العالمي للبصر الذي يوافق ثاني يوم خميس في أكتوبر من كل عام. وهدفت الندوة لإظهار دور المملكة في مجال صحة العين المجتمعية، إضافة إلى دور الجامعة في التوعية والرعاية لصحة العين في المجتمع المحلي، وتخلل الندوة معرضا مصاحبا، واحتوى على عدة أركان تم فيها تقديم خدمات الفحص المجاني للبصر للزوار، كما قدم التوعية والاستشارات الطبية لهم بمشاركة أكثر من 50 طالبا من برنامج دكتور بصريات، إضافة إلى عدد من المسابقات والتحديات بين زوار المعرض، وكذلك عرض احصائيات قسم البصريات وخدمات عيادات البصريات بالجامعة، وتعريف شامل عن اليوم العالمي للبصر.
وكشفت الدراسة التي أعدها الأستاذ الدكتور يوسف الدباسي عضو هيئة تدريس بالجامعة، وعرض نتائجها خلال ندوة "صحة العين المجتمعية" ، عن ارتفاع معدل انتشار العيوب البصرية في أكثر من 20 مدرسة في مدينة بريدة وباقي محافظات القصيم، بعد تم الكشف الطبي على عيون الأطفال لأكثر من 5000 طالب وطالبة، حيث تبين أن نسبة انتشار العيوب البصرية 18.6% بين الطلاب والطالبات ونسبة انتشار العيوب البصرية الغير مصححة16.3 %، ومعدل انتشار كسل العين 3.9% مشيرا إلى أن هذا المعدل يعتبر عالي جدا عند مقارنته مع الدراسات في باقي دول العالم
ولعلاج هذه المشاكل في الإبصار، فقد قدم الدكتور سيف الدين رشيد عضو هيئة التدريس في قسم البصريات ورقته البحثية التي عرض فيها لخطة علاج أمراض العيون في الدول النامية، حيث عملت الدراسة على وضع خطة شاملة للوقاية، والمعالجة لأمراض العيون، وخلصت إلي أن مشاكل العيوب الانكسارية غير المصححة هو السبب الأول للإعاقة البصرية وسط طلاب المدارس.
كما تحدث الدكتور ماجد معافا مدير عيادات البصريات، عن استمرار القسم في الزيارات الميدانية التطوعية للمدارس وقدم الإحصائيات عن زيارة عيادات البصريات لـ ٥٧ مدرسة ابتدائية في منطقة القصيم، تم خلالها فحص ١٠٨٧٩ طالباً، وتمت متابعة ١٣٠٩ طالباً في عيادات البصريات الجامعية ممن اكتشف بأن لديهم مشاكل في البصر ويحتاجون إلى متابعة طبية، كما أشار إلى أنه قد تم خلال العام الماضي تقديم الخدمة لخمسة آلاف مستفيد عن طريق جميع برامج خدمة المجتمع المتنوعة.
وكذلك شارك بالندوة الدكتور سليمان الدخيل عضو هيئة تدريس بالكلية بورقته البحثية عن التحكم في قصر النظر والذي يعتبر أحد أكثر الاضطرابات البصرية شيوعا حول العالم، مشيرًا إلى القلق المتزايد الذي كان موجودا بشأن الزيادة في انتشار قصر النظر خلال نصف القرن الماضي، حيث تلعب كل من العوامل الوراثية والبيئية دورا هاما في عملية النمو في العين البشرية، وقد أظهرت دراسات عديدة تأثير العوامل البيئية وتحديدا القراءة على بداية قصر النظر.
وعن الجلوكوما "الماء الأزرق" التهديد الخفي، تحدث الدكتور محمد اللويمي عضو هيئة التدريس بالكلية، مؤكدًا أن الجلوكوما من أمراض العين المزمنة، وتعرف بأنها مجموعة من الاعتلالات المزمنة المؤدية إلى العمى، حيث لا يمكن علاجها ولكن يتم الحفاظ على ما تبقى من البصر بعد الإصابة بالمرض، وتشكل الجلوكوما تهديدا للصحة المجتمعية حيث إنها من الأمراض التي يصعب تشخيصها وتكون في مراحل متقدمة عند اكتشافها.
