تاريخ النشر 30 أكتوبر 2016     بواسطة الدكتورة هدى شجاع العثماني     المشاهدات 201

الورم الليفي في الرحم

الورم الليفي في الرحم او الورم العضلي الاملس الرحمي (المسمى ايضا بالليفوم الرحمي - Uterine fibroids) هو ورم حميد يصيب انسجة عضلة الرحم لدى النساء في جيل الخصوبة. يعتبر هذا الورم شائعا جدا، وتصاب به نحو 75% من النساء خلال حياتهن. لكنه ليس خطيرا لانه لا يتحول الى ورم سرطاني ولانه لا يشكل اي خطر ل
لاصابة بالاورام السرطانية الرحمية. لذلك، فلا حاجة لاي اجراء طبي لعلاجه. في اغلب الاحيان، يتم تشخيصه عن طريق الصدفة، خلال اجراء فحص نسائي روتيني او اثناء اجراء فحص تصوير الامواج فوق الصوتية (الاولترا ساوند - Ultrasound) في اطار متابعة وضع الحمل.
في حال تسبب الورم باوجاع او ادى لظهور اعراض اخرى، يمكن علاجه من خلال تناول الادوية او بواسطة اجراء عملية استئصال كامل للورم.
أعراض الورم الليفي في الرحم
بشكل عام،  لا تشكو النساء  من اعراض الورم الليفي في الرحم، ولذلك فان الكشف عن وجوده يتم بالصدفة.
معالجة الاورام الليفية الرحمية: الموجات فوق الصوتية المركزة
شاهدوا بالفيديو عن معالجة الاورام الليفية الرحمية: الموجات فوق الصوتية المركزة
معالجة الاورام الليفية الرحمية بواسطة الرنين المغناطيسي والموجات فوق الصوتية - الاسعاف ممكن بدون ادوية او جراحة.
اما في الحالات التي يسبب فيها هذا الورم شكاوى معينة، فان الاعراض التي قد تعاني منها المصابات تكون على النحو التالي: 
- نزيف حاد خلال فترة الطمث.
- استمرار نزيف الطمث لمدة اسبوع كامل او اكثر.
- ضغط واوجاع  في منطقة الحوض.
- ارتفاع وتيرة التبول.
- صعوبات في تفريغ المثانة البولية بشكل كامل.
-الامساك.
- الام في الظهر او الارجل.
من الممكن ان تساعد الاعراض المختلفة في اكتشاف موقع الورم العضلي. فالاورام العضلية الموجودة داخل تجويف الرحم (تحت المخاطية - Submucosal) تسبب نزيف طمث حادا يستمر لمدة طويلة. اما الاورام العضلية الموجودة خارج التجويف الرحمي (تحت المصلية - Subserosal) فتؤدي لحدوث ظواهر اخرى، نتيجة للضغط الذي يحدثه الورم العضلي على الاعضاء الموجودة في تجويف البطن بالقرب من الرحم..      
نادرا ما تشعر المصابة بالورم العضلي بالام حادة، لكن اذا حصلت اوجاع كهذه، فذلك يعني ان الورم قد تضخم الى حد لم يعد معه الدم الواصل اليه كافيا، فتحصل هنا حالة من الغرغرينا (النخر) – وهي حالة من الموت الموضعي للخلايا. تقوم هذه الخلايا الميتة بافراز مواد في المنطقة المحيطة بها، حيث تؤدي هذه المواد التي تم افرازها الى ارتفاع درجة الحرارة والشعور بالالم.
