عبر قناة فالوب متّجهةً نحو الرحم، حيث تُثبّت نفسها وتبدأ بالنمو. أمّا في حالة الحمل خارج الرحم فتُزرع البويضة الملقحة خارج الرحم، وعادة ما يكون ذلك في قناة فالوب (وفي بعض الحالات في المبيض أو عنق الرحم أو أماكن أخرى في البطن). لا يمكن أن ينمو الجنين بالشكل الصحيح في هذه الأماكن ولذلك لا يمكن استمرار الحمل. وتُعدّ فرصة حدوث الحمل خارج الرحم منخفضةٌ نسبيًا، حيث تُشكّل نسبة 2 بالمئة من حالات الحمل فقط. لا بدّ من معالجة الحمل خارج الرحم وستقوم أخصائية الرعاية الصحية باقتراح أفضل الخيارات بالنسبة لك ومناقشتها معك. وفي ما يلي نقدّم بعض أسباب حدوث هذه الحالة، ومخاطرها وأعراضها وأساليب علاجها.
أسباب حدوث الحمل خارج الرحم
تشمل الأسباب المحتملة لحدوث الحمل خارج الرحم ما يلي:
- الالتهاب. يمكن أن يُؤدي وجود التهاب أو تورّم في قناة فالوب إلى انسدادها بشكلٍ جزئيّ أو كليّ مما يمنع البيضة الملقّحة من متابعة مسارها في القناة.
- نسيج نُدبي. قد يكون هنالك صعوبة في انتقال البويضة عبر قناة فالوب في حال انسداد طريقها بسبب وجود نسيج نُدبي تشكّل عقب التهاب أو عمل جراحي ما.
- شكل قناة فالوب. قد يكون هنالك في بعض الأحيان صعوبة في انتقال البويضة الملقّحة عبر قناة فالوب في حال كان شكل القناة غير طبيعي نتيجة نموٍ غير طبيعي أو عيب خُلقي.
عوامل الخطورة المرتبطة بالحمل خارج الرحم
يزداد احتمال حصول الحمل خارج الرحم في حال:
- تجاوز عمرك الـ 35 عامًا
- مررت سابقًا بحالة حمل خارج الرحم
- خضعتِ مسبقًا لعملية جراحية في البطن أو الحوض
- أصبت مسبقًا بمرض التهاب الحوض
- حملتِ بعد إجراء عملية ربط البوق أو أثناء وجود لولب رحمي
- أنت مدخنة
- كنت تعانين من الانتباذ البطاني الرحمي (التهاب بطانة الرحم)
- كنت قد حملتِ بواسطة علاجات الخصوبة أو أنك تستخدمين أدوية زيادة الخصوبة.
علامات وأعراض الحمل خارج الرحم
قد تتساءلين عن كيفية تحديد وجود حمل خارج الرحم لديك، تحديداً وأنّ بعض علامات الحمل خارج الرحم هي ذاتها علامات الحمل الطبيعي التي قد تختبرينها في الثلث الأول من الحمل . تذّكري دائما أنّ حالات الحمل خارج الرحم نادرة الحدوث وأن أخصائية الرعاية الصحية هي الشخص الأنسب للقيام بالتشخيص الصحيح.
لا تختبر بعض النساء أي أعراضٍ على الإطلاق في هذا النوع من الحمل. لكن في حال وجود أعراض، فعلى الأرجح أنّك ستلاحظين علامات الحمل خارج الرحم بين الأسبوع الرابع والأسبوع الثاني عشر من الحمل . وقد تتضمن هذه العلامات:
- ألم حاد متكرّر، ويمكن أن تتباين شدّته. قد يتموضع ألم الحمل خارج الرحم في الحوض أو البطن أو في الكتف والرقبة.
- نزفٌ قد يكون أغزر أو أخفّ من دورتك الشهرية الاعتيادية. تذكّري أنّ النزف في الحمل المبكّر قد يكون أيضًا نزف انغراس البويضة ، لذلك استشيري طبيبتك على الفور.