وبدوره، أجاب الدكتور منظور قرشي، عن سؤال لماذا نهتم لفحص شبكية العين؟ قائلاً: إن اكتشاف مشاكل الشبكية مبكرًا يساعد على الوقاية من فقدان البصر، خصوصاً أن النظر المفقود بسبب مشاكل الشبكية قد لا يعود أبدا، كما أن الفحص الدوري لشبكية العين يساعد على البدء بالعلاج بالوقت المناسب قبل فقدان البصر.
من جهته، تحدث الدكتور "فيشاخ ناير" عن اعتلال الشبكية السكري، الذي يعتبر بمثابة مضاعفات تصيب الأوعية الدموية الدقيقة، وهو من سمات مرض السكري من النمطين الأول والثاني على حد سواء، فيما تحدث الدكتور "قودوين أوفنسيري" عن ضعف النظر الشديد، مشيرًا إلى أنه على الصعيد العالمي يعيش ما يقرب من 1.3 مليار شخص مع شكل من أشكال ضعف البصر وفيما يتعلق بالرؤية عن بعد، كما أن هناك 188.5 مليون شخص يعانون من ضعف معتدل في الرؤية، و217 مليون يعانون من ضعف شديد في الرؤية، و36 مليون شخص مصابون بالعمى، وفيما يتعلق بالرؤية القريبة، يعيش 826 مليون شخص يعانون من ضعف البصر القريب وعلى الصعيد العالمي، فإن الأسباب الرئيسية لضعف البصر هي الأخطاء الانكسارية وإعتام عدسة العين، ما يقرب من 80 ٪ من جميع ضعف البصر على الصعيد العالمي يمكن تجنبها
و تحدث الدكتور وليد الغامدي رئيس قسم البصريات بالجامعة، بورقته بعنوان التحديات والتطلعات لصحة العين المجتمعية، قدم خلالها نظرة عامة عن صحة العين المجتمعية في المملكة وتموضعها في مكافحة العمى والإعاقة البصرية عالميا، كما تحدث عن الأولويات الضرورية لتحسين صحة العين والسيطرة على معدلات الإعاقة البصرية المرتفعة.
كما تحدث الدكتور شهزاد نارو الأستاذ الزائر من جامعة آستون البريطانية عن تأثير النمط المعيشي على صحة العين والعادات غير الصحية التي لها تأثير مباشر على صحة العين مثل التغذية السيئة و التدخين، حيث خلصت الدراسة أن التدخين له تأثير مباشر على العين، خاصة في الجزء الخارجي للعين، وفي طبقة الدموع التي تعمل علي حماية العين، وأيضا التدخين له تأثير على قوة تكيف العين، وأوصت الدراسة بتوعية المجتمع بتأثير التدخين على العين، وكذلك أخذ كمية كافية من الأغذية التي تحتوي على أوميقا ٣.
بينما تحدث الدكتور يحيى أبو حيدر المنسق الوطني للجنة الوطنية لمكافحة العمى في ورقته بعنوان استراتيجيات مكافحة العمى في المملكة العربية السعودية، عن نشأة اللجنة الوطنية لمكافحة العمى ودورها في المجتمع، وعن الجمعيات الخيرية المتعلقة بالعمى ودورها في دعم المكفوفين، كما تحدث أيضاً عن المؤشرات الوطنية لمكافحة العمى الصادرة من منظمة الصحة العالمية ووجوب وضع خطط لتنفيذها، إضافة إلى دور جميع الجهات الحكومية والأهلية في تطبيق استراتيجية صحة العين في المملكة.
وخلصت ندوة صحة العين المجتمعية إلى إصدار بعض التوصيات منها: تفعيل الرعاية الصحية الأولية للعين حيث يتوفر الدعم والأدوات لهذا العمل، وكذلك إعطاء أختصاصي ودكاترة البصريات دورهم كامل في المنظومة الصحية حتى يتمكنوا من القيام بأعمالهم بفاعلية أكثر وخصوصاً في مراكز الرعاية الأولية، بالإضافة إلى إعادة توزيع أعداد أختصاصي ودكاترة البصريات على المستشفيات والمراكز الصحية بما يتناسب مع أعداد المرضى والمراجعين لكل منشأة صحية، وتفعيل برامج وحملات الفحص لأمراض العين المزمنة والذي يؤدي بدوره إلى التخفيف من قيمة العلاج وتحسين جودة الحياة والذي هو أحد أهم أهداف رؤية ٢٠٣٠.