صدمة)، المرض، التلوث، الجراحة، أو كل اختراق للجلد. وهي النسيج الذي ينتج في نهاية العملية الطبيعية التي تحدث في أجسامنا، التي تربط بين حواف الجرح وتساعد على اغلاقه.
الندبة يمكن أن تكون خفية وخفيفة، أو قد تترك علامة بارزة على سطح الجلد، مع اختلاف لونها عن لون الجلد القريب منها. أحيانا ترافق الندبة البارزة ظواهر مثل الألم، الحساسية، الحكة وصعوبة في الحركة في حالات نادرة. الندبة القاسية، البارزة، الصلبة والتي يختلف لونها كثيرا عن باقي الجلد - تدعى الندبة المرضية.
هناك أنواع مختلفة من الندبات المرضية:
- ندبة تضخمية Hypertrophy: ندبة قاسية، بارزة ولونها أحمر. وهي عبارة عن فرط نمو النسيج الضام، والذي يؤدي لفائض في نسيج الندبة. جزء صغير من الناس لديه ميل للتندب القاسي وأحيانا يمكن العثور على حالات سابقة كهذه حدثت لدى المريض نفسه في الماضي أو في عائلته. هنالك مناطق معينة من الجسم معرضة بشكل كبير للإصابة بذلك، بما في ذلك القص، حزام الكتفين، الظهر والمنطقة التي خلف الأذن. فئة الشباب بالأساس معرضة بشكل أكبر لخطر تطوير هذا النوع من الندب. في بعض الأحيان، يمكن ربط ذلك بعدم وجود ظروف شفاء مناسبة للجرح. على سبيل المثال – توتر زائد في مكان اغلاق الجرح، مشكلة في إمدادات الدم (الضرورية لشفاء الجرح) الناجمة عن مرض مزمن مثل السكري ومشاكل الأوعية الدموية المختلفة، أو التدخين الذي يقلص الأوعية الدموية. يجدر بالذكر أن كثافة ولون الندبة التضخمية الأحمر تزداد سوءا خلال الأشهر الستة إلى السنة الأولى من تكونها. لاحقا يظهر تحسن في لون الندبة، بسماكتها وصلابتها.
- ندبة الجدرة Keloid : هي عبارة عن ندبة تتجاوز حدود الجرح، وتنجم عن فرط نمو النسيج الضام نتيجة لوجود ميل وراثي. يمكن أن تحدث ندبة الجدرة في أي منطقة من الجسم ولكن المناطق المعرضة بشكل أكبر لتكون هذه الندبة هي صيوان الأذن، الجزء الأمامي من الصدر، الكتفين والظهر.
- الندبة التصبغية : ندبة ذات لون أغمق من الجلد المحيط بها. تتطور غالبا لدى ذوي البشرة الداكنة. وعادة ما تنجم عن زيادة رد الفعل الالتهابي المرتبط بعملية الشفاء الغير سليمة للجرح، مثل التلوث، أو بسبب التعرض الزائد للشمس في المراحل الأولى من التئام الجرح.
- الندبة المتقلصة: لكل ندبة ميل إلى التقلص. الندبات القاسية، والتي تقلصت بشكل كبير قد تحد بشكل كبير من حركة المفصل.
هناك أيضا ندبات واسعة وندبات ضامرة (دقيقة)
ما هي العلاجات المتاحة؟
هناك العديد من طرق علاج الندبات المرضية. العلاج يبدأ من الوقاية والذي يشمل إغلاق الجرح دون توتر، ومع ملائمة جيدة للأطراف. يجب تجنب تعريض الندبة للشمس في السنة الأولى. الهدف من العلاج هو تحسين واخفاء الندبة. تجدر الإشارة إلى أن تصحيح الندبة قد يؤدي الى تحسين وضعها لكنه لا يستطع إخفاء الندبة تماما. بعد عملية تصحيح الندبة الناجحة تبقى ندبة خفيفة جدا وتندمج جيدا مع الأنسجة المحيطة بها، بحيث يمكن بالكاد ملاحظتها. في بعض الحالات لا يكون التحسن كبيرا. هناك علاجات تقليدية، التي تشمل الضمادات المختلفة والحقن الموضعية والطرق الجراحية. المجموعة الأولى يمكن أن تقدم من قبل أي طبيب بينما المجموعة الثانية عادة ما تجرى فقط على يد جراح التجميل الخبير.
