يدهم ويسهم في بناء الإنسان والمجتمع، أسماء رفعت اسم السعودية عالياً في المنطقة وأمام العالم.
العشرة المميزون في إلهام السعوديين.. تجارب لا تتكرر (فيديو وصور)
اختيار القائمة اعتمد على عدد من الركائز، انطلاقا من كون المرشح يحمل قيم السعودية في حله وترحاله، مرّ بالعديد من الأحداث والتجارب الاستثنائية وأصر على النجاح والعطاء، غيّر من نفسه أولاً ومن مجتمعه الصغير ومن ثم مجتمعه الكبير تالياً، استطاع أن يترك بصمة خالدة في مجاله، ومهد الطريق وفتح الآفاق لغد أفضل. وكان في المحصلة قدوة وعلامة فارقة يلهم الآخرين في مسيرة حياتهم.
ومع الشخصية الثانية في قائمة العشرة المميزين في إلهام السعوديين:
وُلِدت سلوى الهزاع في مدينة الرياض وسط عائلة مكونة من الأبوين وخمس فتيات دون وجود أشقاء ذكور، خطّ والدها طريقه للعلم رغم تعصب العائلة للتجارة فقط، وحظي من الدولة ببعثة تعليمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية فما كان منه إلا أن جازف بكل شيء ورحل مع زوجته وبناته الخمس لاستكمال دراسته دون رضى من العائلة.
رحلة والدها التعليمية، جعلت من سلوى بنت عبدالله الهزاع تكبر في بيئة أمريكية. وعند عودتهم لأرض الوطن وقعت في أذنها كلمة قالها قريب متعلم لوالدها أثناء استقبالهم في المطار: "لو أن بناتك ذكور لكانوا ذخرا للوطن وقدموا الكثير"، هذه الكلمة كانت نقطة تحول في حياتها، بل وأصبح الهدف أن تجعل العالم يرى أجمع أن النساء يستطعن أن يقدن جيلاً، ويقدمن حياة، وقبلت التحدي، وبالفعل كان لها ما أرادت.
وبإصرارها تمكنت الدكتورة سلوى بنت عبدالله الهزاع أن تكون ليس فقط أول طبيبة، بل وأول امرأة على مستوى كل الجنسيات تدخل القصر الملكي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، لتحوز ثقته وتكون الطبيبة المعالجة الخاصة به من العام 1997م وحتى 2005، ليس هذا فقط بل لقبت بطبيبة الخمس قارات، فبعد أحداث 11 سبتمبر حظيت الدكتورة سلوى بمنصب في المجلس العالمي للعيون وهذا أعلى منصب يصل إليه طبيب العيون، فقد تم اختيارها وكانت أول امرأة من الشرق الأوسط والخمس قارات والأصغر سنا بين المجموعة.
لم تتوقف نجاحات البروفيسورة الهزاع عند هذه النقطة بل تم اختيارها من قبل مجلة فوربس العالمية كأقوى امرأة عربية، أما اليوم فهي تشغل منصب استشاري أمراض وجراحة العيون وكبير علماء واستشاري الأمراض الوراثية في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث.
عملت كرئيس تنفيذي لرابطة أصدقاء السعودية والتي تم تأسيسها بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد أحداث 11 سبتمبر بسبب إلغاء الفيزات للطلاب والمرضى السعوديين، وبالفعل لعبت الدكتورة الهزاع دورا مهما جداً في تقريب المسافة والتأكيد على أن السعودية ليس لها أي علاقة بتلك الأحداث على مدى أربع سنوات متواصلة حتى استطاعت فتح أول 5000 تأشيرة للطلاب والمرضى متجهة للولايات المتحدة الأمريكية معلنة نجاحها في استرجاع العلاقات الدولية خصوصا فيما يخص التعليم والعلاج.
«العشرة المميزون».. ثريا عبيد: المفتاح الذهبي لفتيات السعودية (فيديو)
ولها قصة جميلة مع مجلس الشورى ففي الوقت الذي يعتقد الكثير أن الدكتورة الهزاع بدأت منذ بداية دخول المرأة السعودية للشورى تتغير ملامح الحكاية فيما يخصها تماما، فعلاقة الدكتورة سلوى تمتد مع هذا المجلس منذ العام 2003 ولكن بصورة مخفية حيث لم يكن مصرح للسيدات في ذلك الوقت بالتواجد بشكل معلن، إضافة إلى أن المجلس لم يكن معترفا به دوليا، وعملت الدكتور سلوى الهزاع في تلك الفترة الزمنية على هذا الوتر حيث إن لها دوراً جباراً في تحويل مجلس الشورى من صبغته المحلية ودخوله البرلمانات الدولية. وفي العام 2013م تم الإعلان عن عضويتها من ضمن 30 سيدة سعودية دخلن تحت قبة الشورى بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
رغم كل هذه المشاغل العامة، فإن لدى الدكتورة الهزاع الوقت لممارسة اهتمامات من نوع مختلف فقد كشفت: " لو لم أكن طبيبة لكنت شيف " فهي تعشق الطهي وإعداد الأطعمة المختلفة والولائم بنكهات متميزة فهي ترى أن الطبخ فن، بل وتلقت خبر عضويتها في مجلس الشورى أثناء وجودها في مطبخها وهي تعد احدى الوصفات الشعبية..
عملت في العام 2011 كبروفيسورة محاضرة في جامعة الفيصل كأول سيدة فيما كانت بروفيسورة مشارك في جامعة جون هبكنز العريقة في الولايات المتحدة الأمريكية لتكون أول سيدة تحتل هذا المنصب من الشرق الأوسط.
نالت جائزة "أحسن بحث علمي" من الجمعية السعودية لطب العيون حول الالتهابات البكتيرية في زرع القرنية عام 1989م (أول طبيب سعودي ينال هذه الجائزة) وتم حجبها أثناء الافتتاحية، واستطاعت بطريقتها الدبلوماسية الصعود إلى المسرح ونيلها رغم كل الصعوبات حينها.
حصلت على جائزة المرأة العربية المتميزة في حقل الطب وخدمة المجتمع من مركز الدراسات مشاركة المرأة العربية في باريس في 19 سبتمبر عام 2004م.
في العام 2017 حصلت على شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة فرانكلين وهي من أعرق الجامعات السويسرية كأول سيدة سعودية وامرأة من الشرق الأوسط، إضافة إلى العديد من الجوائز والشهادات التي تزخر بها مسيرة البروفيسورة الدكتورة سلوى الهزاع والتي قالت: "سبب دخولي الطب الوعد الذي وعدني إياه والدي قائلا: لو دخلت الطب كسبت ثقة وطنك أوعدك ستمثلين السعودية على أكمل وجه".