الصور الثماني التي يعرضها الفنان لفتاة في مقتبل العمر تعمل في كل صورة على شأن من شؤون البيت، من كنس أرضية الدار وتجهيز الشاي وغسل الملابس وتجهيز الطعام، وغير ذلك من الأعمال المنزلية.
وأشار فلمبان إلى وجود الفتاة في البيوت القديمة وهي الكبرى غالبا، تتحمل مسؤولية الأعمال المنزلية، وقال «كانت جداتنا تطلق عليها مسمى الشملولة، وهو لقب شعبي يقصد به وصف الفتاة بالهمة والنشاط والاستحسان من قبل الجميع، وذلك لقيامها بمسؤولية ترتيب البيت بغية توفير الراحة لوالدتها ومساعدتها في أعباء العمل المنزلي اليومي».
وأضاف المصور، بأنه تقصى تلك التفاصيل من خلال ما يروى له من جداته وعماته، مبينا أنه وجد تجسيد «البنت الشملولة» جديرا بالاشتغال عليه، فعمل على تحضير البيئة التي تحاكي تلك السلوكيات الإيجابية، وطلب من إحدى قريباته الصغيرات أداء الدور. موضحا أنه تعمد إظهار الصور بالأبيض والأسود لإعطاء الموضوع بعدا تاريخيا، إضافة إلى اختصار هذين اللونين لكثير من التفاصيل، وتجعل تركيز المتلقي منصبا على موضوع الصورة.
من جهتها قالت زائرة المعرض الكاتبة الدكتورة إيمان الأشقر «الصور تعكس بالفعل بعض التفاصيل التي كنا نعيشها في بيوتنا في الماضي، وهي بقدر ما تحمله من إعادة الذاكرة لتلك الأيام بقدر ما تحث بشكل غير مباشر على نواح تربوية وسلوكية ينبغي أن تتحلى بها الفتيات الناشئات في عصرنا الحالي»، مؤكدة على أهمية أن يتعلمن تلك العادات، ولو بشكل طفيف، اقتداء بالأمهات في السابق.