تاريخ النشر 16 يوليو 2014     بواسطة الدكتور عادل محمد السنتلي     المشاهدات 201

مرض الثعلبة.. عوامل كثيرة تلعب دورها في الإصابة به

منها: الوراثة والضغوط النفسية تعتبر الثعلبة مرضا شائعا نسبيا؛ إذ إنها تصيب ما يقارب 2% من الناس، وتظهر إما في شعر الرأس، وهذا ما يحدث غالبا، وإما في أي منطقة شعرية أخرى من الجسم. ومن الجدير بالذكر أن الثعلبة ليست مرضا معديا؛ حيث إنها لا تحدث بسبب أي ميكروب. مرض الثعلبة * ما مرض الثعلبة؟ وم

الثعلبة

ا أسباب حدوثه؟ وما دور الوراثة في الإصابة به؟ ما وسائل العلاج المتاحة؟ توجهت «صحتك» بهذه الأسئلة إلى أحد المتخصصين في مجال أمراض الشعر، الدكتور عادل السنتلي، استشاري الأمراض الجلدية المتخصص في أمراض الشعر وزراعة الشعر عضو الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية بالمستشفى العسكري بجدة، فأجاب بأن الثعلبة (Alopecia Areata) هي مرض جلدي يظهر على شكل مناطق دائرية خالية تماما من الشعر.

قد تصيب الثعلبة أي منطقة في الجسم، لكن فروة الرأس هي الأكثر عرضة. كذلك، تصيب الثعلبة الأعمار كلها من الأطفال إلى الكبار، لكن الأطفال هم أكثر إصابة بها، وتصيب الذكور والإناث على نحو سواء.

وتكون الإصابة بهذا المرض على شكل مناطق دائرية أو بيضاوية الشكل خالية تماما من الشعر، وهو ما يسمى بالثعلبة البقعية، لكن قد تنتشر الثعلبة لتصيب جميع فروة الرأس (Alopecia totalis) أو أنها تصيب جميع شعر الوجه من رموش وحواجب ومنطقة الذقن والشارب أو جميع شعر الجسم وهذا ما يطلق عليه الثعلبة العامة أو الشاملة Alopecia Universalis)).

أسباب الثعلبة

* هناك دلائل كثيرة تشير إلى أن مرض الثعلبة من أمراض المناعة الذاتية، أي أن الخلايا المناعية في الجسم تهاجم بصيلات الشعر وتمنعها من النمو، مما يؤدي إلى تساقط الشعر.

لماذا تهاجم هذه الخلايا بصيلات الشعر؟ يجيب الدكتور عادل السنتلي بأن هناك نظريات أو افتراضات كثيرة، نذكر منها اثنين:

* عوامل وراثية: هناك دور للوراثة في حدوث هذا المرض؛ ففي 20% من الحالات يوجد تاريخ لإصابة أحد أفراد العائلة بالثعلبة، وكذلك لوحظ أن الأقرباء من الدرجة الأولى للمرضى هم أكثر عرضة للإصابة بالثعلبة بـ10 مرات من غيرهم.

كذلك، هناك عدة موروثات اكتشف أنها قد تؤدي إلى الثعلبة، وهي موجودة في الكروموسومات 6 و10 و16 و18. كما رُصد ارتفاع في نسبة الإصابة بالثعلبة لدى الأشخاص ذوي التاريخ العائلي الإيجابي للربو، التهاب الأنف التحسسي، الإكزيما أو أحد الأمراض المناعية الأخرى مثل اضطرابات الغدة الدرقية، الداء السكري، الروماتيزم والبهاق.

* عوامل أخرى: مثل الضغوط النفسية؛ حيث لوحظ أن هناك علاقة للضغوط النفسية بحدوث مرض الثعلبة في بعض المرضى، وكذلك قد لوحظ وجود زيادة في إفراز بعض المواد في الجسم مثل (Substance P) و(Nerve Growth factor) نتيجة للضغوط النفسية. وهذه المواد تحفز الخلايا المناعية لمهاجمة الشعر، ومن ثم إيقاف نموه، وتؤدي بعد ذلك إلى تساقط الشعر.

