تاريخ النشر 21 يوليو 2013     بواسطة الدكتورة ابتهاج صالح غريب     المشاهدات 1

"أطفال" جدة يحتفلون بصيام "العشرة الأولى"

لم يكن الهدوء على حاله في ضاحية البساتين (المحمدية 5)، الواقعة في الركن الشمالي بجدة، فأكثر من 72 طفلاً كانوا يجوبون منازل حيهم، للاحتفاء بصومهم العشرة الأولى من رمضان، والذي يأتي بحسب القائمين على المبادرة، تشجيعا للأطفال على الصيام وغرس القيمة التربوية. لجنة الحي النسائية التي تكونت قبل 8
سنوات، تحديداً قامت ببلورة هذه الفكرة كما تقول رئيستها الدكتورة ابتهاج صالح غريب لـ"الوطن"، مضيفة أن الفكرة جاءت من إحدى العضوات، لتتم مأسستها بعد ذلك، والترتيب لها بهذه الحيوية الكبيرة التي شاهدناها على محيا الكبار قبل الصغار، وبهدف تحقيق المزيد من التماسك بين أهالي الحي.

لكن الأمر الملفت للنظر هو ترديد الأطفال بشكل حماسي كبير وهم يزورون البيوت أبياتا من الأهزوجة الشعبية الشهيرة "سيدي شاهن"، وهي من العادات التي يقوم بها الأطفال في الحجاز، إلا أنها تعتبر من تراث أهالي المدينة المنورة، والتي تكون عادة في النصف الأول من شعبان (15) من كل عام.

وتشير المصادر التاريخية إلى أن الاحتفاء يأتي فرحة بقدوم شهر رمضان المبارك، ويوزع فيه المشبك، والفشار، وبعض الحلويات الأخرى، حيث تكتظ الأسواق بالمشترين، ويجتمع أبناء كل حارة على حدة، يتقدمهم شخص يكون بمثابة القائد أو المسؤول، ويزورن بيت الحي بالضرب على الأبواب وهم يرددون أنشودة "سيدي شاهن"، وتعبر عن التضامن والفرحة ما بين أبناء الحارة الواحدة والبساطة والإلفة.

كان أطفال "ضاحية البساتين" ينتقلون من سكن إلى آخر وهم يرددون أبيات: "سيدي شاهن يا شربيت خرقه مرقة يا أهل البيت

أما جواب ولا أتوب ولا نكسر هذا الباب

ستي سعادة هاتي العادة

سيدي سعيد هات العيد

إما مشبك ولا فشار

ولا عروسة من الروشان

قارورة يا قارورة ست البيت غندورة".

وتشير رئيسة اللجنة النسائية في الحي حيال ذلك بالقول: "إن الوقت لم يكن مناسبا لظروف عديدة للقيام بذلك، فتم دمج ذلك التراث الحجازي المديني، مع احتفاء أهالي الحي بمناسبة صيام أطفالهم العشرة الأولى من شهر رمضان الكريم، كرؤية تربوية، وتعزيز الانتماء للحي".

اللجنة النسائية في الحي تشكلت بهدف التواصل بين الساكنين، وتضم في عضويتها 20 سيدة، وتقوم بأنشطة ترفيهية وتربوية واجتماعية بين أهالي الحي، وتتواصل مع أكثر من 200 منزل، عبر تقسيمهم إلى مجموعات تواصلية، ويعد "الواتس آب" الوسيلة الأكثر تفاعلاً بينهم، ويقومون بدعم أنشطتهم ذاتياًً.


أخبار مرتبطة