أسئلة وأجوبة
هل هناك مشكلة عند استخدام بروستا نور والالتروكسين؟
الاثار الجانبية الشائعة عند اخذ حبوب منع الحمل
الاثار الجانبية بعد العلاج بالتبريد لعنق الرحم
DCI يساعد النساء المصابات بمتلازمة تعدد كيسات المبيض
متى يجب استبدال اللولب داخل الرحم؟
أسباب وعوامل خطر الورم الليفي في الرحم
تنمو الاورام العضلية الرحمية من نسيج العضل الاملس الموجود في الرحم، بسبب انقسام احدى خلايا النسيج العضلي بطريقة خارجة عن السيطرة، تؤدي لتكون كتلة صلبة مختلفة عن محيطها. قد يكون حجم الورم صغيرا جدا بحيث لا يمكننا رؤيته الا بواسطة المجهر، او ان حجمه قد يصل الى عدة سنتيمترات. من الممكن ان يؤدي مثل هذا الحجم لتشويه شكل الرحم، كما قد يؤدي الى زيادة حجمه بشكل ملحوظ حتى يصل الى الحجاب الحاجز. من الوارد كذلك، ان تكون هنالك عدة اورام عضلية في رحم المراة، في ذات الوقت.
حتى يومنا هذا  لم تعرف بعد العوامل التي تؤدي لحدوث الاورام العضلية في الرحم، لكنها، على ما يبدو، ترتبط بعلاقة واضحة بـ:
- الطفرات الوراثية: في كثير من حالات الاورام العضلية، تم تشخيص طفرات جينية، خصوصا في المناطق المختصة بتحويل الخلايا لخلايا عضلية رحمية.
- الهورمونات: الاستروجين والبروﺟﺴﺘﯿﺮون هي الهورمونات المسؤولة عن تجهيز الرحم للحمل، وعن نمو بطانته. وقد تم ايجاد علاقة بين ظهور الاورام العضلية الرحمية وبين هذه الهورمونات، حيث كانت نسبة هورمون الاستروجين ومستقبلات الاستروجين مرتفعة جدا لدى النساء المصابات، مقارنة بالنساء اللاتي كان لديهن نسيج رحمي سليم.
بالاضافة الى ذلك، تمت دراسة العلاقة بين العديد من عوامل النمو التي تؤثر على نمو الانسجة العضلية، وبين الاصابة بالاورام العضلية الرحمية. 
تتضمن عوامل الخطر المعروفة التي من الممكن ان تؤدي للاصابة بهذه الاورام، كلا من عامل الوراثة، وعامل الاصل العرقي. فقد تبين ان المراة الاتية من عائلة تم تشخيص المرض فيها، تكون اكثر عرضة للاصابة بالورم العضلي. كما تبين ان النساء شديدات السمرة معرضات هن ايضا للاصابة بالمرض اكثر من غيرهن. وقد تبين ان الاورام العضلية لدى هؤلاء النسوة كانت اكبر حجما، وظهرت في جيل مبكر نسبيا، مقارنة بغيرهن من النساء. اما العلاقة بين السمنة الزائدة والورم العضلي فانها غير مؤكدة، رغم ان العديد من الابحاث اظهرت ان السمنة الزائدة تزيد من احتمال الاصابة بالورم العضلي في الرحم.
كذلك بينت عدة ابحاث ان تناول اقراص منع الحمل، الحمل ذاته، والولادة - تعتبر من العوامل الوقائية التي تحمي من الاصابة بالمرض، بل وتحد من مخاطر الاصابة بالورم العضلي الرحمي.
مضاعفات الورم الليفي في الرحم
بشكل عام، لا تعتبر الاورام العضلية في الرحم خطيرة ولا تؤدي الى اي مضاعفات، ولكنها قد تؤدي الى شعور من عدم الارتياح. كذلك، من الممكن ان تؤدي هذه الاورام الى فقر الدم اذا كانت تسبب نزيفا حادا. في الحالات التي يحدث فيها موت فجائي لجزء من النسيج العضلي بسبب تدفق غير سليم للدم، ستشعر المصابة باوجاع حادة. في مثل هذه الحالة يجب عليها التوجه فورا لتلقي العلاج الطبي.
