لقة حولها، حيث تزداد نسبة أعراضه بازدياد حجم التضخم، وتكون الرئيسية منها هي ضعف التدفق البولي أثناء تفريغ المثانة وعدم الشعور بتفريغها بصورة كاملة والتردد الإلحاحي للتبول .
- أما الأسباب الباثولوجية المؤدية إلى نشوء التضخم البروستاتي الحميد عند الرجل ما بعد سن الأربعين فإنها تُرجع إلى اختلال التوازن الديناميكي لخلايا غدة البروستاتا مؤدية بدورها إلى ارتفاع في نسبة عوامل النمو الذكرية (AGF) .
ولكي يتفهم القارئ كيفية حدوث التضخم في غدة البروستاتا، فإن هنالك نوعين من الخلايا في البروستاتا هما: الخلايا الجذعية (STEM CELLS) والخلايا المتوسطة (INTERMEDIAT CELLS)، وتتغير نسبة الخلايا الجذعية مقارنة بالخلايا المتوسطة عندما تبدأ البروستاتا بالنمو . حيث إن تكون الخلايا الجذعية منتشرة هناك بعد مرور المرحلة الجنينية للذكر، وفي سن البلوغ وما بعده، تسيطر خطوط الخلايا المتميزة في أنسجة هذه الغدة، وتلعب الخلايا الجذعية المتوسطة دوراً نشوئياً في تضخم البروستاتا الحميد .
- كما يحدث التضخم الحميد من جراء ازدياد في كمية إفراز عوامل النمو الذكري (AGF)، حيث تتحفز الخلية البروستاتية لإفراز هذه العوامل من خلال الهرمون الذكري الفعال المتكون في هذه الخلايا (DHT) . وبدورها تؤدي هذه العوامل إلى تكاثر الخلايا علاوة على تأثيرها في ارتفاع نسبة عامل النمو الجلدي (EGF) أو عامل الفيبروبلاست BFGF وعامل النمو المشابه للانسولين IGF، وفي الوقت نفسه تؤدي إلى ارتفاع في نسبة كابحات النمو TGFB والتي تؤدي إلى الموت الخلوي المبرمج، حيث إن الهرمون DHT يبرمج الموت الخلوي في هذه الغدة من خلال تأثيره المضاد لعملية تكاثر الخلايا، وذلك من خلال تسهيل إفراز العامل الكابح للنمو TGFB . ولهذا فإن أي تغير أو خلل في نسبة DHT في الخلية يؤدي إلى خلل في التوازن الديناميكي لخلايا الغدة بين خلايا السدويه STROMA والخلايا الظهارية EBITHELIAL، والتي تؤدي بدورها إلى ازدياد في افراز العوامل المنمية Growth Factors، وبسبب هذا الدور يحدث التضخم الحميد، ولهذا وبعد قلع (استئصال) المحفز جراحياً أو علاجياً يتغير الاتجاه، هذا ويؤدي إلى تخفيض إفرازات العوامل المنمية Growth factors، ويؤدي في الوقت نفسه إلى ارتفاع في نسبة الكابحات للعوامل المنمية للخلايا، ولذلك، فإن التوازن الديناميكي بين المحفزات والكابحات لعوامل النمو يجب أن يتوفر لكي تنمو الغدة بصورة طبيعية وتقوم بوظائفها بصورة صحيحة .
- والعلاج الحديث لاستئصال التضخم الحميد في المراحل المتقدمة عندما يترواح حجم التضخم بين أربعين ملم إلى ثمانين ملم مع أعراض تضيقه، خاصة ارتفاع في نسبة البول المتبقي في المثانة ما بعد التبول والمسمى (Post void Urine Residue) والذي يؤدي إلى الأعراض الرئيسة المذكورة سابقاً من جراء هذا التضخم) يتم بواسطة التبخير البلازمي المنظاري لغدة البروستاتا المتضخمة، حيث يتم استئصالها بواسطة الجبلة البلازمية ذات القطبين والتي تتكون من خلال تشغيل زر إلكترودي يؤدي إلى تبخيرها، مع العلم بأن استئصال التضخم عندما يزيد على حجم الثمانين ملم يتم بواسطة هذه الجبلة البلازمية ذات القطبين وذلك بقصعها (استئصالها التام) كاملاً (Enucleation) في حالة الاحتباس البولي الكامل، ويعتبر هذا تطوراً علاجياً متميزاً له نتائجه الإيجابية من حيث قصر مدة العملية المنظارية نفسها وكذلك قصر مدة النقاهة مقارنة بالعمليات الجراحية الأخرى والتي تعتمد على استئصال هذا التضخم بواسطة القلع الجراحي وليس المنظاري، حيث يتعافى المريض خلال مدة قصيرة بعد العملية هذه .