- شعور بانزعاج عند التبول أو التبرّز.
- ضعف أو دوار أو إغماء.
قد تبدأ هذه الأعراض في مراحل مبكرة جدًا من حملك، وربّما حتى قبل معرفتك بأنك حامل أو خروجك بنتيجةٍ إيجابية عند إجراء اختبار الحمل.
قد تكون أخصائية الرعاية الصحية في بعض الحالات هي أول من يلاحظ علامات الحمل خارج الرحم، وذلك أثناء إجراء فحص الحمل بالأمواج فوق الصوتية لأول مرة [رابط .
استشيري أخصائية الرعاية الصحية على الفور عندما تلاحظين آلامًا حادة تدوم لأكثر من عدّة دقائق، أو في حال حدوث أي نزف. اذهبي إلى المستشفى بأسرع وقتٍ ممكن عند حدوث نزفٍ مهبلي مترافق مع ألم بطن أو ألم في الكتف أو ضعف في الجسم، أو دوار أو إغماء.
التشخيص
يمكن لأخصائية الرعاية الصحيّة المسؤولة عنك تشخيص الحمل خارج الرحم من خلال إجراء الفحوصات التالية:
- فحص الحوض بغرض التحقق من وجود أيّ ألم أو أوجاع عند الضغط أو كتلة في منطقة البطن.
- فحص بالأمواج فوق الصوتية للتحقق من موقع حدوث الحمل.
- اختبار بول أو اختبار دم لقياس مستويات هرمون الحمل "HCG". إذا كان مستوى هرمون الحمل هذا أقلّ من المتوقّع، فقد يعود ذلك إلى حدوث حمل خارج الرحم.
ما هي الخيارات العلاجية؟
يتضمن علاج الحمل خارج الرحم إنهاء الحمل عن طريق الجراحة أو بواسطة الأدوية، ويهدف العلاج إلى معالجة قناة فالوب المصابة. وستقوم طبيبتك بمناقشة الخيارات المتوفرة معك، والتي تتضمّن:
- دواء ميثوتركسات لمعالجة الحمل خارج الرحم، حيث يساعد هذا الدواء جسمَك على امتصاص أنسجة الحمل.
- إجراء يتضمن حد أدنى من التدخل الجراحي مثل الجراحة التنظيرية، التي يتم فيها إزالة نسيج الحمل خارج الرحم، وإصلاح أو إزالة قناة فالوب المصابة.
- إزالة كامل قناة فالوب أو جزء منها. يمكن اقتراح هذا الإجراء في حال كانت تعرضت القناة للتمدد أو التمزّق مع حدوث الحمل خارج الرحم، ويمكن أن يكون هذا الإجراء طارئًا لإنقاذ حياة المريضة.
قد تتبادر إلى ذهنك تساؤلات عما يمكن توقّعه بعد جراحة التخلص من الحمل خارج الرحم. ستقوم طبيبتك بمراقبتك أثناء مرحلة التعافي من الحمل خارج الرحم وأي جراحة قد تخضعين لها، وتتضمن هذه المراقبة إعادة التحقق من مستويات هرمون الحمل "HCG" للتأكد من إزالة أنسجة الحمل بشكلٍ كامل.
هل يمكن لي الحمل بعد حدوث حملٍ خارج الرحم؟
إن كنت تتساءلين عن إمكانية حدوث حمل صحّي بعد الحمل خارج الرحم، فمن الأفضل التحدث مع أخصائية الرعاية الصحّية المسؤولة عنك والتي تستطيع تزويدك بتوجيهات محددة اعتمادًا على تاريخك الطبّي.
تُعد حالات الحمل خارج الرحم نادرة الحدوث وقابلةً للعلاج، لكن عليك استشارة أخصائية الرعاية الصحّية في حال لاحظتِ أي أعراض تُشعرك بالقلق.