تاريخ النشر 17 سبتمبر 2017     بواسطة الدكتور سابق عمر ادريس     المشاهدات 205

جراحةُ ترميم الركبة بإحداث كسور شَعرية

تُعدُّ جراحةُ الركبة بإحداث كُسُور شَعرية knee microfracture surgery من الإجراءات الشَّائعة التي تُستَعمل في ترميم غضروف الركبة المتضرِّر؛ حيث يساعد الغضروفُ على تأمين وسادة وغطاء لمنطقة التقاء العظام في المفاصل. توجد ثلاثةُ أنواع من التخدير يمكن استعمالُها في الجراحة التنظيرية للركبة knee art
hroscopy surgery:
· دواء يؤدِّي إلى استرخاء الشخص مع حُقَن مسكِّنة لتخدير الركبة.
· تخدير نخاعي spinal anesthesia (تخدير ناحي regional anesthesia).
· تخدير عام general anesthesia (يكون الشخصُ نائماً، ولا يشعر بالألم).
يقوم الطبيبُ بالخطوات التالية:
· يجري شَقاً جراحيَّاً بطول 6 ميليمترات على الركبة.
· يُدخِلُ أنبوباً رفيعاً وطويلاً مزوَّداً بكاميرا في نهايته من خلال هذا الشقِّ الجراحي. ويُسمَّى هذا الأنبوبُ بمنظار المفصل arthroscope. تكون الكاميرا متصلةً بشاشة مراقبة في غرفة العمليات، ممَّا يُتيح للطبيب مشاهدة الجزء الداخلي من منطقة الركبة والعمل على المفصل.
· إحداثُ شقٍّ آخر لإدخال الأدوات من خلاله، ثم تُستَعملُ أداةٌ صغيرةٌ مدبَّبة الرأس تُسمَّى المِثقَب awl لإحداث ثقوبٍ صغيرةٍ جدَّاً في العظم قربَ الغضروف المتضرِّر، تُسمَّى كسوراً شعريَّة أو دقيقة microfractures.
يؤدِّي ذلك إلى نزفٍ وتشكُّل خثرة في الثقب؛ وتمكِّن هذه الخثرةُ الخلايا الجديدة من تشكيل غُضُروف ترميمي أو تعويضي (غضروف ليفي fibrocartilage) يملأ هذه الفجوة. ورغم أنَّه لا يشبه الغضروفَ الأصلي بشكلٍ كامل، لكنَّه يؤمِّن سطحاً أفضل من العظم المكشوف.
دواعي جراحة الركبة بإحداث كسور شَعرية
قد يكون من الضروري القيامُ بهذا الإجراء عند وجود ضرر في الغضروف:
· في مفصل الركبة.
· تحت الرضفة (صابونة الركبة) kneecap.
تهدف هذه الجراحةُ إلى منع أو إبطاء حدوث المزيد من الضرر في الغضروف؛ وهذا ما يساعد على الوقاية من التهاب مفصل الركبة. كما قد يساعد على تجنُّب الحاجة إلى القيام باستبدالٍ جزئيٍّ أو كليٍّ للركبة.
كما يُستعمَل هذا الإجراءُ في معالجةُ ألم الركبة الناجم عن إصابات الغضروف.
ويمكن إجراءُ جراحة تُسمَّى زرع الخلايا الغضروفية ذاتية المنشأ autologous chondrocyte implantation أو الجراحة الترميمية mosaicplasty لتدبير المشاكل المشابهة.
مخاطر جراحة الركبة بإحداث كسور شَعرية
توجد أخطارُ عامَّة للتخدير والجراحة يمكن عرضُها كما يلي:
· حدوث ردَّات فعل للأدوية.
· مشاكل تنفسية.
· النزف.
· جلطات دمويَّة.
· العدوى.
