ورة. ويبلغ متوسط سن انقطاع الطمث في المملكة المتحدة 51 عاماً.
ما السبب؟
يعد هرمون الأستروجين أهم هرمون بالنسبة للدورة الشهرية بأكملها، إذ يعمل على تطوير وإطلاق بويضة واحدة كل شهر عندما تكون جاهزة للتلقيح، وتستعد بطانة الرحم لاستقبال البويضة الملقحة.
ومع تقدم النساء في العمر، يقل مخزون البويضات لديهن وتتوقت الإباضة والدورة الشهرية والحمل، ويتوقف جسم المرأة تدريجيا عن إنتاج هرمون الاستروجين الذي يتحكم في العملية برمتها.
لا يحدث هذا بين ليلة وضحاها، فقد يستغرق الأمر عدة سنوات حتى يتراجع الهرمون إلى مستويات منخفضة، ويظل على تلك الحالة.
ما التأثيرات؟
بعض تلك التأثيرات كبيرة للغاية، ويتأثر كل من المخ والجلد والعضلات والمشاعر بانخفاض مستويات هرمون الاستروجين. وقد يتجاوب كل جسم بشكل مختلف تماماً عن غيره.
وتعاني العديد من النساء من أعرض انقطاع الطمث قبل حدوثه بفترة طويلة وعلى فترات مختلفة، وتعرف بمرحلة "ما قبل انقطاع الطمث".
ومن الأعراض الشائعة لهذه المرحلة، ارتفاع حرارة الجسم والتعرق الليلي واضطراب النوم والأرق وانخفاض الرغبة الجنسية وتراجع المزاج العام، وقد تظهر مشاكل المثانة والجفاف المهبلي خلال تلك الفترة.
أما عندما يتوقف إنتاج هرمون الاستروجين تماماً، فيكون لذلك تأثير طويل الأمد على العظام والقلب، فالعظام قد تضعف، مما يجعل النساء أكثر عرضة للكسور وأمراض القلب والسكتة الدماغية.
لذلك، يتم علاجهن بالهرمونات البديلة والتعويضية التي تعزز مستويات هرمون الاستروجين وتساعد على تخفيف الأعراض.
لكن الأعراض ليست متشابهة عند جميع النساء، فقد تختلف من امرأة إلى أخرى في درجة شدتها ومدتها التي قد تتراوح ما بين بضع أشهر إلى سنوات.
ارتفاع الحرارة وتغير المزاج
يتسبب نقص الاستروجين في ارتفاع درجة حرارة الجسم، إذ يساهم هذا الهرمون في تنظيم درجة الحرارة في الدماغ.
وعادةً ما يتكيف الجسم جيداً مع تغيرات درجات الحرارة، لكن تختل هذه العملية عند نقص الإستروجين.
ويتوهم الدماغ بأن الجسم يعاني من ارتفاع الحرارة، دون أن يكون هناك شيء من هذا القبيل في الواقع.
ويتفاعل الهرمون مع المواد الكيميائية في مستقبلات الدماغ التي تتحكم في الحالة المزاجية، ويمكن أن يتسبب انخفاض مستوياته في الشعور بالقلق وتقلب المزاج.
كما يمكن لنقص الاستروجين أن يؤثر أيضاً على الجلد، مما يجعله أكثر جفافاً أو يعطي شعوراً كما لو أن النمل يتحرك تحت الجلد.
ما دور الهرمونات الأخرى؟
بالتأكيد، هرمونا البروجسترون والتستوستيرون يلعبان دوراً ولكن ليس بنفس درجة تأثير انخفاض مستويات الاستروجين.
ويساعد البروجسترون في تهيئة الجسم لحدوث الحمل كل شهر، ويتناقص عندما تنتهي الفترة.
ويرتبط انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون الذي تنتجه أجسام النساء بالرغبة الجنسية ومستويات النشاط.، ويتراجع في عمر الثلاثينات، وعدد قليل من النساء تحتجن إلى تعويض نقصه.
ما العلامات؟
من الممكن إجراء اختبارات دم لقياس مستويات الهرمون المحفز الذي يسمى ( FSH )، إلا أنه ليس دقيقا وخاصة بعد سن الـ 45.
ويقول الخبراء إن مستويات الهرمون ترتفع وتنخفض باستمرار حتى خلال اليوم الواحد، لذلك لا يمكن للاختبار تحديد مستوى الهرمون.
وأفضل طريقة لمتابعة هذه الحالة هي التحدث إلى الطبيب عن نمط الدورة الشهرية وأي أعراض أخرى قد تواجهها المرأة.
ومن المهم جداً معرفة الأعراض التي يجب البحث عنها، مثل الشعور بالوهن وسرعة تقلب المزاج والحالة العصبية وارتفاع الحرارة والتعرق الليلي.
ويعد التغيير في فترات الدورة الشهرية التي قد تصبح أكثر غزارة أو أقل انتظاماً أحد علامات اقتراب انقطاع الطمث.
ولن تدرك المراة أنها دخلت مرحلة انقطاع الطمث قبل عام من الانقطاع الكلي للطمث
ماذا بعد؟
لا تتحسن مستويات الأستروجين في الجسم بعد انقطاع الطمث. ومع ارتفاع متوسط العمر، تعيش النساء أكثر من ثلث حياتهن مع نقص الاستروجين.
وتقول هيذر كوري، طبيبة أمراض النساء وخبيرة انقطاع الطمث والرئيسة السابقة للجمعية البريطانية لانقطاع الطمث: "لا يوجد سبب يدعو إلى الاستسلام، فالصورة النمطية عن انقطاع الطمث آخذة في التغير،إذ تستمر المرأة في العمل حتى وقت متأخر من حياتها بشكل مذهل".
ونصحت كوري النساء بالتحدث إلى أطبائهن إذا تأثرن بذلك، "يجب أن تعرف النساء الأعراض التي عليهن البحث عنها".
وتوضح أن هناك العديد من وسائل تقديم الدعم والمعلومات لمساعدة النساء على التعامل مع التغيرات الجسدية والعاطفية الناجمة عن انقطاع الطمث، ويعتبر العلاج بالهرمونات البديلة، الأكثر فعالية لأعراضه.
كانت هناك نقاشات حول سلامة استخدامها على المدى الطويل، وما إذا كانت لها آثار جانبية. ولكن ثبت أن "فوائد العلاج التعويضي بالهرمونات تفوق المخاطر" بحسب كوري.
وتضيف: "إن التحدث مع نساء أخريات عانين أو يعانين من انقطاع الطمث ويواجهن نفس الأعراض، يساعد كثيراً في إدارة تلك الفترة".
وقد يكون انقطاع الطمث سبباً وجيهاً آخر لدفع المرأة نحو نمط حياة صحية للحد من آثار انقطاع الطمث الجانبية بشكل ملحوظ. من خلال:
- اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على القليل من الدسم والكثير من الكالسيوم لتقوية العظام وحماية القلب.
- ممارسة الرياضة بانتظام للحد من القلق والإجهاد والحماية من أمراض القلب.
- التوقف عن التدخين للحد من أمراض القلب وعدم الإفراط في تناول الكحول للحد من ارتفاع درجة حرارة الجسم.