تاريخ النشر 14 نوفمبر 2016     بواسطة الدكتور حسن صالح الاحمدي     المشاهدات 201

فحص تصوير الجهاز الهضمي

يهدف فحص تصوير الجهاز الهضمي لاظهار صورة الجهاز الهضمي في الوضع الطبيعي وفي الحالات المرضية من اجل تاكيد تشخيص امراض الجهاز الهضمي، تحديد مدى خطورة المرض، متابعة تطور المرض وتحديد احتمالات الشفاء. 1. تصوير البطن: تصوير ماسح للبطن يتم اجراؤه دون اي تدخل، يعتمد على الاشعة السينية واشرطة التصوير
او على التصوير الرقمي.  يقتصر استعماله الاساسي على تحديد كمية الغازات وانتشارها في الجهاز الهضمي. يكون هذا الفحص ذو اهمية كبيرة في الحالات الطارئة مثل انسداد الامعاء (Intestinal obstruction) او حدوث ثقب في الجهاز الهضمي . ميزته البارزة هي الاستهلاك المنخفض نسبيا للاشعة، تكلفته القليلة، توفره، راحة وبساطة القيام به. السمة السلبية الاساسية فيه، هي القدرة المتدنية على التمييز بين الانسجة الرخوة المختلفة، الامر الذي يزيد من صعوبة تصوير الاعضاء الداخلية في الجهاز الهضمي وتحديدها.
2. فحص الجهاز الهضمي العلوي- المريء، المعدة، والاثني عشر: يعتمد على التصوير بالاشعة السينية (التناظري او الرقمي)، بمساعدة شرب مادة تباين (Contrast)، حيث يتم الحصول على النتيجة من خلال متابعة تقدم هذه المادة في الجهاز الهضمي.
عند التصوير، نحصل على صورة (رنتجين) تتابعية، مباشرة على شاشة تلفزيون. الهدف من مادة التباين هو زيادة سمك العضو الذي نرغب بتصويره، وزيادة التباين (Contrast) بينه وبين محيطه. هنالك مجموعتان رئيسيتان من مواد التباين: مستعلق (Suspension) سولفات الباريوم، ومحاليل اليود. يتم تناول هذه المواد بالشرب عبر الفم عند اجراء فحص للجهاز الهضمي العلوي والامعاء الدقيقة، وعن طريق الحقنة الشرجية عند اجراء فحص للامعاء الغليظة. عند الشك بوجود ثقب يمنع تناول الباريوم.
فحص التباين المضاعف هو فحص باريوم باضافة غاز او مادة اخرى شفافة (كالماء مثلا) تستطيع الاشعة اختراقها. خلال هذا الفحص، يكون بامكاننا زيادة "شفافية" تجويف الجهاز الهضمي، بينما تكون جدرانه مغطاة بالباريوم غير الشفاف. تتيح هذه الطريقة المجال للحصول على صورة افضل لسطح الجدار والتفاصيل الدقيقة للاغشية المخاطية. كذلك، وبواسطة تصوير القناة الهضمية العليا بمادة التباين، بالامكان تشخيص بعض الحالات المرضية كالالتهابات، التقرحات، الاورام، الانسداد والمضاعفات التي تعقب العمليات الجراحية.
3. فحص العبور عبر الامعاء الدقيقة (Small bowel follow through): في هذا الفحص تتم متابعة عبور الباريوم في الامعاء الدقيقة بواسطة التصوير بالاشعة السينية. يمكن اجراء هذا الفحص كتتمة لفحص القناة الهضمية العليا او كفحص منفصل.
4. الحقنة المعوية (حقن الباريوم الى الامعاء مباشرة عبر الانبوب الانفي المعدي)-(Enteroclysis): عبارة عن فحص تباين مضاعف للامعاء الدقيقة. يتم حقن الباريوم في الامعاء عبر انبوب  يـدخل عن طريق الفم او الانف، ومن ثم يتم ادخال ماء عالية اللزوجة. يقوم الباريوم بتغطية الجدار، اما الماء فيعطي انعكاسا لتجويف الامعاء. افضلية الطريقة هي في التحكم بتقدم الباريوم في الامعاء وتصوير افضل واكثر تفصيلا. اما السمة السلبية لهذا الفحص فتكمن في كونه غير مريح للمريض ولمن يقوم باجرائه. هذه الطريقة بالتصوير، تعتبر هامة جدا نتيجة لدورها في تشخيص امراض الامعاء الدقيقة الالتهابية ومتابعتها -على وجه الخصوص مرض كرون (Crohn)-، وكذلك الاورام والمضاعفات التي تحدث عقب اجراء العمليات الجراحية.
