ى.
شُيُوعُ خُراج الثَّدي
يمكن أن يُصيبَ خُراجُ الثَّدي النِّساء بعمر 18-50 سنة، لكنَّه نادرٌ جداً في غير المرضِعات.
عندما تكون المرأةُ مرضعاً، يمكن أن تحدثَ عدوى نتيجة الجراثيم التي تدخل إلى نسيج الثَّدي، أو بسبب انسداد في إحدى قنوات الحليب (القنوات اللبنيَّة Milk ducts)؛ وهذه القنواتُ هي أنابيبُ دقيقةٌ تنقل الحليب. ويؤدِّي ذلك إلى حالة تُدعى التهاب الثَّدي mastitis. وإذا لم يُعالج التهابُ الثَّدي، يمكن أن تؤدِّي العدوى فيه إلى ظُهور خُراج.
يُصيب التهابُ الثَّدي امرأةً من بين كلِّ عشر مرضِعات تقريباً.
المآل
يمكن معالجةُ خُراج الثَّدي بنـزح القيح المتجمِّع، سواءٌ باستعمال إبرة ومِحقَن syringe أو بإجراء شَقٍّ (قطع) في الجلد فوق الخراج لتصريف القيح.
قد يؤدِّي خُراج الثَّدي إلى بعض المُضاعفات على المدى البَعيد، حيث إنَّ امرأةً من بين كل عشر نساء قد لا تعود قادرةً على الإرضاع الطبيعي بعد إصابتها بهذه الحالة. وإذا كان الخراجُ كبيراً جداً ويحتاج إلى جراحة واسعة، لاستئصال جُزء من الثَّدي مثلاً، يمكن أن يكونَ ذلك سبباً في تشوُّه الثَّدي.
أسبابُ خُراج الثَّدي
ترتبطُ معظمُ خُراجاتِ الثَّدي بالتهابِه؛ والذي يُصيب المرضِعات عادةً، مع أنَّه قد يحدث عندَ غير المرضعات أيضاً.
يزداد خطرُ التهاب الثَّدي وخُراجاتِه عندَ المدخِّنات بغضِّ النَّظر عن الحمل والرَّضاعة، ويُطلَق على هذه الحالة اسم الْتِهاب الثَّدي حَولَ القُنَيَّات periductal mastitis.
تَشكُّلُ خُراج الثَّدي
تنجمُ معظمُ خُراجاتِ الثَّدي عن عدوى جرثوميَّة، حيث يمكن أن تدخلَ الجراثيمُ إلى الثدي والقنوات اللبنيَّة من خِلال شقٍّ صَغير أو خدش في جلد الحلمة، وقد تظهر هذه الشقوقُ خلال الرضاعة. ولكن، تنجم العدوى في بعض الأحيان عن فرط نموِّ الجَراثيم الموجودة بشكل طبيعي ضمنَ القنوات اللبنيَّة ومن دون ضرر. ويمكن أن ينجمَ فرط نموِّ الجَراثيم عن تَجمُّع الحليب الرَّاكِد في قناة لبنيَّة مسدودة.
عندم تدخل الجراثيمُ إلى الجسم، يحاول جهازُ المناعة مقاومتَها بإرسال كريَّات الدَّم إلى المنطقة المتضرِّرة. وعندما تهاجم الكريَّاتُ البيضُ الجراثيمَ، تموت بعضُ النُّسُج في مكان العدوى، تاركةً جيباً صغيراً فارغاً
يمتلئ هذا الجيبُ بالقيح، ويتشكَّل الخراجُ. ويحتوي القيحُ على مزيجٍ من النَّسيج الميِّت وخَلايا الدَّم والجراثيم. وقد يكبر الخراجُ، ويصبح مؤلماً، مع استمرار العدوى وإنتاج المزيد من القيح.
معالجةُ خُراج الثَّدي
يعدُّ خُراجُ الثَّدي مضاعفة لالتهاب الثَّدي عادةً؛ فبعدَ التهاب الثَّدي، قد يصف الطبيبُ للمريضة مُضادَّات حيويَّة. وإذا ما بقي الثَّديُ قاسياً وأحمر ومؤلماً بعد تناول هذه الأدوية، قد يحيل الطبيبُ العام المريضةَ إلى طبيب متخصِّص لإثبات تشخيص خُراج الثَّدي؛ ويكون إثباتُ التشخيص بإجراء تصوير الثدي بالأمواج فوق الصَّوتيَّة ultrasound scan.
وبعدَ إثبات التشخيص، قد يقوم الجرَّاحُ بمعالجة الحالة من خِلال نزح الخُراج
خُراجاتُ الثَّدي الصَّغيرة
يمكن نزحُ خُراجات الثَّدي الصَّغيرة باستعمال الإبرة. وقد يُستعمَل تصويرُ الثدي بالأمواج فوق الصَّوتيَّة لتوجيه الإبرة إلى المكان المناسِب أحياناً، حيث ربَّما يستخدم الطبيبُ مخدِّراً موضعياً لتخدير الجلد فوق الناحية الثَّديية المصابة بالعدوى.
خُراجاتُ الثَّدي الكَبيرة
يُجرى، في هذه الخُراجات، شقٌّ صَغير فوق الخُراج لنـزح القيح، حيث يُحقَن مُخَدِّر موضعي لتخدير الجلد فوق الناحية الثَّديية المصابة بالعدوى، ولا حاجةَ إلى التخدير العام عادةً في معالجة الخُراج، ما لم يكن عميقاً.
الاختباراتُ الإضافية
يجب أن تُراجعَ المريضةُ طبيبَها دائماً إذا لاحظت أيَّةَ تغيُّرات في الثديين لديها، مثل الكتل أو النَّجيج (السَّيلان) من الحلمة، فقد يكون ذلك دلالةً على سرطان الثَّدي breast cancer، مع أنَّ 9 من بين كلِّ 10 من كتل الثَّدي هي حالات حميدة غير سرطانيَّة.
وقد يطلب الطبيبُ مَزيداً من الاختبارات في حالا الشكِّ:
صورَةُ الثَّدي الشُّعاعِيَّة mammogram: يمكن أن تساعدَ على كشف الكيسات (الأكياس المملوءة بسائل) والأورام.
الخزعة biopsy: حيث تُؤخَذ عيِّنةٌ صغيرة من نسيج الثَّدي، وتُرسَل إلى مختبر الباثولوجيا لمزيدٍ من الاستِقصاء.