عدِيَة، ولا تُشكِّلُ خطراً على الصحَّة عادةً، ولكنَّها قد تكون مزعجةً ومسبِّبةً للإحراج.
يمكن أن تتراوحَ شدَّةُ الإصابة بالقشرة بين الخفيفة والشديدة.
أسباب قشرة الرأس
يطرح الجسمُ بشكلٍ مستمرٍّ خلايا الجلد الميتة مع تشكُّل الخلايا الجديدة. وتحدث هذه العمليةُ بشكلٍ تدريجيٍّ في معظم الحالات، وتنتهي دون أن يلاحظها أحد.
لكنَّ هذه العمليَّةَ قد تحدث بسرعةٍ أكبر، ممَّا يؤدي إلى إنتاج كميةٍ زائدةٍ من الخلايا الميتة، وبذلك تتشكَّل قشرة الرأس.
ولا يكون سببُ حدوث هذه الحالة واضحاً دائماً، إلاَّ أنَّ التهابَ الجلد الدهني (المِثّي) seborrhoeic dermatitis يُعدُّ من الأسباب المحتملة، وهو حالةٌ جلديَّة شائعةٌ تصيب الجلدَ الدِّهني.
وما دام أنَّه لا يوجد عاملٌ محدَّد مسؤول مباشرة عن تشكُّل قشرة الرأس، إلاَّ أنَّه توجد بعضُ العوامل التي تفاقم من هذه الحالة، مثل:
الاستعمال المفرط لمنتجات العناية بالشعر.
الضغوط النفسية.
الإفراط الشديد في غسل الشعر أو قلَّة غسله.
التهاب الجلد الدهني
إذا كانت قشرةُ الرأس مرتبطةً بحالة جلدية تُسمَّى التهاب الجلد الدهني أو المثِّي seborrhoeic dermatitis، فقد يعاني الشخصُ من أعراضٍ إضافيَّة أيضاً؛ حيث يمكن أن تحدثُ حِكَّةٌ وتقشُّرٌ في الجلد. وتكون بعضُ مناطق الجسم أكثرَ عُرضةً للإصابة بهذه الحالة مثل:
فروة الرأس.
الوجه.
داخل الأذنين وحولهما.
الجزء الأمامي من الصدر وبين لوحي الكتف.
المناطق التي توجد فيها طيَّاتٌ جلديَّة، كالإبطين والمنطقة الأربيَّة (أعلى الفخذ) والمنطقة الداخلية من الفخذين.
يمكن أن تتراوحَ درجةُ التقشُّر بين بعض القشور الورديَّة الخفيفة إلى قشورٍ سميكةٍ واسعة الانتشار.
ويمكن في بعض الحالات أن تُصابَ هذه المناطق المتقشِّرة بالعدوى، ممَّا قد يُسبِّبُ الألمَ مع احمرارٍ وخروج مفرزاتٍ قيحيةٍ وسائلةٍ.
وقد ينجم عن الحالات الشديدة من البقع على فروة الرأس حدوثُ درجة معيَّنة من فقدان الشعر، غيرَ أنَّ الشعرَ يعود للنمو إذا لم تتندَّب هذه المنطقة.
علاج قشرة الرأس
يُعدُّ استعمالُ الشامبو المضادّ لقشرة الرأس anti-dandruff shampoo المعالجةَ الرئيسيَّة لها، حيث تتوفَّر عدَّةُ أنواعٍ مختلفة من هذه الشامبوهات من دون وصفةٍ طبيَّة في معظم الصيدليات والمحلاَّت التجاريَّة الكبيرة.
وتختلف طريقةُ عمل هذه الشامبوهات باختلاف نوعها، حيث يمكن استعمالُ أحد أنواع هذه الشامبوهات عندما يفشل نوعٌ آخر في معالجة القشرة.
وإذا فشلت المعالجةُ في التخلُّص من قشرة فروة الرأس بعد مرور بضعة أسابيع، أو ظهرت حِكَّةٌ شديدة في فروة الرأس، فينبغي في هذه الحالة مراجعةُ الطبيب. وقد تكون هناك ضرورةٌ لاستعمال شامبو أشدّ فعاليَّةً أو استعمال شوطٍ قصيرٍ من غسول ستيرويدي steroid lotion.
تكون استجابةُ قشرة الرأس جيِّدةً للمعالجة عادةً، إلاَّ أنَّه من الشائع عودةُ الحالة. وقد يُلاحظ بعضُ الأشخاص عدمَ وجود أعراض لفترة من الزمن قبل أن تتهيَّج الحالة من جديد، حيث تصبح الأعراضُ شديدةَ السوء.
كما يمكن أن تكونَ هناك ضرورةٌ في بعض الحالات لاستعمال الشامبو المضادّ للقشرة بشكلٍ منتظم أو شبه منتظم لمنع عودة القشرة.
متى ينبغي مراجعة الطبيب؟
يجب مراجعةُ الطبيب إذا لم تظهر أيَّة علاماتٍ على تحسُّن الأعراض بعدَ مرور أسبوعين على استعمال الشامبو المضاد للقشرة. وقد تكون هناك ضرورةٌ لتطبيق معالجةٍ موصوفةٍ أشدّ فعاليَّة.
يمكن للطبيب فحص فروة الرأس لاستبعاد الإصابة بحالاتٍ جلديَّة، مثل التهاب الجلد الدهني seborrhoeic dermatitis أو الصدفيَّة psoriasis، والتي قد تحتاج إلى استعمال معالجةٍ موصوفةٍ أشدّ فعاليَّة أيضاً.
وإذا اعتقد الطبيبُ باحتمال وجود عدوى فطريَّة في قشرة الرأس (مثل السُّعفة ringworm)، فيمكن عندها أخذ عيِّنةٍ جلديَّة وإرسالها إلى المختبر لفحصها.
الأشخاص المُعرَّضون للإصابة بقشرة الرأس
تُعدُّ قشرةُ الرأس من الحالات الشائعة، حيثُ يُقدَّرُ أنَّ 50% من الأشخاص سوف يُصابون بهذه الحالة في إحدى مراحل حياتهم.
تحدث قشرةُ الرأس بعد سنِّ البلوغ غالباً، وتكون أكثر شيوعاً عند الأشخاص في بداية العشرينيَّات من عمرهم، حيث يمكن أن تستمرَّ الحالة حتى منتصف العمر.
لقد سجَّلت الإحصائيَّات أنَّ نسبةَ إصابة الرجال بقشرة الرأس أكبر من نسبة إصابة النساء. ويُعتَقدُ أنَّها تصيب الأشخاصَ من جميع الأصول العرقية بشكلٍ متساوٍ.
قرف اللبن
يمكن أن تظهرَ بقعٌ صفراء دهنيَّة متقشِّرة على فروة الرأس عند الأطفال. وتُعرَف هذه الحالةُ بقرف اللبن cradle cap.
تُصيبُ هذه الحالةُ الرُّضَّعَ خلال الشهرين الأوَّلين من حياتهم غالباً، وتقتصر مدةُ الإصابة بها على بضعة أسابيع أو أشهر. وهي تزول عندَ بلوغ الطفل عامه الثاني عادةً، إلاَّ أنَّ هذهَ الحالة قد تستمرُّ لمدَّة أطول عند بعض الأطفال في حالاتٍ نادرة.