللون وتميل إلى السواد وبإجراء الفحص بالموجات فوق الصوتية يتضح موت الجنين وتوقف نبضات قلبه. ويعالج هذا النوع بتفريغ الرحم من محتوياته بعملية التوسيع والكحت.
٭ الإجهاض المتكرر: ويعتبر الإجهاض متكرراً إذا حدث ثلاث مرات أو أكثر بشكل متتال وقد يكون السبب في هذا النوع ناتجاً عن عيب خلقي بالرحم أو وجود ورم ليفي كبير أو ضعف عنق الرحم أو نقص في هرمونات الحمل وفي بعض الأحيان يكون السبب غير معروف.
٭ الإجهاض المتعفن: يحدث هذا النوع نتيجة لوجود التهاب بالرحم والأنابيب والمبايض والحوض نتيجة لدخول الجراثيم من المهبل بعد الإجهاض. وقد تحدث هذه الحالة في جميع حالات الإجهاض التلقائي والطبي غير انها في معظم الأحيان تحدث مع الإجهاض المفتعل (الجنائي). ويحدث للمريض ارتفاع في درجة حرارة الجسم وصداع وقيء ومغص شديد وإفرازات مهبلية كريهة الرائحة ولعلاج هذا النوع يجب إدخال المريضة للمستشفى والبدء في إعطاء المضادات الحيوية عن طريق الوريد والمسكنات والسوائل حتى تستقر حالة المريض ثم بعد ذلك يتم تفريغ الرحم من محتوياته.

أسباب الإجهاض
وأضاف الدكتور عيسى يحدث الإجهاض في بعض الأحيان نتيجة إلى أمراض تصيب الجنين وتخلفه، وفي بعض أحيان أخرى إلى أمراض متعلقة برحم الأم ولكن في كثير من الأحيان يحدث الإجهاض بدون أسباب معروفة ومن أهمها:
- عيوب خلقية في تكوين الجنين ويعتبر هذا السبب من أكثر الأسباب شيوعاً حيث يمثل ما بين 50٪ إلى 80٪ من جميع الحالات ويحدث نتيجة لخلل في البويضة المخصبة أو عيوب خلقية في تكوين الجنين أو الصبغات الوراثية.
- نقص الهرمونات اللازمة لاستمرار الحمل ففي الأشهر الأولى يحتاج الحمل إلى هرمون البرجيسترون الذي يفرز من المبيض لاستمرار الحمل وبعد الأشهر الثلاثة الأولى تبدأ المشيمة في إفراز هذا الهرمون حتى نهاية الحمل. ونقص هذا الهرمون يؤدي إلى الإجهاض المبكر. عندما يتكرر الإجهاض لدى المرأة ويشتبه أن ذلك يعود الى نقص هذا الهرمون فإن المريضة يتم إعطاؤها هذا الهرمون طيلة الأشهر الثلاثة الأولى للمساعدة على استمرار الحمل بإذن الله بصورة طبيعية.
- عيوب خلقية بالرحم فقد تكون هذه العيوب مكتسبة أو تشوهات خلقية ومن أمثلة التشوهات الخلقية الرحم القرنين أو رحم بقرن واحد أو بوجود حاجز داخل تجويف الرحم مما يؤدي إلى ولادات مبكرة أو قد تؤدي إلى الإجهاض. ومن الأسباب أيضاً وجود الأورام الليفية على جدار الرحم خاصة عندما تكون كبيرة الحجم ما قد يؤدي إلى الإجهاض.
- ضعف عنق الرحم إما أن يكون ناتجاً عن عيب خلقي أو عن بعض العمليات الجراحية لعنق الرحم حيث لا يستمر الحمل بسبب هذا الضعف وانفتاح عنق الرحم بسهولة. ويتم علاج هذا الضعف بربط عنق الرحم بعد الانتهاء من الأشهر الثلاثة الأولى أو في أول الشهر الرابع تحت التخدير العام أما إزالته فلا تحتاج إلى تخدير وتتم في أول الشهر التاسع.
- أمراض الغدد الصماء مثل أمراض الغدة الدرقية إما زيادة أو نقص في نشاطها وكذلك مرض السكر.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم أثناء الحمل بسبب بعض الأمراض مثل التهاب الزائدة الدودية والتهابات المسالك البولية والالتهابات الرئوية والحوضية وغيرها قد تؤدي إلى الإجهاض ويجب مثل هذه الحالات التدخل المبكر حتى لا يتفاقم المرض ولكي نقلل من حدوث الإجهاض بمشيئة الله.
- الأمراض المعدية أثناء الحمل مثل بعض الفيروسات كالحصبة الألمانية والحصبة العادية وفيروس الهربس قد تؤدي إلى الإجهاض كما أن إصابة الحمل بهذه الفيروسات في الأشهر الأولى قد يؤدي إلى إصابة الجنين بالتشوهات وبالتالي الإجهاض. ومن الأمثلة ايضاً إصابة الحمل بمرض (التوكسوبلازما) وهو ما يسمى بداء القطط (Toxoplasmosis) الذي يؤثر على الجنين ويؤدي إلى الإجهاض والتوكسوبلازما هو مرض تسببه نوع من الطفيليات تعيش في القطط وبعض الحيوانات الأخرى وتنتقل هذه الطفيليات إلى الإنسان عن طريق أكل اللحوم النيئة الملوثة أو ملامسة القطط وتربيتها ولذلك يجب على الحامل عدم التعرض للقطط وتربيتها وتجنب أكل اللحم النيئ.
- تعرض الحمل لبعض أنواع الأشعة وبكمية كبيرة خاصة أثناء الأشهر الأولى من الحمل قد تؤدي إلى تشوه الجنين ويفضل تجنب إجراء أي فحوصات إشعاعية في الأشهر الثلاثة الأولى وإخبار الطبيب أو فني الأشعة بأنك حامل أو تأخرت الدورة الشهرية عليك وتشكين بالحمل.
خطورتها؟؟
وحذر الدكتور الخثيمي من المضاعفات التي قد تنتج عن عمليات الإجهاض لاعتبارها أحد الأسباب المؤدية إلى وفاة الأمهات نتيجة للنزيف الشديد أو التهابات الرحم والحوض مما يؤدي إلى حدوث فقر الدم بسبب هذا النزيف وعملية الكحت والتوسيع قد تؤدي إلى بعض المضاعفات خاصة إذا لم يتم عملها تحت أيد مدربة. هذا بالنسبة للمضاعفات التي تصاحب عملية الإجهاض أما بالنسبة للمضاعفات التي تتبع هذه العملية إذا كانت فصيلة دم الأم (سالبة) فإنه من الضروري إعطاؤها حقنة واحدة من مادة المضاد للعامل (Aunti-D Gobulin) خلال 72 ساعة بعد أي نوع من الإجهاض، فبعد الإجهاض تأتي الدورة السابقة، وقد يحدث الحمل بعد الإجهاض قبل نزول الدورة التالية اذا حدث اتصال مع الزوج خلال هذه الفترة، ولذلك يجب أخذ الحيطة واستعمال وسائل منع الحمل المناسبة، فبعد الإجهاض يجب على المريضة مراجعة الطبيب عند حدوث هذه الاعراض ارتفاع في درجة الحرارة أو آلام شديدة ومستمرة في أسفل البطن أو ضعف عام أو إغماء أو حالة دوار وإفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة أو نزيف مستمر أكثر من ثلاثة أسابيع أو نزيف شديد لمدة ثلاثة أيام أو أكثر، واخيراً عدم نزول الدورة الشهرية خلال ستة أسابيع بعد الإجهاض.

