تاريخ النشر 16 يوليو 2014     بواسطة الدكتور عادل محمد السنتلي     المشاهدات 201

تساقط الشعر عند الرجال.. علاجات متعددة

زراعة الشعر أحد خياراتها تحدثنا في عدد سابق من مجلة «صحتك» عن تساقط الشعر لدى النساء، وفي هذا العدد سوف نخصص الحديث عن تساقط الشعر عند الرجال ونتعرف على أهم الأسباب، لما لهذه المشكلة من أهمية بالغة لدى هذه الفئة من الناس. طرحت «صحتك» هذا الموضوع الحيوي على الدكتور عادل السنتلي، استشاري الأمرا
ض الجلدية حاصل على تخصص دقيق بأمراض الشعر وزراعته بالمستشفى العسكري في جدة، فأوضح أن تساقط الشعر الوراثي الهرموني الذي يدعى طبيا «تساقط الشعر الآندروجيني» (Androgenetic Alopecia) يعتبر أهم سبب لتساقط الشعر عند الرجال، حيث يمثل نحو 95% من أسباب تساقط الشعر لديهم.

* يقول د. السنتلي إن تساقط الشعر بالنسبة إلى الرجال يبدأ في وقت مبكر في العشرينات من العمر ويتميز بتراجع خط الشعر الأمامي، ويبدأ اختفاء الشعر في منطقة التاج (قمة الرأس) مما يتسبب في تكوين بقعة خالية من الشعر بينما لا يتأثر الشعر في الخلف وفي الجانبين. هذا النوع من تساقط الشعر يحدث بشكل بطيء، جدا حيث يحدث خلال سنوات وقد لا يلاحظ الشخص تساقط الشعر لديه إنما يلاحظ المريض تغير في سماكة وكثافة الشعر في مقدمة والرأس أعلاه. ويعتقد البعض أن هذا النوع من التساقط، أو الصلع، نادر لكن العكس هو الصحيح، حيث إنه قد يصيب أكثر من 50% من الرجال وأكثر من 30% من النساء. كذلك قد يعتقد البعض أن هذا النوع من تساقط الشعر يحدث في الأربعينات أو الخمسينات من العمر، ولكن هذا خطأ فهو قد يلاحظ في العشرينات في العمر.

* تساقط الشعر والأمراض

* أوضح د. السنتلي أن تساقط الشعر الوراثي قد لا يقتصر تأثيره على الشعر فقط ولكن قد يكون المريض أكثر عرضة للأمراض التالية:

أمراض القلب التاجية، فقد أوضحت الدراسات العلاقة بين تساقط الشعر الآندروجيني الوراثي وأمراض القلب التاجية في الرجال وكذلك لدى النساء، حيث وجد أن حدوث تساقط الشعر الآندروجيني الوراثي في سن مبكرة من العمر (قبل سن الـ30) يزيد احتمالية إصابة المريض بأمراض الشرايين (مثل الجلطة القلبية). وبينت بعض الدراسات الأخرى أن إصابة أعلى الرأس بتساقط الشعر الوراثي له دلالة على احتمالية إصابة المريض بهذه الأمراض.

داء السكري، فقد وجد أن حدوث تساقط الشعر الآندروجيني الوراثي في سن مبكرة يزيد من تعرض المريض لداء السكري والأمراض المصاحبة له مثل السمنة وزيادة نسبة الدهون في الدم.

ارتفاع ضغط الدم، ففي دراسة أجريت في فرنسا على 250 رجلا وُجد أن هناك علاقة بين تساقط الشعر الآندروجيني الوراثي وزيادة ضغط الدم.

تضخم البروستاتة الحميد، بما أن كلا من تضخم البروستاتة الحميد وتساقط الشعر الآندروجيني الوراثي نتيجة لأسباب هرمونية، فليس بمستغرب أن تثبت الأبحاث العلمية زيادة حدوث كلا المرضين مع بعضهما.

* آثار نفسية

* يعزو د. السنتلي الآثار السلبية لهذا النوع من تساقط الشعر إلى الحالة النفسية للشخص من عدة وجوه، ومنها: الإحباط والانطوائية وفقدان الثقة بالنفس. وهذه الآثار السلبية تحدث أكثر لدى الشبان الأحدث سنا. ومن ناحية أخرى، يؤثر تساقط الشعر الآندروجيني الوراثي على رؤية الآخرين للشخص المصاب بهذا النوع من التساقط، حيث يبدو أكبر سنا من عمره الحقيقي وأقل جاذبية.

* الأسباب

* يقول د. السنتلي إن تساقط الشعر الآندروجيني الوراثي هو نتيجة لأسباب وراثية، حيث إن هذا التساقط وجدت مورثاته في كروموسوم 20 وكروموسوم 3، بالإضافة إلى كرموسوم X. وهذا التهيؤ الوراثي يجعل الشعر يتأثر بالهرمونات ولا سيما هرمون التستوستيرون وهرمون الدايهيدروتستوستيرون مع العلم أن مستوى هذه الهرمونات طبيعي في الدم.

