تاريخ النشر 4 مايو 2010     بواسطة البروفيسور ياسر محمد الخياري     المشاهدات 201

زراعة الأسنان

د.عادل المرضي - جدة الثلاثاء 04/05/2010 الخياري: زراعة الأسنان باستخدام الأبعاد الثلاثية لا تحتاج جراحةأكد الدكتور ياسر محمد الخياري الأستاذ المشارك بكلية طب الأسنان بجدة ورئيس قسم الأسنان بالمركز الطبي الدولي أن الأطقم المتحركة والجسور الثابتة وزراعة الأسنان هي من خلاصة الطرق التعويضية التي
سعى الإنسان إليها وما زالت تستخدم لتعويض الأسنان المفقودة إلى يومنا هذا. وأوضح الدكتور ياسر أنه ربما يتبادر إلى ذهن البعض أن زراعة الأسنان شبيهة بزراعة الكلى أو الكبد أو قرنية العين والأصل فيهم «نقل الأعضاء» من مريض ثم زرعها لمريض آخر، وهذا المبدأ لا ينطبق على زراعة الأسنان، فالأسنان لا تنقل من شخص إلى شخص آخر على الرغم من وجود بعض الدلائل التي تشير إلى أن هذا الإجراء كان معمولًا به في حقبة بعيدة من الزمن، حيث إن الأسنان كانت تشترى من الفقراء لتزرع للأغنياء.
وزراعة الأسنان عبارة عن إسطوانة معدنية تشبه بشكلها جذر الأسنان يتراوح عرضها من 3-6مم وطولها من 8-15مم تغرس بعظام الفك بمكان السن المفقود، وتترك هذه الإسطوانة مدة زمنية تتراوح بين الشهرين والأربعة يوصل بعدها التاج الخزفي «يشبه في الشكل تاج الأسنان» بهذه الإسطوانة. 
إن سر نجاح عملية زرع الأسنان تكمن في التحام عظم الفك مع سطح الزرعة وتكون التحامًا ميكانيكيًا عظميًا «Osseointegration» بين العظم والزرعة.
وعن أهم الفوائد التي تميز زراعة الأسنان عن الجسور الثابتة قال الدكتور ياسر: إن من أفضل مزايا زراعة الأسنان أنها تجنب برد الأسنان السليمة المجاورة للسن المفقود والاعتماد عليها في صنع هذه الجسور، ففي بعض الأحيان تتجمع بقايا الطعام والبكتيريا تحت هذه الجسور الثابتة ويكون من الصعوبة أن ينظف المريض تلك الأماكن مما قد يؤدي إلى تكون رائحة كريهة بالفم. أما زرعة الأسنان فهي تحاكي مظهر السن الطبيعي في الشكل والوظيفة مما يمكن المريض من تنظيف ما بين أسنانه بشكل طبيعي.
إن زراعة الأسنان بصورة عامة مناسبة لجميع الناس الذين أعمارهم فوق 18 سنة إلا إذا كان هناك مانع صحي أو تقني. فالمانع التقني هو ضمور عظام الفك، ويكون الحل في هذه الحالة هو عملية ترميم وترقيع العظم ومحاولة إعادته إلى حالة تمكننا من وضع زرعات الأسنان بها.
أما الموانع الصحيّة فكثيرة ولكن من أهمها مرض السكري وهنا أريد أن أنوه بأن مريض السكري المحافظ على علاجاته ومستوى السكر منتظم وثابت فيعامل معاملة الشخص السليم. أما إذا كان مستوى السكر في الدم غير ثابت وغير منتظم فهنا تكون نسبة نجاح عملية الزرع ضعيفة جدًّا.
وعمومًا فإن نسبة نجاح عملية زرع الأسنان تعتمد بالدرجة الأولى على التهيئة المناسبة للمريض ودراسة حالته ووضع الخطة العلاجية، عندها تكون نسبة النجاح -بإذن الله- عالية وتصل إلى 98% في معظم الأحوال.
ويعتمد وضع الزرعة بمكانها المثالي على عدة عوامل أهمها مهارة الطبيب وعلى الدراسة المتأنية للأشعة السينية أو المقطعية التي ربما يطلبها الطبيب قبل عملية الزراعة. هناك أيضا دراسات وتجارب عدة لتطوير جهاز ملاحة خاص بعملية زراعة الأسنان (Navigation System) يرشد الطبيب أثناء عملية الزرع لتوجيهه إلى المكان المثالي واتجنب خطر إصابة عصب الفك السفلي الرئيسي أو اختراق الجيوب الأنفية الملاصقة للفك العلوي. تتوفر أيضًا برامج الأبعاد الثلاثية (3D Software) التي تساعد الطبيب بعمل خطة علاجية متكاملة لعدد الزرعات وتحديد أطوالها وأماكنها المثالية بل وأيضًا تجسيمها على شاشة الكمبيوتر ومن ثم إرسال هذه الخطة العلاجية بواسطة البريد الإلكتروني إلى معامل أسنان متخصصة لتقوم بتصنيع موجهات جراحية (Surgical Stents) يستخدمها الطبيب فيما بعد أثناء زرع الأسنان، تمكن هذه التقنية الطبيب في حالات معينة من زرع الأسنان بدون شق جراحي بلثة الفم والذي .يؤدي بدوره إلى الحد من ظهور الانتفاخات والآلام التي قد تظهر نتيجة الشق بلثة الفم.


أخبار مرتبطة