الحكم الشرعي
وشدد الشيخ زيد بن عمير الشمري القاضي بالمحكمة العامة بالرياض على أهمية هذا الأمر الجدير بالبحث والعناية من علماء الطب والشرع، واستطرد قائلاً:
لقد شاع الإجهاض في أكثر بلاد العالم في العصر الحديث، لأسباب أغلبها محرمة وبعضها للضرورة، أيضاً وجد من يبيحه مطلقاً، فهو موضوع بحق يحتاج إلى أن ينبري له علماء الشرع وعلماء الطب ليظهروا حقائقه مربوطة بأحكام الشرع.

الإجهاض نوعان
وأوضح الشيخ الشمري ان الاجهاض نوعان:
الأول: الإجهاض القهري: وهو الذي يحصل بدون تدخل خارجي وليس للمرأة إرادة ولا لغيرها فيه، فهذا لا يوصف بحل ولا بحرمة؛ لأنه من غير إرادة ولا قصد من المرأة والاحكام الشرعية تبنى على ما حصل بإرادة وقصد، إذا المقاصد معتبرة في جميع التصرفات والأمور بمقاصدها.
الثاني: الإجهاض الإرادي: وهو إخراج الحمل من الرحم في غير موعده الطبيعي عمداً بأي وسيلة ويكون غير قابل للعيش، والحكم الشرعي لهذا النوع يختلف باختلاف الأسباب الداعية إليه.
ويمكن أن يقسم هذا النوع التالي إلى خمسة أقسام هي:
القسم الأول: أن يقصد منه إنقاذ حياة الأم أو لرفع الضرر عنها. وإلقاء الحمل في هذه الحالة يجوز إن كان قبل نفخ الروح فيه؛ لأنها ضرورة والضرورات تبيح المحظورات، وكذلك ما قعَّده الفقهاء من أن الضرر الأشد يزال بالضرر الأخف، ولأن الحفاظ على حياة الأم وهي حياة ثابتة مستقرة أولى من المحافظة على جماد لم تنفخ فيه الروح، كما يجوز الإجهاض ولو بعد نفخ الروح إذا كان هو المسلك الوحيد لإنقاذ أمه من التهلكة؛ لأن المشقة تجلب التيسير، وأي مشقه أعظم من مشقه الخوف على النفوس أو الأطراف أو المنافع، فهي بلا بلا شك موجبة للتخفيف والترخص قطعاً.