- وقد أظهرت النتائج بأن المضاعفات الجانبية المعروفة سابقاً في العمليات التقليدية المنظارية والجراحية القديمة كانت أقل بكثير بعد عملية تبخير التضخم بلازمياً، حيث لا تحدث ما تسمى بمتلازمة الاستئصال المنظاري الكهربائي (dromeTUR-Syn)، والتي أدت في السابق إلى مضاعفات خطرة خلال إجراء العملية التقليدية القديمة وذلك بسبب تسرب السائل إلى داخل الجهاز الوعائي في جسم المريض والذي يستعمل أثناء عملية استئصال البروستاتا منظارياً كهربائياً (TUR-P)، والعكس لا يحدث في هذه الحالة لأن السائل المستعمل أثناء استئصال الغدة هو فلوريد الصوديوم الفسيولوجي . كما يتفادى التبخير المنظاري السلس البولي بنسبة 95% والضعف الانتصابي للقضيب بنسبة 97%، وكذلك القذف الارتجاعي بنسبة 90%، وذلك باستبعاد العضلات المحيطة بالقناة المنوية القاذفة خلال التبخير البلازمي . ويستطيع المريض مغادرة المستشفى خلال يومين بعد العملية التبخيرية البلازمية والمنظارية الحديثة .
- وتبين الصور المرفقة مراحل وكيفية عمل الزر الإلكترودي (Button-Electrode) في تبخير تضخم غدة البروستاتا بلازمياً وليس ليزرياً، بينما تبين آخر صورتين البروستاتا قبل تبخيرها بواسطة الزر الالكترودي الواضح بالصورة .
تضخم يقترن بالعمر
- تضخم البروستاتا المقترن بالعمر هو تضخم حميد يحدث عند الرجال عادة بعد سن الأربعين مما قد يؤدي إلى تضييق بطيء في مجرى البول مسبباً صعوبة في التبول . وتشير العديد من المدونات العالمية إلى أن تضخم البروستاتا يصيب الملايين من الرجال الذين تجاوزوا 50 سنة من العمر بنسبة تصل إلى نحو 40% بعد سن الستين وتزيد هذه النسبة إلى أن تصل الى90% بعد سن الخامسة والثمانين، مع حدوث أعراض بولية منغصة عند نحو 50% منهم فضلاً عن أن تلك الحالة قد تؤثر في الطاقة الجنسية بنسبة 70% وتسبب العجز الجنسي في نحو 50% من تلك الحالات .
- ومن واقع الدراسات وجد أنه غالباً ما يحدث هذا التضخم الحميد أو التضخم الشيخوخي في هذه الغدة عند 25 إلى 30% من الرجال لأسباب كثيرة تتعلق بالوراثة والسن والهرمونات . ويؤدي هذا التضخم إلى زيادة طول مجرى البول كما يضغط عليه فيعيق عملية التبول . وينشأ هذا التضخم اليفي غالباً في الجزء الأوسط من غدة البروستاتا ويشبه إلى حد كبير تضخم اللوزتين الذي يسبب إعاقة في البلع . تجدر الإشارة إلى أن مشكلة اعاقة نزول البول في تضخم البروستاتا لها شقان: الأول هو التضخم ذاته أو حجم العائق المادي الذي يمنع نزول البول، والشق الثاني حدوث احتقان وانقباضات في البروستاتا تعيق نزول البول .
كيف يؤثر تضخم
- البروستاتا في حياة الإنسان
- تتفاوت شدة تضخم غدة البروستاتا بين الرجال وتميل إلى التفاقم تدريجيا مع مرور الوقت . وكذلك تتفاوت أعراض تضخم البروستاتا ويمكن أن تشتمل على ما يلي:
* ضعف تيار البول مع قلة البول .
* صعوبة البدء في التبول .
* التوقف والابتداء من جديد أثناء التبول .
* استمرار خروج نقاط في نهاية التبول .
* الحاجة المتكررة والملحة للتبول .
* زيادة تكرار التبول أثناء الليل .
* عدم القدرة على إفراغ المثانة تماماً .
* دم في البول (البيلة الدموية) .
* التهاب المسالك البولية المتكرر .
* تكوين حصوات في المثانة .
* اختلال وظائف الكلى .
الدكتور / احمد الصياد