الى الدخول مباشرة من الصرة أو من باب البدن، لا تترك ندوباً مؤلمة تؤخر الشفاء.
في أواخر الثمانينات من القرن الماضي بدأ تطور الجراحة بالمنظار وأخذت تحل مكان الجراحات التقليدية بندوبها الكبيرة، وأجريت أول عملية في المنظار في فرنسا لاستئصال المرارة. ومنذ 10 سنوات طور البروفسور شويار جراحة المنظار في فرنسا فألغى حتى الندوب الصغيرة كي لا يترك أي أثر على جسم المريض بعد انتهاء العملية، مساهماً بذلك في تسريع عملية الشفاء والحد من مضاعفات العمليات التقليدية. وهذه التقنية حدثنا عنها لـ"النهار" خلال إحدى زياراته المتكررة الى مستشفى اوتيل ديو لإجراء بعض منها مع جراحين لبنانيين. وقال أنه "في الإمكان استعمالها مستقبلاً لكل انواع الجراحات في منطقة الجزع أي البطن والصدر. وحالياً تستخدم في شكل كبير في عمليات استئصال أورام الأمعاء الحميدة والخبيثة منها، وكذلك الأمراض التي تصيب الإمعاء الدقيق والقولون".
أضاف: "يدخل المريض الى المستشفى في اليوم نفسه وتجرى العملية مع تخدير عام، وتستغرق ما بين النصف ساعة الى 3 ساعات أو أكثر وفق دقة المرض وانتشاره. وتستوجب هذه التقنية استعمال منصة متخصصة مساحتها أقل من 3 سنتيمترات يتم إدخالها في الصرة أو في باب البدن من دون أي جروح عضلية. وبعد نفخ البطن بغاز معقم، يستخدم الجراح جهازاً بصرياً متخصصاً لنقل صورة العملية على شاشة عالية الجودة لزيادة الدقة في العمل الجراحي. ونستخدم عدداً من الآلات تسمى "الآلات الذكية" لأننا نستأصل من خلالها الداخل، وبعد الانتهاء نستخدم آلة الكترونية كاوية خاصة للشرايين يتوقف عملها تلقائياً عندما تتوقف الشرايين عن النزف، ثم نستخرج الإمعاء المريض دون أي جروح إضافية. ومن حسنات هذه التقنية أن الجرح لا يحتاج الى فتيل او تمييل أو ما شابه، كما أن مدة الشفاء تكون أقصر بكثير من اجراء العمل بالطريقة التقليدية مع آلام اقل وتعطيل أقل عن العمل والنشاط اليومي".
واوضح شويار أن أبرز المستفيدين من هذه التقنية هم الذين يعانون من امراض سرطانية في الامعاء والمستقيم والقولون، إذ ان تنفيذها يتم من دون شق في البطن يؤخر الشفاء، وهي تحافظ على مناعة الجسم كاملة، وهي من أكثر ما يحتاجه مريض السرطان، وتزيد من فرص الشفاء التام. ويتطلب إجراء هذه العملية خبرة واسعة لتفادي المفاعيل الجانبية، لذلك تم تطوير هذه التقنيات في فرنسا كي يكتسب الجراح الخبرة اللازمة قبل اجرائها. واثبتت هذه التقنية بعد 10 سنوات على استخدامها فعاليتها، وفتحت المستقبل لجراحات مماثلة بأضرار ونزف وآلام أقل، ما يسمح للمريض بمعاودة الأكل والشرب بعد ساعات من انتهاء العملية والخروج من المستشفى بدءاً من اليوم التالي".
وختم أن غالبية المرضى في امكانهم الاستفادة منها بغض النظر عن عمرهم ووزنهم، وفي حالات نادرة جداً كالالتصاقات الناتجة عن عمليات سابقة جراء الجراحات التقليدية، يقوم الجراح بالعملية التقليدية. ونسبة نجاح هذه التقنية 95 في المئة، ومن النادر جداً حصول تعقيدات بعد استخدامها".
وبدأ البروفسور شويار إجراء هذه التقنية في لبنان وجاءت نتائجها ايجابية، وتجاوب المرضى في شكل كبير متماثلين سريعاً للشفاء. وعن امكان استخدامها لإجراء عمليات البدانة مثل تصغير المعدة أو تحويل مسار المصران أوضح أنه "بالتأكيد يمكن الاستفادة منها لأنواع الجراحات كافة، بما فيها جراحات السمنة والزايدة والمرارة والمعدة، شرط اكتساب الخبرة اللازمة قبل عرضها على المريض منعاً لحصول مضاعفات غير مرغوب فيها ناتجة عن عدم التمرس".