تشوه الجنين
القسم الثاني: ان يتم الإجهاض لتشوه الجنين أو لمرضه فهنا صورتان:
الصورة الأولى: أن يكون سبب الإجهاض هو تشوه الجنين، ففي هذه الصورة إن كان قبل نفخ الروح في الجنين فالإجهاض جائز؛ لأن ارتكاب الإجهاض ضرر لكن ترك الحمل حتى يتم المدة ويخرج بصورة مشوهة ضرر عليه وعلى أمه وعلى مجتمعه، فيدفع الضرر الأشد بالضرر الأخف، وكذلك أن العيوب الخلقية من تشوهات ونحوها تعتبر عذراً مسوغاً للإجهاض، لاسيما وما سيقابله من كلفة ومشقة تتعلق بنفسه وبوالديه وبعلاقته مع المجتمع، وأيضاً أنه لم ينفخ فيه الروح فلا يعتبر إلقاؤه قتل نفس، أما إن اتضح تشوه الجنين بعد مرحلة الروح فيحرم الإجهاض ما لم يكون به ضرراً محققاً على الأم والأدلة على ذلك عموم الأدلة الدالة على تحريم قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.
الصورة الثانية: أن يكون سبب الإجهاض هو خوف مرضه، كأن تصاب الأم بمرض مهلك معد ينتقل إلى الجنين كالإيدز. ففي هذه الصورة يحرم الإجهاض إن كان بعد نفخ الروح فيه؛ لأن في إجهاضه بعد نفخ الروح فيه قتلاً له بمجرد احتمال إصابته بمرض يئس منه الأطباء وهذا فيه اعتراض على أقدار الله، أيضاً أن المسلم قد يصاب بمرض مخوف مهلك وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الفرار من بعض الأمراض المعدية كالجذام والطاعون، ولم يتجاسر أحد من المسلمين على مر العصور على القول بجواز قتل من أصيب بمرض مخوف معد، بل حرم سفك الدماء، ودعا النبي صلى الله عليه وسلم للمرضى وأمر بزيارة من ليس به مرض معدي. أما إن كان الإجهاض في هذه الصورة قبل نفخ الروح فمحل خلاف بين المعاصرين والذي يظهر - والله اعلم - جواز الإجهاض إذا تحقق من اكتشاف المرض قبل نفخ الروح وخاصة إذا غلبت نسبة العدوى في الجنين بقرار من الأطباء الثقات والله اعلم.

تحديد النسل
القسم الثالث: ان يكون الإجهاض بسبب فقر أو تحديد نسل أو نحو ذلك، أما بالنسبة لحكم الإجهاض خشية الفقر فإن كان بعد نفخ الروح فلا يجوز لعموم الأدلة الدالة على تحريم قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولقوله تعالى بصفة أخص: (قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهاً بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله). وقال تعالى: ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقكم وإياهم).
أما قبل نفخ الروح فلا يجوز أيضاً لقوله تعالى: (وما من دابة إلا على الله رزقها) ومن أجهض خشية الفقر فهو مسيء للظن بالله غير واثق بوعده بالرزق، أيضاً النبي صلى الله عليه وسلم سمى العزل وأداً خفياً، مع أنه أخف من الإجهاض؛ لأن العزل منع الحمل قبل تكوينه بخلاف الإجهاض، وذلك أن من يعزل عن امرأته إنما يعزل هرباً من الولد.
أما بالنسبة لحكم الإجهاض بسبب تحديد النسل فهو كسابقة فلا يجوز مطلقاً، فإن كان بعد نفخ الروح فلا شك في حرمته كما سبق، وإن كان قبل نفخ الروح ولغير ضرورة فلا يجوز أيضاً، ولأنه مخالف لمقاصد الشرع، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة»، ثم إن الذين دعوا إلى تحديد النسل فئة تهدف بدعوتها إلى الكيد للمسلمين بصفة عامة، وإضعاف قواهم وكيانه


أخبار مرتبطة