تاريخ النشر 12 ديسمبر 2016     بواسطة الدكتور مانع البليهي     المشاهدات 201

الدليل الكامل لعملية تصغير المعدة!

في الماضي أحيل فقط المرضى الذين عانوا من السمنة المفرطة لجراحة علاج البدانة Bariatric surgery، والمعروفة باسم عملية تصغير المعدة. نظرا لنجاح عمليات تصغير المعدة، فاليوم ينصح بها ايضا لمرضى السكري, المصابين بارتفاع ضغط الدم وأمراض أخرى. هذه العمليات تؤثر بشكل كبير على نمط حياة المرضى. المتلازمة
 الايضية هي مزيج من السمنة، السكري، ارتفاع ضغط الدم وزيادة الدهون في الدم. هذه المتلازمة اصبحت "افة" القرن الحادي والعشرين. لكن كيف نعرف ما اذا كنا مصابين بهذا المرض؟ هل كل كيلوغرام زائد يعتبر بالفعل سمنة مفرطة؟
لتحديد من يعاني من السمنة المفرطة، حددت منظمة الصحة العالمية مؤشر كتلة الجسم، او ال- BMI. وهو مقياس موحد  يحسب النسبة بين الوزن والطول وقيمته تعكس زيادة الوزن، بحيث ان BMI الاكثر من 35 يعتبر سمنة مفرطة مرضية.
التوصية بجراحة علاج البدانة، والمعروفة من قبل العديدين  "بعملية تصغير المعدة"، تعطى لذوي BMI 40 او اكثر، او لذوي BMI 35 الذين يعانون من امراض مزمنة اخرى مثل ارتفاع ضغط الدم، السكري، توقف التنفس اثناء النوم، مشاكل في الركبة، امراض نقص تروية القلب، مشاكل العقم الثانوي للسمنة، الكبد الدهني وحدوث الجلطة الدموية.
بما ان فعالية عملية تصغير المعدة واضحة وكبيرة، يزيد توجيه المرضى اليها ومؤخرا بتشجيع من سلطات الصحة في دول مختلفة ايضا يتم توجيه مرضى السكري الحاد الغير متوازن حتى دون BMI عالي جدا، واليوم يبدو ان التوجه هو لعلاج المرض الايضي وليس السمنة وحدها.
بسبب كون عملية تصغير المعدة تؤثر على كل نمط حياة المريض، فان طاقم متعدد الانظمة يرافق المريض قبل، اثناء وبعد الجراحة. التعرف على المريض، اعداد المريض واستقباله لاول مره يتم في عيادة علاج السمنة - كل مريض ياتي الى المستشفى يخضع لعملية استقبال طويلة  تشمل تقييما من قبل اخصائي التغذية، تقييم من قبل اخصائي نفسي او عامل اجتماعي، فحوص الدم،  البول وفحوصات خاصة بما في ذلك تصوير المريء، المعدة والاثني عشر وفحص الموجات فوق الصوتية للبطن. في نهاية العملية يدعى المريض الى اجتماع مع الطاقم الذي يضم جراح، طبيب باطني وممرضة.
يفحص الطاقم  ملف المريض ويتحدث معه لكي يقرر اي عملية جراحية تناسبه. هناك وزن كبير لراي الطبيب النفسي و / او الاخصائي الاجتماعي في القرار قبل الجراحة. طاقم قسم التخدير يكون شريكا فعالا في هذا الموضوع بسبب المخاطر المنطوية على تخدير هؤلاء المرضى، ولا يقل اهميه عن ذلك – جعلهم يستيقظون من التخدير بحيث يكون وضعهم مستقر ويتنفسون من تلقاء انفسهم.
الامكانيات المتاحة للعمليات الجراحية لتصغير المعدة المقدمة للمرضى هي متعددة. العمليات الجراحية الشائعة والتي تجرى اليوم هي:
جراحة قص المعدة - sleeve gastrectomy وعملية مجازة المعدة - gastric bypass.
يتم تنفيذ العمليات بنهج العمليات الباضعة بالحد الادنى - Laparascopy تحت التخدير العام والاستشفاء لفترة قصيرة نسبيا. طريقة Laparascopy هي طريقة جراحية تجري دون فتح البطن، والتي يتم خلالها ادخال كاميرا صغيرة جدا واجهزة من خلال فتحات صغيرة. هذه الطريقة تسمح باجراء العملية الجراحية بنسبة نجاح عالية، جنبا الى جنب مع التقليل الكبير " لصدمة الجراحة "، تحسين فترة ما بعد العملية، وتقصير كبير لفترة النقاهة والاستشفاء.
هذه العمليات التي كانت تهدف في البداية فقط الى خفض الوزن، ادت الى تحسن كبير في الامراض المرافقة لدى هؤلاء المرضى، مثل ارتفاع ضغط الدم، توقف التنفس اثناء النوم، ارتفاع نسبة الدهون في الدم، امراض العظام وبالاساس مرض السكري.
على المدى الطويل لوحظ انخفاض في معدل الوفيات الناجمة عن امراض القلب ومضاعفات مرض السكري بنسب تتراوح بين 50-90 ٪ في غضون 10 سنوات. بعد عدة ايام من تصغير المعدة، ينجح المرضى بالحصول على قيم طبيعية للسكر، حتى قبل حدوث انخفاض كبير في وزنهم، ولا يحتاجون لحقن الانسولين التي كانت جزءا من روتين حياتهم اليومية. اسفرت النتائج الواعدة لعمليات تصغير المعدة الى ان عدد من المراكز الطبية في العالم تدرس امكانية اجراء عملية تصغير المعدة كجزء من علاج المرضى الذين يعانون من مرض السكري وليس فقط لدى " البدناء " منهم.
بعد عملية تصغير المعدة تبدا المرحلة التي تسمى "الحياة الجديدة " - بارشاد اخصائي التغذية، بمرافقه مجموعات الدعم وبالطبع مع المراقبة المواكبة من الفريق الطبي - يبدا برنامج  يتضمن ممارسة الرياضة وعادات الاكل الصحيح. والتي تتضمن تناول كميات صغيرة على فترات اكثر تواترا، تنوع غذائي سليم من ناحية السعرات الحرارية واضافة الفيتامينات.
ميزة اخرى لهذه العمليات هي انه بعد فترة الشفاء والمراقبة، فليس هناك قيود على انواع الطعام والعودة السريعة الى النظام الغذائي الطبيعي بوجبات صغيرة.
 خفض الوزن الاكبر يكون في السنة الاولى بعد عملية تصغير المعدة. من المهم دمج النشاط البدني في عملية خفض الوزن، من اجل الحفاظ على كتلة العضلات. لان العضل اثقل من الدهن، فاحيانا يبدو للمعالجين ان عملية خفض الوزن ابطا مما هي عليه في الواقع، ولكن في واقع الامر ما يحدث هو استبدال للدهون الغير صحية بالعضلات الصحية.
بعد نحو عام من عملية تصغير المعدة يختار العديد من المرضى البدء بالعملية التجميلية، التي تساعدهم على ازالة الجلد الزائد الذي بقي بعد الانخفاض الكبير في الوزن، وتتم هذه العملية بالتعاون مع جراح التجميل المتخصص في هذا الموضوع.


أخبار مرتبطة