لى تآكل الأسنان، خاصة في السطوح الطاحنة والأطراف القاطعة مما يؤدي إلى قصر الأسنان واختلال تطابق الأسنان المثالي للإنسان. فقصر الأسنان بسبب التآكل قد يؤثر على توازن عضلات الفك ومفاصله، مما يؤدي إلى آلام في المفاصل والعضلات ممزوجة بآلام الحساسية المفرطة التي قد تحدث أيضا بسبب انكشاف طبقة العاج الحساسة بسبب الاصطكاك، وبالتالي قد يدخل المريض في دوامة الآلام وتسوء حالته النفسية أكثر.
وفي ظل غياب الوعي الكافي لدى الناس تزداد نسبة الإصابة بتلك الاضطرابات لدى الناس وبنسب ملحوظة وخاصة لدى الطلبة، لذلك يجب علينا الحرص على عدم الدخول في تلك الدوامة والاستعداد للاختبارات بشكل جيد بعيدا عن المشاكل والآلام. وسوف نسلط الضوء على تلك الاضطرابات وأسببها وكيفية الوقاية منها.
* اضطراب الفك «النفسي»
تصنف مثل هذه الأعراض في طب الأسنان بما يسمى بـ«اضطراب المفصل الفكي الصدغي المرتبطة بالاضطرابات النفسية»، التي قد يتعرض لها الإنسان. وتتمثل تلك الأعراض في اصطكاك الأسنان أو جزها أثناء النوم وآلام الأسنان وعضلات الوجه وأصوات طقطقة في المفاصل أثناء فتح الفم وقفله وأحيانا صعوبة في فتح الفم، أو تعلق الفم في وضع مفتوح خاصة أثناء التثاؤب. وفي الحالات المتقدمة قد يصاب المريض بتشنجات في عضلات الوجه والرقبة.
عادة ما تبدأ هذه الأعراض بشكل بسيط إذا تنبه لها الإنسان في بدايتها قد يقي نفسه من أعراض مؤلمة ومزعجة هو في غنى عنها وخاصة في مرحلة مهمة مثل فترة الامتحانات. ولذلك ينصح كل من يشعر ببعض هذه الأعراض أن يتوجه إلى الطبيب المختص للوقاية من أعراض أسوأ قد تعيق أداءه في امتحاناته.
* ميكانيكية المشكلة وتشخيصها
إن مفاصل الفك هي من أكثر المناطق حساسية، كونها تقع أمام الأذنين وتجري بجانبها أعصاب تغذي الأذنين والمنطقة المحيطة. أضف إلى ذلك، أنها تمثل نهايات الفك السفلي، وتربطه بعظام الجمجمة، وعن طريقها يمكن تحريك الفك السفلي أثناء المضغ والكلام، وبالتالي فإن أي خلل قد يحدث للفك أو عضلاته، أو أي مشكلات في إطباق الأسنان قد تؤثر سلبا على هذين المفصلين، محدثة بعض الأعراض المزعجة حقا، والتي قد تصل أحيانا إلى عدم القدرة على فتح الفم. إن وجود مفصلي الفك في هذه المنطقة الحساسة، يجعل المريض وأحيانا الطبيب في حيرة من حيث التشخيص، إذ يخلط المريض بين آلام الأذن وآلام المفصل، والتهابات الجيوب الأنفية، والتهابات اللثة المحيطة بضروس العقل، وبعض أنواع الصداع، لأن آلامها متشابهة جدا. والمصيبة أن التشخيص أحيانا يحتاج إلى زيارة أكثر من طبيب مختص. فعندما يشعر المريض بألم ما في تلك المنطقة، قد يزور طبيب الأنف والأذن والحنجرة، وبعد الكشف يجد أن أذناه سليمتين، وجيوبه الأنفية سليمة، ليبدأ عملية البحث عن العلاج عند طبيب الأسنان، معتقدا أن ضروس العقل هي السبب. وبعد خلع ضرس العقل؛ لا تذهب المشكلة، ويعيش المريض في دوامة لا تنتهي، سوى على يد طبيب أسنان متخصص.
إن تشخيص اضطرابات المفصل الصدغي يحتاج إلى طبيب أسنان متخصص، وأكثر أطباء الأسنان علاقة بذلك هم جراحو الفم، وكذلك أخصائيو تقويم الأسنان. وهناك الآن عيادات متخصصة للصداع يشرف عليها فريق عمل من أطباء مخ وأعصاب وأنف وأذن وحنجرة وأسنان وعيون، وهم الأفضل لتشخيص سبب مثل تلك الأعراض.
وأبسط طرق التشخيص تعتمد على مساءلة المريض ومعرفة تاريخ المرض والفحص ألسريري للوجه والفكين.
* العلاج والوقاية
يعتبر العلاج الوقائي من أنجح طرق العلاج وخاصة في المراحل الأولية للمرض. وهناك طريقة عالمية مفيدة جدا في علاج مثل تلك الأعراض. وتتلخص هذه الطريقة في التالي:
1- عمل جهاز متحرك فاتح للعضة يلبسه المريض خاصة أثناء النوم والهدف منه منع اصطكاك الأسنان والضغط على الأسنان والعضلات. وعادة ما يصنع هذا الجهاز من بلاستيك صلب شفاف يغطي جميع الأسنان في الفك السفلي أو العلوي.
2- إعطاء المريض دواء مرخيا للعضلات، وذلك للمساعدة في تقليل ومنع حدوث تشنجات العضلات. وعادة ما يوصف هذا الدواء لفترة تتراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع.
3- إعطاء المريض عقارا مضادا للالتهاب. وأشهر تلك العقاقير ما يسمى بالبروفين. وتكمن أهميته في تقليل أي التهابات قد تحصل في المفاصل وفي نفس الوقت يقلل من الآلام المصاحبة للمرض.
4- العلاج الطبيعي وذلك بعمل بعض التمارين للفك السفلي وعضلات الوجه واستخدام كمادات دافئة على الوجه ومنطقة الفكين.
5- بعد القضاء على الأعراض الحادة والمؤلمة يتم علاج أي تشوهات متعلقة بإطباق الأسنان، حيث إن العلماء وجدوا علاقة غير مباشرة بين بعض أنواع سوء الإطباق واضطرابات الفك الصدغي مثل العضة المعكوسة والصنف الثاني من تشوهات أنجل للإطباق.
6- في الحالات المتقدمة والمزمنة والمصاحبة بتآكل المفصل أو تلك المتعلقة بأمراض أخرى مثل تأكل المفصل أو الروماتيزم، قد يحتاج المريض إلى تدخل جراحي يتراوح بين غسيل المفاصل والجراحات الميكروسكوبية وعلاج الفك الجراحي الجذري والذي شكك العلماء في نجاحه في حالات كثيرة.