- حقن الستيروئيد: وهذا عبارة عن حقن الستيروئيد الموضعي المخفف الذي لا يتم امتصاصه بشكل منتظم. الستيروئيد يثبط رد الفعل الالتهابي الزائد، الذي يؤدي الى تكون الندبة السميكة. يمكن استخدامه بعد إغلاق الشق الجراحي (بعد حوالي أسبوعين)، وفي كل مرحلة، طالما بقيت الندبة نشطة، أي أن كان لونها أحمر داكن، سميكة ومرتفعة- عادة حتى عام أو عامين. الستيروئيد يرقق الندبة، يطريها ويجعل لونها فاتحا أكثر. وتعطى الحقن كل بضعة أسابيع وتساعد في معظم الحالات. هذه الحقن فعالة للندبات المتضخمة وأحيانا أيضا لندب الجدرة. لقطرات الستيروئيد اثار جانبية قليلة جدا والتي تشمل ترقق الجلد، تكون أوعية دموية صغيرة على سطح الجلد وتغيرات في تصبغ الجلد.
- ضمادات الضغط : المقصود هو تفعيل ضغط ميكانيكي يقلل من سماكة الندبة. مثل الستيروئيدات، ويمكن استخدامها في أي مرحلة تكون فيها الندبة ما تزال نشطة، أي بعد وقت قصير من إغلاق الجرح وفي أول سنة الى سنتين. يشمل العلاج أقراط الضغط وضمادات الضغط المختلفة لجميع أجزاء الجسم.
- السيليكون: ينتج على شكل ضمادات رقيقة أو كمستحضر للدهن الموضعي. للسيليكون مزايا تقلل من بروز وسماكة الندبة. استخدامه فعال في جميع المراحل النشطة للندبة.
- علاج الندبات الجراحي: العلاج الجراحي هو خيار للمرحلة المتأخرة نسبيا، حيث أن معظم الندوب تتحسن مع مرور الوقت وتستجيب للعلاجات التقليدية. أيضا في حالات تقلص نطاق الحركة، يمكن تحسين الوضع بواسطة استخدام العلاجات التقليدية مثل العلاج الطبيعي، أو العلاج الوظيفي. يتم تنفيذ التدخل المبكر عندما يكون هناك خشية من فقدان مدى الحركة في المفصل، أو وجود عيب جمالي أو وظيفي الذي ليس من المتوقع أن يتحسن. في حالة وجود ندبة واسعة، فيمكن استئصالها واغلاقها. عندما يكون هناك تقلص في مجالات الحركة، فيمكن اطالة الندبة، أو تغيير اتجاهها بواسطة استخدام مبادئ هندسية مختلفة. في بعض الأحيان يجب حتى أخذ جلد من منطقة أخرى من الجسم (زرع الجلد).
-علاج الندبات المدمج: أحيانا يتم الدمج بين العلاجات المختلفة من أجل الحصول على أفضل النتائج. على سبيل المثال استئصال ندبة الجدرة وحقن الستيروئيدات في وقت قريب من الجراحة لمنع عودتها.
- الليزر: معد للندب ذات اللون الأحمر الداكن ويهدف الى تفتيح لونها.
-العلاجات التكميلية: تدليك الندبة لغرض تليينها. التشحيم بغرض تقليل الحكة. العلاجات الطبيعية لإطالة الندب ومدى الحركة.
- علاجات أخرى معده للمرحلة المتقدمة من ندوب الجدرة وتشمل الإشعاع، الحقن الموضعي للمواد الكيميائية والتجميد بواسطة النيتروجين السائل.
في الملخص، علاج الندبات هو مدمج. العلاج عادة ما يبدأ بالوقاية ويشمل إغلاق الشق الجراحي، أو الناتج عن الإصابة بعدد من طبقات خياطة الجرح. في حالة الندبة القاسية التي تتطور في الأسابيع التي تلي الجراحة، يمكن المراقبة والانتظار حتى تراجعها العفوي، إذا لم يكن هناك مشكلة جمالية أو وظيفية بارزة. إذا وجدت كهذه، فيمكن علاجها بواسطة ضمادات الضغط، لفائف السيليكون، أو السيليكون للاستخدام الموضعي. عندما لا يلاحظ تحسن فيمكن حقن الستيروئيدات الموضعية لغرض تليين الندبة. العلاج الجراحي يترك للحالات الشديدة وعادة ما يؤجل في السنة الأولى، وذلك بسبب توقع التحسن العفوي. علاج ندبات الجدرة يشمل كل العلاجات المفصلة أعلاه. في بعض الأحيان يمكن إضافة العلاج الإشعاعي.