5. حقنة الباريوم الشرجية: تصوير للامعاء الغليظة بواسطة الاشعة السينية، وذلك بعد ملئها بالباريوم بواسطة حقنة شرجية. يمكن اجراء الاختبار ايضا بمساعدة مادة تباين تحتوي على اليود. اما الطريقة الافضل فهي حقنة تباين مضاعف بالباريوم والهواء. بامكان هذا الاختبار تشخيص السلائل (Polyps)، الاورام، الانسداد، والالتهاب (التهاب القولون). كما انه من الممكن ان يكون اختبارا مكملا لفحص تنظير القولون (Colonoscopy).
حقنة الباريوم الشرجية
شاهدوا بالفيديو: حقنة الباريوم الشرجية
حقنة الباريوم الشرجية - شاهدوا كيف يتم القيام بهذا. وما هو الهدف من ذلك
6. التصوير المقطعي المحوسب (Computed Tomgraphy-CT) للجهاز الهضمي: يعتمد التصوير المقطعي على التقاط الاشعة السينية المارة عبر جسم المريض بواسطة مجسات حساسة، ومن ثم معالجة البيانات حاسوبيا وتحويلها لصورة مقطع تشريحي عرضي رقمية. بوسع التصوير المقطعي المحوسب اظهار الافات الموجودة في جدار الجهاز الهضمي وخارجه، والتي لا يمكن اظهارها بشكل جيد خلال التصوير بواسطة مادة التباين، كالالتهابات الحادة (التهاب الزائدة الدودية، التهاب الرتج –(Diverticulitis)، الخراج-(Abscess) او اي خلل في تزويد الدم)، وكذلك الامراض المزمنة (مرض كرون) انسداد الامعاء والمضاعفات التي تعقب العمليات الجراحية في الجهاز الهضمي بالاضافة لاجراء تدريج للاورام. يستعمل التصوير المقطعي المحوسب ايضا لتوجيه البزل التشخيصي والعلاج في مثل هذه الحالات. يشترط، من اجل اجراء فحص التصوير المقطعي المحوسب للجهاز الهضمي، شرب مادة تباين محلولة لتحسين تصوير المعدة والامعاء. غالبا ما يتم حقن مادة تباين على اساس اليود للوريد ايضا، بهدف تحسين تصوير الاعضاء الداخلية كالكبد، الطحال والبنكرياس.  
تصوير الامعاء المقطعي المحوسب (CT Enterography): في هذا النوع من التصوير يتم عرض مقاطع طولية صدرية وجانبية للبطن والامعاء. هذه الصور تتم اعادة استحضارها بواسطة الحاسوب بطريقة الاستحضار متعددة المحاور (Multiplanar Reconstruction-MPR). بهذه الطريقة نحصل على صور من زوايا اضافية للبطن والامعاء، دون الحاجة لفحص اخر وتعرض اضافي للاشعة.
تصوير القولون المقطعي المحوسب (CT Colonography): يتم الحصول عليها بواسطة استحضار ثلاثي الابعاد (D3) محوسب لتجويف الامعاء الغليظة، وذلك بعد نفخ القولون بالهواء. تظهر النتائج على شكل صورة للمساحة الداخلية لتجويف الامعاء الغليظة كما لو كانت ممدود على طولها، او كتوجيه تفاعلي داخل تجويف الامعاء الغليظة يتم عرضه على الشاشة. نظرا لتشابه هذه الطريقة مع تنظير القولون، فان هناك من يطلق عليها اسم "تنظير القولون الافتراضي" (Virtual Colonoscopy). تحل هذه الطريقة حاليا محل حقنة الباريوم الشرجية، بالاضافة لكل ايجابيات التصوير المقطعي المحوسب المعروفة.
تصوير الكبد المقطعي المحوسب: بالاساس لا تختلف هذه الطريقة عن سائر طرق التصوير المقطعي في البطن. تستخدم بالاساس لتشخيص وتدريج الاورام الاولية والثانوية (النقائل) في الكبد. تظهر غالبية الاورام كافات ذات كثافة قليلة (داكنة) على خلفية الكبد الذي يصطبغ بمادة التباين على اساس اليود، والتي سبق حقنها عبر الوريد. قلة من الاورام، وهي تلك التي تكون غنية بالاوعية الدموية، تصطبغ بمادة التباين وتظهر على شكل افة عالية الكثافة. يقوم تصوير الكبد المقطعي متعدد المراحل بعكس صورة الكبد خلال مراحل تدفق الدم المختلفة.