طرق العلاج

* ما الطرق المتاحة لعلاج مرض الثعلبة؟ يقول الدكتور عادل السنتلي: إن هناك عدة طرق لعلاج الثعلبة، لكن الطريقة المناسبة للعلاج يعتمد تحديدها على عدد من العوامل، نذكر منها: عمر المريض، مكان المنطقة المصابة من الجسم، مقدار مساحتها، مثل أن تكون في فروة الرأس أو في مناطق الجسم الأخرى مثل الوجه ويتضمن الحواجب ومنطقة الذقن والشارب.

بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات يفضل البدء بمحلـول المنوكسديل الموضعي 5%؛ حيث يوضع على المنطقة المصابة مرتين يوميا، مع محلول أو كريم الكورتيزون الموضعي ويكون متوسط القوة. وإذا لم تكن هناك أي استجابة بعد 6 شهور فيمكن إعطاء كريم الأنثرالين (Anthralin)، وهو مركب شبيه بالقطران يتم وضعه على المنطقة المصابة من 30 - 60 دقيقة ثم يغسل بالماء. إلا أن لهذا الدواء مضاعفات جانبية مثل تهيج الجلد وظهور تصبغات بنية في لون الجلد وعلى الملابس. ومن المستجدات في هذا المجال أن هناك دراسات جديدة بينت فعالية العلاج بالليزر من نوع إكسيمر (Excimer Laser).

أما المرضى الذين تكون أعمارهم أكثر من 10 سنوات، وكذلك البالغون، فيتم علاجهم على النحو التالي:

- إذا كانت الثعلبة أقل من 50% من مساحة الرأس فيفضل البدء بحقن الكورتيزون الموضعي كل شهر، وفي الغالب تتحسن حالة 70% من هؤلاء المرضى بهذا العلاج. وإذا لم تتحسن الحالة بعد 3 أشهر فيمكن إضافة:

* محلول المنوكسديل الموضعي minoxidil 5%.

* كريم كورتيزون مع تغطية الرأس بعد وضعه، وذلك لزيادة فاعلية العلاج.

- أما إذا كانت الثعلبة أكثر من 50% من مساحة فروة الرأس، فيوصى بعلاج هؤلاء المرضى بمادة DPCP، وهي مادة توضع مرة واحدة في الأسبوع، وتعمل على إثارة الجلد (أي تهيجه) وهذا التهيج يؤدي بدوره إلى تغير الخلايا المناعية الموجودة في المنطقة المصابة من الجلد من خلايا مهاجمة للشعر إلى ضدها، وبالتالي تتخلص بصيلات الشعر من هذه الخلايا المانعة لنمو الشعر.

علاجات أخرى

* عقاقير طبية مثل:

- محلول المنوكسديل الموضعي minoxidil 5%.

- كريم الكورتيزون الموضعي.

- الأنثرالين Anthralin.

- هناك علاجات أخرى تؤخذ عن طريق الفم، لكن هذه الأدوية يجب أن تعطى تحت إشراف طبي، ومن هذه الأدوية عقار: Methotrexate،Sulfasalazine ،Azathioprine .

* الليزر.

* العلاج الموضعي بالأشعة فوق البنفسجية أ (PUVA).

* الدعم النفسي والاجتماعي، وكذلك استعمال بعض مضادات الاكتئاب. ويجدر بنا أن نشير إلى أن هذه العلاجات تساعد على تخفيف تأثير الضغوط النفسية عن المرضى وقد تساعدهم على حفظ التوازن النفسي والتخفيف من القلق الذي غالبا ما تعانيه المصابات من الإناث.

* التثقيف: تثقيف الأسرة والمجتمع المحيط بالمريض بضرورة مراعاته نفسيا واجتماعيا مع التركيز على أن هذا المرض غير معدٍ.

وماذا عن استعمال بعض الوصفات الشعبية مثل استخدام الثوم لا سيما من قبل الحلاقين؟ قد تستجيب الثعلبة إلى بعض أنواع العلاج الشعبي التقليدي الذي ينتج عنه تحسن مثل الثوم، لكن لا يُنصح أبدا باستخدامه حتى مع ظهور بعض التحسن لما قد يسببه من مضاعفات شديدة.


أخبار مرتبطة