بينما تنطوي مخاطرُ جراحة الركبة بإحداث كسور شعريَّة على ما يلي:
· تخرُّب الغضروف مع مرور الوقت؛ فالغضروفُ الجديد الناشئ عن جراحة الركبة بإحداث كسور شعريَّة لا يكون بقوَّة الغضروف الأساسي في الجسم، حيث يكون تَحطُّمُه أكثرَ سهولةً.
· زيادة تيبُّس الركبة.
ما قبل جراحة الركبة بإحداث كسور شَعرية
يجب إخبارُ الطبيب دوماً عن الأدوية التي يستعملها الشخص، بما فيها الأدويةُ العشبية أو المكمِّلات التي يتناولها من دون وصفة طبية.
خلال الأسبوعين السابقين للجراحة، ينبغي اتِّخاذُ الخطوات التالية:
· تجهيز المنزل.
· قد يكون من الضَّروري إيقافُ استعمال الأدوية التي تزيد من صعوبة تجلُّط الدم. وهي تنطوي على أسبرين أو إيبوبروفين أو نابروكسين أو وسواها.
· الاستفسار عن الأدوية التي يجب الاستمرارُ في استعمالها حتى يوم العملية الجراحية.
· إذا كان الشخصُ يعاني من داء السكري أو من مرضٍ قلبي أو من حالاتٍ صحيَّةٍ أخرى، فسوف يطلب الجرَّاح استشارةَ الطبيب المشرف على معالجة تلك الحالات.
· محاولة التوقُّف عن التدخين (بالنسبة للمدخِّنين)، ويمكن طلبُ المساعدة من الطبيب، لأنَّ التدخينَ قد يُبطئ تعافي الجرح والعظم.
· ينبغي إخبارُ الطبيب عندَ وجود إصابة بالزكام أو بالأنفلونزا أو بالحمَّى أو بالهربس أو بأمراضٍ أخرى قد يكون الشخصُ يعاني منها قبلَ الجراحة.
في يوم الجراحة:
· قد يوصي الجراحُ بعدم شرب أو تناول أيِّ شيء خلال قبلَ 6-12 ساعة سابقة لموعد الجراحة.
· استعمال الأدوية التي أوصى الطبيبُ باستعمالها مع رشفةٍ صغيرةٍ من الماء.
· الوصول إلى المستشفى في الموعد الذي حدَّده الطبيبُ أو الممرضة.
ما بعدَ جراحة الركبة بإحداث كسور شَعرية
يمكن أن يبدأَ العلاجُ الطبيعي في غرفة الإنعاش بعدَ الجراحة مباشرةً، كما أنَّه من الضروري استعمالُ آلة تُسمَّى آلة الحركة المستمرَّة المنفعلة (غير الذاتية) CPM machine، حيث تساعد هذه الآلةُ على القيام بتمارين رياضية بسيطة للساق لمدة تتراوح بين 6-8 ساعات يومياً على عدَّة أسابيع (6 أسابيع بعدَ الجراحة غالباً).
يزيد الطبيبُ من كثافة التمارين الرياضية التي يقوم بها الشخصُ مع مرور الوقت، حتى يتمكَّن من تحريك الركبة بشكلٍ طبيعي مرةً أخرى.
ينبغي أن يتجنَّبَ الشخصُ وضعَ وزنه على ركبته لمدَّة 6-8 أسابيع، ما لم يُوصَى بغير ذلك. ويكون من الضَّروري استعمالُ عكَّازات للحركة؛ فتجنُّبُ وضع وزن الجسم على الركبة يساعد الغضروفَ الجديدَ على النموِّ.
ويجب اللجوءُ إلى العلاج الطبيعي أو الفيزيائيّ وممارسة الرياضة في المنزل لمدة تتراوح بين 3-6 أشهر بعدَ الجراحة.
