ون بصحة جيدة كما هو الحال عند الرجال الأصحاء".
وذكر الباحثون أن "الحيوانات المنوية بعد أن تمر عبر سلسلة من القنوات وتخرج من الجسم تتلف "تموت"، مما يشير إلى شيء غريب وسام يحدث في طريقها إلى الخارج".
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن هذا الاكتشاف "يوفر أملا جديدا للرجال الذين يكافحون ليصبحوا آباء حتى من خلال التلقيح الاصطناعي"، إضافة إلى كشفه عن "سبب جديد للعقم عند الرجال".
وتنقل الصحيفة عن استشاري المسالك البولية في إمبريال كوليدج في لندن جوناثان رامزي قوله: "عندما نظرنا إلى الحيوانات المنوية بعد أن خرجت من الجسم، وجدنا أن مستوى تلف الحمض النووي للحيوانات المنوية، كان أعلى بكثير لدى الرجال المصابين بالعقم من الرجال المتمتعين بخصوبة جيدة، مع حوالي 15 في المائة في الرجال المتمتعين بخصوبة جيدة، ولكن 40 في المائة في الرجال المصابين بالعقم".
وتابع رامزي الذي قاد فريق إعداد الدارسة: "لم تكن مفاجأة أن نرى ضررا أكبر في الحمض النووي للحيوانات المنوية الخارجة من الرجال المصابين بالعقم، لكن الذي لم نكن نتوقعه هو الاتساق في هذه النتائج عندما نظرنا إلى الحيوانات المنوية المأخوذة مباشرة من خصيتي الرجال المصابين بالعقم، وجدنا أنها كانت من النوعية المماثلة لتلك الموجودة في الحيوانات المنوية الملقحة الخصبة، التي قذفها الرجال المتمتعين بخصوبة جيدة".
وفي بحث جديد تم تقديمه في الجمعية الأوروبية لجراحة المسالك البولية في برشلونة، أخذ علماء بريطانيون عينات من حيوانات منوية من الخصية مباشرة، وعينات من الحيوانات المنوية خرجت من 63 رجلا يعانون من العقم.
وفحص العلماء الحيوانات المنوية لكسر الحمض النووي في كل من الحيوانات المنوية من الخصية وتلك التي خرجت من الرجال، وجرى توفيقها مع سائل منوي تم أخذه من 76 رجلا متمتعين بخصوبة جيدة.
وعلى الرغم من أن هناك فرقا كبيرا في الحيوانات المنوية المقذوفة من الرجال المصابين بالعقم، إلا أن العلماء وجدوا أن الحيوانات المنوية من الخصيتين تشبه تلك الموجودة في خصيتي الرجال المتمتعين بخصوبة جيدة.
وقال الأستاذ بجامعة كوينز بلفاست ومؤسس شركة Examen Lab Ltd شينا لويس: "هذا يعني أن الحمض النووي في الحيوانات المنوية من الخصيتين للرجال المصابين بالعقم، يكون أفضل من الحمض النووي للحيوانات المنوية المقذوفة من قبل المجموعة نفسها".
وتابع: "هذا يفتح الطريق لأخذ الحيوانات المنوية مباشرة من الخصيتين من الرجال الذين يعانون من الحمض النووي المفتت المكسور للغاية، ومحاولة لتحقيق الخصوبة مع هذه الحيوانات المنوية التي تم أخذها من الخصية مباشرة".
وأضاف: "لا يمكننا حتى الآن إثبات أن تلف الحمض النووي للحيوانات المنوية، هو السبب الرئيسي لعقم الرجال أو فشل المعالجة المضادة للفيروس لدى هؤلاء الرجال، أو أن استخدام الحيوانات المنوية للخصية مباشرة سيساعد على تحسين فرصتهم في الإنجاب، لكن العمل يشير بالتأكيد إلى هذا الاتجاه".
من جهته علق اختصاصي جراحة الكُلى والمسالك البولية والعقم وأمراض الذكورة، بهاء الرضاونة، على التقرير بالقول: "يعود تلف الحيوانات المنوية بعد خروجها لعدة أسباب، مثل التهابات او دوالي الخصيتين أو نقص بعض المواد الغذائية".
وأوضح في حديث لـ"عربي21" بأنه "يمكن تلافي هذه المشاكل بعدم تعريض الخصيتين للحرارة، وأيضا تحسين نوعية الغذاء والتوقف عن التدخين".
وحول عدم تأثر بعض الرجال المتمتعين بخصوبة جيدة بالتدخين قال الرضاونة: "موضوع تأثير التدخين أمر نسبي، بمعنى تأثيره يختلف من شخص لآخر، ولا يستوي هذا التأثير عند الجميع".
ولفت إلى أنه "في حال تكرار تلف الحيوانات المنوية بعد خروجها من الجسم، يمكن أخذها مباشرة من الخصيتين للقيام بعملية التلقيح خارجيا".