تاريخ النشر 22 اغسطس 2014     بواسطة البروفيسور احمد جلال الصياد     المشاهدات 201

ما هو علاج اسباب الم الخصية الشديد

كيف يتم تشخيص الم الخصية المزمن 50% من الحالات لا يمكن وضع اليد على سببها المعين بعد استنزاف الكثير من الفحوصات ألم الخصية المزمن ... معضلة التشخيص والعلاج ! في 50% من الحالات لايمكن وضع اليد على سبب معين بعد استنزاف الكثير من الفحوصات في محاولة لتحديد المسبب د. احمد الصياد يردنا في العياد
ة الكثير من الرجال ممن يعاني من آلام شديدة، ومتقطعة في الخصية لا تتعدى مدتها عادة الساعة الى الساعتين وتزول في معظم تلك الحالات تلقائياً وبدون علاج لكنها ماتلبث ان تعود بعد فترة قصيرة ومن اقل مجهود. وهنا يرد الكثير من الاسئلة الملحة والتي تجعل الشخص المصاب كثير التردد على عيادات المسالك متنقلا بين دكتور واخر بحثا عن اجابات ومن ثم علاج قطعي لمشكلته، وقد تصل الحالة ببعض المرضى شفاهم الله الى الطلب من الطبيب المعالج بالتدخل الجراحي وازالة الخصية جذريا للتخلص من الآلام المؤرقة والتي تؤثر على اداء واجباته الحياتية. ومن اهم مايؤرق الشخص معرفة هل من أية خطورة على الجسم بشكل عام والخصية بشكل خاص من تلك الحالة المتكررة؟ وما هي اسبابها وسبل تشخيصها ووسائل معالجتها؟
تعزى ظاهرة ألم الخصية المزمن الى العديد من الاسباب وفي بعض الاحيان التي تصل الى 50% لايمكن وضع اليد على سبب معين بعد استنزاف الكثير من الفحوصات في محاولة لتحديد المسبب ومن ثم اختيار العلاج المناسب.
من اهم الاسباب الشائعة والتي يسهل تشخيصها في حال الم الخصية المزمن: وجود دوالي الخصية، اكياس الماء فوق او حول الخصية، التهابات الخصية او البربخ، حصوات الحالب، اورام الخصية وكذلك انفلات الحبل المنوي المتكرر. وهنا تجدر الاشارة الى انه من اجل اطلاق مصطلح الم الخصية المزمن يجب ان تكون الاعراض المرضية، وهي في هذه الحالة الم متقطع لكن متكرر ومتفاوت الشدة والوقت في منطقة الخصية وماجاورها، يجب ان يكون لفترة لاتقل عن 3 اشهر من بداية المعاناة مع تأثير واضح على جودة حياة الشخص المصاب.
وللوصول للتشخيص السليم يجب اخذ القصة المرضية من المريض بشكل مفصل ومن ثم الفحص السريري الذي يجب ان لايقتصر على المنطقة التناسلية لوحدها بل كامل منطقة البطن والظهر ومن ثم عمل التحاليل المخبرية والاشعاعية المناسبة للوصول للتشخيص السليم والتي قد تشمل تحليل البول، مزرعة البول والسائل المنوي، الاشعة الصوتية للخصية وفي بعض الاحيان الاشعة المقطعية او الملونة. وقد يلجأ الطبيب المعالج بحقن الحبل المنوي بمادة مخدرة مثل البابافاكين لتأكيد التشخيص وبداية العلاج في نفس الوقت.
إن أول من وصف أعراض انفتال الحبل المنوي (Torsion) كان الدكتور «ديلاسيوف» في عام 1840م وتابعه في سنة 1950م الدكتور «فتدربول» الذي بين اعراض انفتال الحبل المنوي المتقطع بحصول آلام مفاجئة وشديدة في الخصية لفترة وجيزة من الوقت لا تتعدى عادة الساعتين وقد تعاود تلك الحالة عدة مرات لأسباب مجهولة وتسبب الآلام والقلق عند المريض وتكون تحدياً للطبيب بالنسبة إلى تشخيصها ومعالجتها. وقد يكون الوجع في درجات متفاوتة من الشدة ونسبة معاودته قد تتراوح ما بين مرة واحدة إلى 30 مرة في السنة الواحدة وتصيب عادة الرجال والأطفال ما بين السنتين إلى 58 سنة من العمر وتحدث عادة في الجهة اليسرى وقد تترابط في بعض الحالات مع أعراض سريرية أخرى كالغثيان والتقيؤ والام اسفل البطن. ويتم تشخيص تلك الحالة بناءً على الأعراض السريرية وتاريخ المريض الطبي والفحص السريري الذي قد يظهر تضخماً وإيلاماً في الخصية المصابة التي تغيّر موقعها من الموقع العامودي الطبيعي إلى وضع أفقي في حوالي 52 إلى 75٪ من تلك الحالات مما يساعد على تشخيص تلك الحالة اثناء حدوث الالم فضلاً عن ان الخصية نفسها تكون متحركة داخل الصفن ويكون الحبل المنوي متضخماً ومؤلماً وسميكاً. وخطورة تلك الحالة تعود إلى احتمال حدوث الانفتال في الحبل المنوي لمدة طويلة في بعض تلك الحالات مما قد يسبب اقفار ونخر وضمور الخصية نتيجة انقطاع التروية الشريانية للخصية وقد يؤثر على وظيفة الانطاف في الخصية الاخرى السليمة نتيجة انتاج اجسام مضادة من الخصية المصابة ويؤدي إلى العقم. هنا من الاهمية بمكان التشديد على اهمية التشخيص السليم والسريع حيث ان استمرار فقد التروية للخصية لمدة 6 ساعات متواصلة يؤدي الى ضرر دائم بالخصية المصابة حتى لو تم تعديله فيما بعد. كما ان استعمال الاشعة فوق الصوتية قد يكون مضللاً لأنه في الكثير من تلك الحالات قد يكون الانفتال قد زال قبل القيام بها ولكنها قد تظهر بعض التغيرات التي توحي بحصوله مثل تباطؤ جريان الدم في شريان الخصية وزيادة التذبذب الصوتي والإدرة حول الخصية بنسبة 23٪ إلى 46٪ من تلك الحالات في حال اجراء تلك الاشعة اثناء حدوث الألم ولكن تلك النسبة تنخفض إلى حوالي 4٪ بعد زوال الوجع.
وأما بالنسبة إلى العلاج فإن حدوث تلك الآلام المتقطعة في الخصية التي توحي بحدوث الانفتال في الحبل المنوي قد تستدعي في معظم تلك الحالات، وحتى فقط عند الاشتباه بحصوله إلى القيام بالجراحة وتثبيت الخصيتين إلى اسفل الصفن للحد من حصول الانفتال فيهما مستقبلاً مع نتائج ممتازة في معظم تلك الحالات ووضع حد نهائي للأوجاع بنسبة حوالي 94٪ إن شاء الله.


أخبار مرتبطة