ويؤدي تأثر الشعر في مقدمة وأعلى الرأس بهذا الهرمونات، إلى جعل الشعر أقل كثافة وسماكة تدريجيا حتى يسقط بعضه أو كله، بينما لا يتأثر الشعر في الخلف والجانبين من الرأس.

من الاعتقادات الخاطئة أن سبب تساقط الشعر هو نتيجة للبس القبعات أو الغترة والعقال أو سببه ضعف الدورة الدموية أو انسداد المسامات أو الغسل المتكرر وكل هذه الأسباب غير صحيحة.

* العلاج

* من الاعتقادات الخاطئة عند بعض الناس أنه ما دام هذا الصلع وراثيا فليس له علاج. وهذا الاعتقاد خاطئ حيث إن هناك علاجات متعددة ومنها:

* الأدوية

* أولا: دواء فيناسترايد Finasteride: هذا الدواء يمنع تحول هرمون التستوستيرون إلى هرمون الدايهيدروتستوستيرون، ومن ثم تقل نسبة هذا الهرمون في الجسم، مما يؤدي إلى توقف تساقط الشعر في 80% من الحالات، وزيادة الشعر لدى 60% من الرجال، وتتحسن كذلك كثافة وسماكة الشعر باستخدام هذا العلاج. وهذا الدواء هو على شكل حبوب (1 ملغم يوميا).

يجب أخذ هذا العلاج تحت إشراف طبي. كذلك يُمنَع النساء الحوامل من أخذ هذا الدواء لما قد يسبب من تشوهات للجنين.

ثانيا: محلول «مينوكسديل» الموضعي: وهو علاج يحفز نمو الشعر بطرق متعددة منها عن طريق توسع الأوعية الدموية وكذلك بزيادة تكاثر خلايا بصيلات الشعر، مما يزيد من نسبة الشعر الذي في طور النمو وأيضا يزيد من حجم بصيلات الشعر. ومحلول مينوكسديل هو على شكل بخاخ يوضع على فروة الرأس مرتين يوميا. وباستخدام محلول مينوكسديل 5% الموضعي، فإن 60% من الحالات تتحسن تدريجيا. يجب استخدام العلاج بانتظام وبشكل متواصل حتى نحصل على التحسن المطلوب.

يجب عدم غسل الرأس لمدة 4 ساعات بعد وضع هذا المحلول. بالنسبة إلى الآثار الجانبية لهذا الدواء، في الغالب تكون عبارة عن تحسس أو تهيج في الجلد، وهذا قد يحدث لـ6% من المرضى فقط.

* زراعة الشعر

* ثالثا: زراعة الشعر: تعتمد عمليات زراعة الشعر بشكل عام على أخذ بعض بصيلات الشعر من مؤخرة الرأس وزراعتها في مقدمة وأعلى الرأس، مما يؤدي إلى نتائج جميلة جدا.

وهناك 4 خطوات رئيسية لزراعة الشعر:

- أخذ قطعة (عادة ما تكون بعرض1سم وطول 15سم) من فروة الرأس (من منطقة المؤخرة) تحت التخدير الموضعي ثم خياطة هذه المنطقة. وفي المستقبل، تتكوّن في هذه المنطقة ندبة على شكل خط رفيع وتكون مغطاة بالشعر الموجود في هذه المنطقة.

- تهيئة بصيلات الشعر المراد زرعها، وذلك باستخدام ميكروسكوب (مجهر) خاص، حيث تفصل هذه البصيلات على شكل منفرد (بصيلة.. بصيلة)، وهذه العملية قد تأخذ عدة ساعات.

- تهيئة المنطقة المستقبلة كذلك تحت التخدير الموضعي نقوم بعمل أماكن لوضع بصيلات الشعر في مقدمة وأعلى الرأس (حيث تعمل ثقوب صغيرة جدا باستخدام إبرة رفيعة في مقدمة الرأس).

- وضع بصيلات الشعر بشكل يحاكي المظهر الطبيعي للشخص ولا سيما خط الشعر الأمامي للرأس. لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن زراعة الشعر ليست هي الخطوة الأولى في العلاج، حيث يوصى بأخذ العلاج الدوائي أولا.

* العلاج بالليزر

* رابعا: العلاج بالليزر: يعد استخدام الليزر منخفض الطاقة (Low - level laser therapy) في علاج حالات تساقط الشعر الآندروجيني الوراثي من الطرق العلاجية الجديدة في هذا المجال. فقد بينت بعض الدراسات نتائج إيجابية لهذا النوع من الليزر. لكن دراسات أخرى لاحظت أن هذه التكنولوجيا تعمل بشكل أفضل في بعض الحالات فقط دون بعضها.


أخبار مرتبطة