مآل جراحة الركبة بإحداث كسور شَعرية
يتحسَّن الكثيرُ من المرضى بعدَ إجراء هذه الجراحة. ولكن، قد تكون فترةُ التعافي بطيئة. ويمكن لكثيرٍ من الأشخاص العودة إلى ممارسة الرياضة أو النشاطات المكثَّفة الأخرى خلال فترة تتراوح بين 4-6 أشهر. قد لا يكون بمقدور الرياضيين الذين يمارسون الرياضاتِ العنيفة العودةَ إلى مستواهم السابق.
يحصل الأشخاصُ الذين لديهم إصابةٌ حديثة، ولم تتجاوز أعمارُهم 40 عاماً، على أفضل النتائج العلاجية غالباً. كما تكون نتائجُ العلاج جيدةً عندَ الأشخاص الذين ليست لديهم زيادةٌ في وزن أجسامهم.
الانخراط العمل
ينبغي أن يكونَ بمقدور معظم المرضى العودة إلى ممارسة نشاطاتهم اليومية الطبيعية والأعمال المكتبيَّة والخالية من الحركة بمجرَّد السماح لهم بأن تحملَ الساقُ الخاضعة للعمليَّة وزنهم كاملاً، وبالمشي دون الشعور بألم شديد؛ وقد يستغرق هذا مدَّةً تصل إلى 6 أسابيع. أمَّا إذا كانت طبيعةُ عمل الشخص تتطلَّب جهداً بدنيَّاً ينطوي على الصعود أو القرفصة (القرفصاء) أو الحركة المتكرِّرة، فقد يكون من الضروري حصولُه على إجازة من العمل يمكن أن تصلَ إلى 3 أشهر لاستكمال الشفاء، وذلك لاستقرار الألم والقوة العضليَّة والتورُّم.
قد يكون هناك شعورٌ بالإيلام والتكتُّل في الشقوق الجراحية الصغيرة، كما قد يحدث تورُّمٌ في الركبة بعدَ القيام بالنشاط لمدة قد تصل إلى 3 أشهر.
قيادة المركبات
قد يكون بإمكان الشخص قيادةُ المركبات بعدَ مرور 6 أسابيع من الجراحة وعدم الشعور بالانزعاج في الركبة. كما ينبغي التأكُّدُ من إمكانية ثني ومدِّ الركبة دون الشعور بألمٍ شديد. ويجب التحقُّقُ من إمكانية إيقافه المركبة بشكلٍ مفاجئ.
ممارسة الرياضة
يمكن أن يعودَ الشخصُ إلى ممارسة النشاط البدني الشديد عندَ شعوره بالقوَّة والراحة في الركبة، وعدم حدوث تورُّم؛ ويحدث هذا بعد 3 أشهر عادةً؛ إلاَّ أنَّه يُوصَى بزيادة مستوى هذه النشاط تدريجيَّاً لمعرفة مدى ملاءمته للركبة. قد يحتاج الشخصُ إلى مرور فترةٍ أطول قبلَ العودة إلى المنافسات الرياضية في بعض الرياضات، مثل الجري والتزلُّج ولعبة الراكيت والرياضات التي تتطلَّب الاحتكاكَ الجسدي. كما ينبغي أن يتأكَّدَ المريضُ من إمكانية قيامه بالوثب والقرفصاء والعَدو السريع مع تغيير الاتجاه والبدء والتوقُّف المفاجئ دون الشعور بألم.
المضاعفات
رغم أنَّ المضاعفاتِ بعدَ إجراء هذه الجراحة غيرُ شائعة، لكنَّها يمكن أن تنطوي على ما يلي:
· نزف مفرِط من الجروح بعدَ العملية الجراحية.
· تورُّم شديد.
· خُثار الوريد العميق (تخثُّر في أوردة الساقين).
· العدوى.
يمكن، عندَ الشعور بالقلق، زيارة الطبيب للحصول على المشورة. ومن الضروري الحصولُ على الرعاية الطبِّية عند الشعور بالحمَّى أو بألمٍ شديد أو عند حدوث مشاكل مهمَّة في الجرح.


أخبار مرتبطة