عموما لا تضر الاورام العضلية باحتمالات الحمل والولادة، ولكنها من الممكن، في حالات نادرة، ان تمنع دخول السائل المنوي من عنق الرحم الى قناة "فالوب"، فتقلل من احتمالات حصول الحمل. كذلك، فان الاورام العضلية الكبيرة والكثيرة قد تجعل وضعية الجنين الجسدية داخل الرحم غير سليمة، وقد تؤدي الى حدوث ولادة مبكرة، او الى الاجهاض في بعض الاحيان. لكن يجب الا ننسى، ان هذه الاورام، لا تسبب في اغلب الحالات، خلال فترة الحمل، الا بعض الاوجاع التي يمكن علاجها من خلال تناول مسكنات الالم العادية.
تشخيص الورم الليفي في الرحم
في اغلب الحالات، يتم الكشف عن وجود الاورام العضلية في الرحم  بالصدفة، حيث يلاحظ الطبيب وجود خلل في شكل الرحم. اذا تطلب الامر تاكيد التشخيص، بالامكان اجراء فحص بالامواج فوق الصوتية (الاولترا ساوند - Ultrasound) عبر جدار البطن (Transabdominal) او عبر المهبل (Transvaginal). وفي حال عدم القدرة على الكشف عن الورم بشكل واضح بالطرق المذكورة، يكون بالامكان الاستعانة بفحوص اكثر تعقيدا، مثل تصوير (تخطيط) الرحم بالاشعة (Hysterograph)، تصوير الرحم والبوق (Hysterosalpingography)، تنظير الرحم (Hysteroscopy) او حتى التصوير المقطعي المحوسب (CT) والتصوير بالرنين المعناطيسي (MRI).
علاج الورم الليفي في الرحم
يتم علاج الورم الليفي في الرحم بواسطة الادوية، او من خلال اجراء عملية جراحية. ليس هنالك علاج واحد يعتبر افضل من غيره، لكن لا بد من تقديم العلاج الافضل والانسب لكل حالة بعينها. في اغلب الاحيان، لا تكون هنالك حاجة لتقديم اي علاج، انما يتم الاكتفاء بمتابعة ومراقبة الورم فقط.
يمكن استخدام الادوية التابعة لعائلة محرضات (او الناهضات، او الشادات - Agonists)  لهورمون الـ Gn-RH ومنها دواء اللوبرون (Lupron) والسنرال Sinrel)) - التي تقلل حجم الورم- بالاضافة لاستخدام اللولب الرحمي (Intrauterine device) الذي يحتوي على البروجستين (Progestin) او استعمال هورمون الاندروجين (Androgen) الذي يخفف بالاساس من الاثار المرافقة للورم العضلي، كالنزيف الحاد او الاوجاع.
العلاج الجراحي: يمكن اجراء عملية استئصال للورم العضلي (Myomectomy) بعدة وسائل:
- تنظير الرحم (Hysteroscopy): تتم العملية بواسطة ادخال جهاز عن طريق عنق الرحم، وهي وسيلة مناسبة لاستئصال الاورام الموجودة داخل تجويف الرحم.
- الجراحة بمنظار البطن (laparoscopic): تتم العملية الجراحية بواسطة عدة فتحات صغيرة يتم احداثها في جدار البطن، وهي مناسبة لاستئصال الاورام الموجودة خارج الرحم.
- الجراحة البطنية (Abdominal): تتم من خلال فتح البطن واستخراج الاورام العضلية. تعتبر هذه الجراحة مناسبة لاستئصال الاورام الكبيرة والكثيرة.
في الحالات الشاذة وشديدة التعقيد، بالامكان اجراء عملية لاستئصال الرحم كاملا.
الوقاية من الورم الليفي في الرحم
لم يتم حتى اليوم، تحديد الوسائل المؤكدة الفعالة بالوقاية من الاورام العضلية في الرحم، وذلك على الرغم من وجود عدة نصائح وحميات غذائية وعلاجات بديلة قد تكون عوامل مساعدة. هذا، لانه لم يتم اثبات فاعليتها ونجاعتها حتى الان.


أخبار مرتبطة