فيها شيخوخة البشرة في جانب واحد من وجه أحد سائقي الشاحنات عمره 69 سنة، تعرض على مدى 28 عاما، لأشعة الشمس في الجانب الأيسر من وجهه.
الأشعة فوق البنفسجية
* وللتعليق العلمي على هذه الآثار الجلدية التي ظهرت على جانب واحد من الوجه، تم عرض الموضوع على أحد المتخصصين في مجال صحة وسلامة البشرة الدكتور عادل السنتلي، استشاري الأمراض الجلدية بمستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة، عضو الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية وعضو الجمعية العالمية لزراعة الشعر، فأفاد بأن هذه الصورة لهذا الرجل توضح بجلاء مدى تأثير أشعة الشمس، ولا سيما الأشعة فوق البنفسجية على البشرة وعلى سلامتها.
وللأشعة فوق البنفسجية آثار متعددة على الجلد، منها ما هو قريب المدى في ظهوره، ومنها ما ينتج على المدى البعيد. وأفضل مثال للآثار القريبة المدى هي حروق الجلد الناتجة عن الشمس (Sun Burn)، أما الآثار السلبية لأشعة الشمس التي تظهر على المدى البعيد فهي متعددة، ومنها ما هو خطير على صحة الإنسان، وهذه الصورة توضح لنا إحدى الآثار السلبية بعيدة المدى.
تجاعيد الجلد
* إن من أكثر التأثيرات شيوعا لأشعة الشمس هي تجاعيد الجلد وشيخوخة البشرة الناتجة عن زيادة التعرض لأشعة الشمس (Photoaging). وتنتج تجاعيد الجلد عن تحلل وتكسر ألياف الكولاجين (Collagen) والإلاستين (Elastin) في طبقة الأدمة من الجلد، إذ إن وجود هذه الألياف وترابطها يعطي الجلد قوته ونضارته.
وكما نشاهد في الصورة لدى هذا الرجل، فإن الجزء الأيسر من وجهه مصاب بهذه التجاعيد بدرجة كبيرة مقارنة بالجزء الأيمن من الوجه، وذلك لأن الأشعة فوق البنفسجية تستطيع اختراق زجاج نوافذ السيارات ومن ثم التأثير على البشرة.
ومن أثار الأشعة فوق البنفسجية على البشرة أيضا: تصبغات الجلد مثل الكلف (Melasma)، الذي يكون على شكل بقع بنية داكنة على الوجه، ولا سيما الوجنتين، والنمش (Freckles)، الذي يكون على شكل نقط بنية داكنة في الأماكن المعرضة للشمس.
آثار خطيرة
* ويضيف الدكتور عادل السنتلي أن هناك مجموعة أخرى من الآثار التي قد تحدث على المدى البعيد، وإن كانت ليست ظاهرة في هذه الصورة إلا أنها على درجة كبيرة من الأهمية، وهي أورام الجلد مثل:
• سرطان الخلايا الصبغية (الميلانوما – Melanoma).
• سرطان الخلايا القاعدية (Basal cell carcinoma).
• سرطان الخلايا الحرشفية (Squamous cell carcinoma).
وسبب حدوث هذه الآثار يعود إلى أن الأشعة فوق البنفسجية تؤثر على الحمض النووي (DNA) في خلايا الجلد ومن ثم قد تؤدي إلى هذه الأمراض ومنها أورام الجلد.
ويقول الدكتور عادل السنتلي إن الوقاية من آثار أشعة الشمس أمر مهم جدا وفي نفس الوقت يمكن تطبيقه ببساطة تامة. وهو يوصي الجميع بالتقليل من التعرض لأشعة الشمس قدر المستطاع، وأيضا يوصي بوضع الكريم الواقي من أشعة الشمس (Sunscreen) قبل التعرض لأشعة الشمس ثم تكرار وضعه باستمرار ما دام التعرض للشمس مستمرا، أو إذا تم غسل الأجزاء من الجسم المكشوفة والمعرضة لأشعة الشمس، وأن تكون الكمية المستعملة من الكريم كافية لتغطية الجلد.