تاريخ النشر 21 يوليو 1997     بواسطة البروفيسور احمد محمد عارف كنسارة     المشاهدات 204

سرطان الثدي يخيف نوال

يعد سرطان الثدي هو العدو اللدود للمرأة (إذا جاز التعبير) فهو من أكثر الأورام الخبيثة التي تصيب السيدات على مستوى العالم، إذ يكوّن ما نسبته 18 في المائة من كل هذه الأورام المنتشرة في مجتمعاتنا كما تشير أحدث الإحصائيات، وما يزيد الأمر خطورة وقلقا هو أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي في ازدياد مطرد حيث
 يعد هذا السرطان المسبب الوفاة الأول للنساء البالغات من العمر 40 - 50 سنة، وبالنسبة للعوامل التي يمكنها أن تؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي فتعد المسألة ليست بالزواج كما يعتقد البعض بل بالإنجاب حيث إن المرأة التي لم تنجب تصاب بنسبة أكبر من المرأة التي أنجبت، أما الرضاعة فهي عامل إيجابي وتقي نوعا ما من الإصابة، وهناك عوامل تؤدي إلى الإصابة لكنها ليست أسباب مباشرة مثل السن المتأخرة والإنجاب في فترات عمرية متأخرة بعد سن 35 أو عدم الإنجاب والبلوغ المبكر وانقطاع الطمث المتأخر، إضافة إلى العامل الوراثي عند وجود إصابة سابقة لإحدى القريبات (أم، أخت، خالة، بنت أو جدة)، بجانب وجود جينات خاصة BRCA1 – BRCA2.

عند تشخيص سرطان الثدي يبدأ الطبيب أولاً بالتعرف على التاريخ المرضي لتحديد ما إذا كان هناك أي عامل من العوامل المذكورة يجعلها عرضة للسرطان، وخاصة أمراض الثدي السابقة وطبيعتها وما إذا كانت إحدى قريباتها المقربات قد أصيبت بالسرطان وما إذا كانت تتعاطى أدوية منع الحمل أو الهرمونات التعويضية، بعد ذلك نقوم بالفحص السريري ولا بد من الفحص الشامل والعام لكلا الثديين السليم منهما و المصاب ومقارنتهما وتحديد موقع الورم بالضبط وحجمه ومعرفة إن كان قد تغلغل إلى العضلات الصدرية أو إلى الجلد المغلف للثدي، ثم يتم فحص الإبطين وخاصة في الجهة المصابة لتحديد ما إذا كان هناك تضخم بالغدد اللمفاوية، ثم لابد من فحص الرئتين والكبد للتأكد من عدم انتشار السرطان إليهما إضافة إلى ذلك إخضاع المريضة للفحوص، وتتركز الفحوص على اثنين فقط للتأكد من التشخيص الأول هو أخذ عينة من الورم نفسه بالإبرة تفرش فوق شريحة زجاجية وتفحص تحت المجهر من قبل طبيب الأنسجة المختص فيمكن بهذه الطريقة تحديد وجود خلايا سرطانية تؤكد خبث الورم، إلا أن عدم وجود مثل هذه الخلايا لا يستثني وجود ورم خبيث خصوصاً إذا ما كان الفحص السريري مشككا جداً، أما الفحص الآخر فهو أشعة الثدي الماموجرافية التي قد تبين الورم ككتلة بيضاء غير محدودة المعالم أو كتكلسات دقيقة جداً Microcalcification أو كتوسع واضح في أحد الأنابيب الثديية، وإذا ما ضم الفحص السريري والتحليل السايتولوجي إلى الأشعة الماموجرافية أصبح تشخيص سرطان الثدي دقيقاً جداً لا خلاف فيه.

يستأصل الثدي في حالات خاصة قد تكون حين يصاب الثدي في أماكن متعددة أو نوع نسيجي خاص أو عدم تحمل المريضة علاجا كيماويا أو إشعاعيا، ولا توجد أية وسيلة للوقاية من سرطان الثدي وإلا كنا استعملناها من فترة طويلة لكن الاكتشاف المبكر هو الطموح الكبير لأي طبيب لأن نسبة الشفاء من هذا المرض قد تصل إلى 98 في المائة عندما يكتشف في مرحلة مبكرة، لهذا فـإن حملات التوعية مهمة جداً وننصح بالكشف الذاتي الدوري والكشف في العيادات المتخصصة مع إجراء الأشعة اللازمة خاصة للفئة المعرضة من النساء.


أخبار مرتبطة