تاريخ النشر 20 مايو 2019     بواسطة الدكتورة عبير عبدالعزيز ساب     المشاهدات 1

اختبار السرطان..

يتوقع علماء أن تتعدى استخدامات الذكاء الاصطناعي في المستقبل احتياجات حياتنا اليومية إلى المجال الطبي، وأن تحدث فيه نقلة كبيرة تساعد على تشخيص أفضل للعديد من الأمراض. آخر إنجازات الذكاء الاصطناعي التي تم الكشف عنها مؤخرا القدرة على تشخيص مرض سرطان الرئة في الأشعة المقطعية (CT) تماما مثل ا
لأطباء وربما أفضل منهم، حسب دراسة نشرت الاثنين في دورية "الطب الطبيعي".

الدراسة التي أجراها باحثون في غوغل ومراكز طبية، كشفت لا محدودية استخدامات الذكاء الاصطناعي وإمكانية أن ينافس بقوة العاملين في الحقل الطبي، فهو يعتمد على استخدام الأنماط وتحليل الصور، تماما كما يفعل المختصون في تحليل نتائج الأشعة وشرائح المجهر.

اعتمدت الدراسة على ما يعرف باسم "التعلم العميق" وهو ضخ كمية هائلة من البيانات الطبية في شبكة عصبية اصطناعية، وبواسطة خوارزيميات يتم تدريب أجهزة الكمبيوتر على تحديد أنماط معينة تشير إلى حالات مرضية معينة مثل السرطان وغيره من الأمراض. وكلما تم ضخ كمية أكبر من المعلومات كلما زادت دقتها في التفسير.

والمشكلة التي تواجه فحص الأشعة المقطعية التقليدي، هو أنه قد لا يكشف عن بعض الأورام أو أنه يشخص الأورام الحميدة باعتبارها أوراما خبيثة، ما يدخل المرضى في دوامة من الإجراءات الطبية الصعبة مثل الجراحات وفحوصات أنسجة الجسد (الخزعات)، وأضف إلى ذلك أن هذه الفحوصات تخضع لتفسيرات متباينة من قبل اختصاصصي الأشعة.

وعندما استخدم الباحثون الذكاء الاصطناعي على أشعة مقطعية لتشخيص سرطان الرئة، استعانوا بشبكة عصبية اصطناعية مزودة بمعلومات عن أشعة مقطعية لحالات سابقة معروفة لأشخاص مصابين بسرطان الرئة أو غير مصابين أو لديهم علامات تشير إلى إمكانية إصابتهم به، وتم تدريب هذه الشبكة العصبية على هذه البيانات.

وأظهرت النتائج التي أجريت في التجربة أن هذا النموذج تفوق أو تساوى في بعض الحالات مع اختصاصيي الأشعة في تشخيص مرض سرطان الرئة.

الدكتور دانيال تسي، مدير المشروع في غوغل، قال إن الأمر بمثابة تجربة تعليمية لهذه الشبكة، فهي تتلقى المعلومات والدروس والاختبارات و"تتعلم ما هو السرطان، وما الذي يكون سرطانا وما لا يكون سرطانا". ليس ذلك فحسب، بل تم إجراء اختبار نهائي على هذا النموذج وقد حصل على الدرجة المثالية "A”.

تم اختبار النموذج أيضا على 6716 حالة معروفة وأظهرت نتائجه دقة 94 في المئة في التشخيص.

هل يعني ذلك الاستغناء عن أختصاصيي الأشعة لو استخدمت هذه التقنية على نطاق واسع؟

يستبعد الدكتور إريك توبول، مدير معهد سكريبس في ولاية كاليفورنيا ذلك، ويقول إن الذكاء الاصطناعي سيكون وسيلة مساعدة لهم لكنه لن يحل محلهم، وتوقع أن تقلل هذه التقنية نسبة الخطأ في الفحص التقليدي الحالي الذي وصل أحيانا إلى 30 في المئة.

لكنه دعا أيضا إلى الحذر من استخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص سرطان الرئة، حتى لا يتسبب في أذى عدد كبير من الناس، مشيرا إلى أهمية دراسته بدقة، ونشر نتائج الباحثين في المجلات العلمية التي يراجعها نظراء لهم، واختبارها في العالم الواقعي للتأكد من أنها تعمل جيدا كما فعلت في المختبر.

يقول الباحثون الذين شاركوا في الدراسة الجديدة إن هذه التجربة الناجحة "تخلق فرصة لتحسين عملية فحص سرطان الرئة بمساعدة الكمبيوتر ... وتظهر إمكانية أن تساعد نماذج التعلم العميق على زيادة دقة واتساق فحص سرطان الرئة في جميع أنحاء العالم".

يذكر أن حوالي 1.7 مليون شخص قضوا العام الماضي بسبب سرطان الرئة، منهم حوالي 160 ألف في الولايات المتحدة.


أخبار مرتبطة