تاريخ النشر 20 فبراير 2018     بواسطة الدكتور محمد حسين الكاف     المشاهدات 202

جراحة وتر العرقوب

يتم وصف جراحة وتر العرقوب وهذا النوع من الجراحات للمرضى الذين يعانون من تمزق وتر العرقوب (Achilles tendon). وتر العرقوب هو وتر ليفي، وهو يصل بين عضلات الساق لعظمة كعب القدم. وهو الوتر الأكثر أهمية من ناحية الحجم في الجسم, فهو الذي يساهم في رفع كعب القدم عن الأرض أثناء المشي. يتعرض هذا الوتر لضغ
ط كبير أثناء الحركة في كل مرة يتم فيها رفع كف القدم. 
عندما يدور الحديث عن تمزق كامل في الوتر, فإن المقصود هو تمزق الوتر لقسمين. قد يحدث ذلك إثر تعرض كف القدم للرضح، أو بسبب حركة حادة غير صحيحة أثناء القيام بالجهد البدني المضني، أي عندما لا يستطيع الوتر مقاومة الضغوط الكبيرة التي تشغل عليه.  
من شأن تمزق الوتر أن يلحق الضرر بعملية المشي، وقد يتسبب بضعف كف القدم. وهذه الحالة تتطلب العلاج. خيارات العلاج المتواجدة في يومنا هذا يتم تقسيمها إلى قسمين أساسيين: العلاج المحافظ والذي يشمل تثبيت القدم بواسطة الجبس أو الجبيرة وإراحة كف القدم، أو العلاج الجراحي وإعادة التأهيل.
يمكن إجراء جراحة وتر العرقوب بأسلوبين:
الأول: وهو الجراحة المفتوحة (open surgery)، عن طريق إجراء شق كبير بالقسم الداخلي من الساق.
الثاني: عن طريق الجلد (percutaneous surgery)، ويتم عن طريق إحداث عدة شقوق صغيرة.
التحضير للجراحة:
قبل جراحة الوتر العرقوبي قد يتم أخذ فحوصات دم وفقاً لعمر المريض ولخلفيته المرضية. (المرضى صغيري السن والذين يتمتعون بصحة جيدة ليسوا بحاجة لإجراء هذه الفحوصات)، كما أنه يجب إرسال المريض لإجراء فحوصات التصوير الملائمة. تشمل الفحوصات عادةً, فحص التصوير بالأمواج فوق الصوتية (ultrasound) لمنطقة الكاحل، ولكن في بعض الأحيان يتطلب الأمر إجراء فحوصات التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).   
مجرى الجراحة:
يتم إجراء جراحة وتر العرقوب بمختلف أشكالها تحت تأثير التخدير العام.
يتم القيام بجراحة وتر العرقوب المفتوحة، عن طريق إحداث شق كبير بالجلد من أعلى الجزء الداخلي من الساق وحتى الكعب. وبعد ذلك يتم توسيع هذا الشق حتى نصل إلى الأنسجة الواقعة تحت الجلد، حتى انكشاف الأطراف المتمزقة من الوتر.  
من بعد غسل المنطقة المكشوفة يتم تقريب طرفي الوتر بهدف تقريبها بقدر الإمكان من دون شدها بشكل كبير (لا ينبغي مضاعفة تمدد الوتر لأن هذا الشيء إذا تم قد يضاعف من احتمالات تمزق الوتر من جديد).
عن طريق استعمال الغرز الفسيولوجية القوية، يتم وصل طرفي الوتر الممزق. في بعض الأحيان يتم الاستعانة بجزء من أنسجة أخرى لتدعيم التواصل بين الطرفين (من اللفافة (fascia) وهو الغشاء الذي يحيط عضلة الساق-Gastrocnemius).
في النهاية يتم وصل الأنسجة التحت جلدية والجلد، ويتم تضميد الساق والكعب من كل الجهات.
مجرى الجراحة التي تتم عن طريق الجلد مشابه للطريقة المفتوحة. ولكن الفرق الأساسي بينهما أن وصل الوتر يتم من خلال القيام بستة شقوق صغيرة فوق المنطقة المصابة بدلا من القيام بشق واحد كبير. 
المضاعفات الخاصة بجراحة الوتر العرقوبي:
تمزق الوتر من جديد، إحتمالات حدوث ذلك ضئيلة, لكن في حال حدوث هذا الأمر هنالك حاجة حينها للقيام بالجراحة من جديد كما قد يتضرر مجال حركة كف القدم عقب تثبيت المفصل أكثر مما ينبغي.
العلاج من بعد الجراحة:
من بعد انتهاء هذه الجراحة، يتم تثبيت كفة القدم بشكل مؤقت عن طريق الجبس أو الجبيرة لمدة 6-12 أسبوع.
في المرحلة الأولى يتم وضع الجبس أو الجبيرة بحيث يكون اتجاه كفة القدم إلى الأسفل، من اجل المساهمة بشفاء وتر الكعب، من دون شده. بعد ذلك يتم وضع الجبس بشكل تدريجي بحسب حركة الجسم الطبيعية (بشكل مستقيم) أي عدم زيادة انحناء أو استقامة كفة القدم.  
المشي المبكر وتحمل القدم المصابة لضغط المشي محبذ جدا ويجب القيام به بأسرع وقت ممكن لأنه أظهر نتائج جيدة من بعد الخضوع للجراحة.العلاج الطبيعي والتأهيلي هو جزء أساسي من العلاج في معظم الحالات من اجل تقوية الوتر، ومن أجل تعليم المريض كيف يقوم بتحريك قدمه بشكل صحيح، بحيث لا يزيد من الضغط على المفصل.


أخبار مرتبطة