تصوير البنكرياس المقطعي المحوسب: يشبه تصوير الكبد من حيث الاساس. يستعمل في تشخيص وتدريج التهاب البنكرياس (Pancreatitis) واورام البنكرياس، اعتمادا على التغيير في حجم، شكل وكثافة البنكرياس.
تصوير المرارة المقطعي المحوسب: يشمل الكبد والبنكرياس ويستعمل لتشخيص الاصابة باليرقان الانسدادي. بوسعه اظهار القنوات الصفراوية الواسعة ومسبب الانسداد ومكانه، والذي غالبا ما يكون حصوة او ورما في المرارة او راس البنكرياس.
7. تصوير الجهاز الهضمي بالامواج فوق الصوتية: يعتمد هذا الفحص على ارسال امواج صوتية قصيرة جدا للجسم وتصوير انعكاسها (الصدى) من انسجة الاعضاء المختلفة وعرضها بشكل خريطة صدى. يعتبر استعمال التصوير بالامواج فوق الصوتية لفحص الجهاز الهضمي محدودا. يتم تشويش التصوير في حال وجود الغازات في الامعاء، كما ان هذه الامواج غير قادرة على اختراق العظام. هذه الطريقة جيدة لتصوير الاعضاء والافات التي تحتوي على سائل او محاطة بسائل وتستعمل في فحص انسداد الامعاء الدقيقة، التهاب الزائدة الدودية والخراج في البطن والتي يكون مصدرها الجهاز الهضمي. استعماله الرئيسي في الجهاز الهضمي، هو في فحص المرارة، الكبد والبنكرياس. تعتبر هذه الطريقة شديدة الحساسية (اكثر من 95%) لوجود الحصى في المرارة، وكذلك للالتهابات الحادة في كيس المرارة. كما انها الفحص الاول الذي يتم اجراؤه في حالة اليرقان الانسدادي، اذ ان هذا الفحص يظهر القنوات الصفراوية المتسعة، الحصى السادة او الورم الساد لقنوات المرارة، راس البنكرياس او مدخل الكبد. التصوير بالامواج فوق الصوتية مناسب ايضا لاكتشاف وتدريج الاورام الاولية والثانوية (نقائل) في الكبد، والاورام او الالتهاب الحاد في البنكرياس. كما انه يستخدم لتوجيه الحقن التشخيصية في الكبد والبنكرياس بالاساس. يمكن اجراء الفحص بجانب سرير المريض او في غرفة العمليات الجراحية، بواسطة الاجهزة المتنقلة.
8. تصوير الجهاز الهضمي بالرنين المغناطيسي (Magnetic Resonance Imaging-MRI): يعتمد التصوير بالرنين المغناطيسي على ارسال امواج الكترومغناطيسية بتردد راديو (RF) لداخل الجسم الكامن في حقل مغناطيسي قوي، ومن التقاط ومعالجة اشارات الراديو المرتدة من انسجة الجسم، بشكل محوسب، وعرضها كصورة مقطع تشريحي بمحاور مختلفة. يستطيع فحص الـ (MRI) تمييز الانسجة الرخوة والتفريق بينها بدقة متناهية. في اطار تصوير الجهاز الهضمي، يتم استعمال تصوير الـ (MRI) لفحص الامراض واورام الكبد. في هذا المجال، فان حساسيتها في اكتشاف وتمييز الاصابات تفوق طرق التصوير غير الباضعة الاخرى. تستخدم بشكل محدود لفحص البنكرياس، بشكل خاص في الحالات المعقدة والاورام الخاصة (اورام الغدد الصماء، او الكيسية). يحتاج اجراء فحص الـ (MRI) ايضا لحقن مادة تباين.
9. استعمال واعد ايضا هو تصوير قنوات المرارة بالرنين المغناطيسي (Cholangiography MRC). يمكن تمثيل قنوات المرارة كصورة ثنائية او ثلاثية الابعاد، يعود ذلك لكون اشارة المرارة تختلف عن اشارة باقي الانسجة المجاورة والدم في الاوعية الدموية المحيطة. بسبب التكلفة العالية وعدم توفره، فان فحص الـ (MRI) يستعمل بالاساس لفحص وتمييز الحالات المعقدة غير القابلة للحل او التي لا يمكن فحصها بوسائل تصويرية اخرى.


أخبار مرتبطة