لياً وعالمياً وعضوة في عدد من الجمعيات الطبية الداخلية والعالمية أيضا.
* دكتورة صباح.. انتشر «الماء الأبيض» بشكل كبير بين النساء والرجال فوق سن الأربعين ترى ما هي أسبابه؟ وأعراضه، وكيفية علاجه وما هو «الماء الأبيض» أو كما يقال عالمياً «الساد»؟.
الماء الأبيض أو الساد هو اعتام عدسة العين الشفافة الموجودة خلف حدقة «بؤبؤ» العين.. فالعين مثل الكاميرا تحتوي على عدسة تقوم بتركيز الضوء الداخل اليها لتكوين صورة واضحة للشيء المنظور في مؤخرة العين. ولهذا المرض أسباب كثيرة منها ما يحدث عند الولادة للأطفال أو ما يتطور مع العمر لصغار السن. وهناك أيضا أنواع لها علاقة بالإصابات أو استخدام أدوية أو قطرات تحتوي على الكورتيزون، أو الإصابة بمرض السكري، ولكن أكثر الأسباب هي تقدم العمر.
أما أعراضه فتتمثل في: عدم وضوح في الرؤية وكأن هناك غشاوة أو ستارة أمام العين، ولكن هناك أسباب أخرى لعدم وضوح الرؤية يجب العرض على الطبيب فيها للحديث عنها.
أما علاج الماء الأبيض فيتم إما عن طريق عملية استئصال أو سحب الماء الأبيض مع زراعة عدسة داخل العين.. ومن الخطأ الاعتقاد ان على المريض الانتظار حتى يفقد البصر كاملاً قبل ان تجري له العملية فقرار إجراء العملية يتفق عليه الطبيب.. ولا بد ان أوضح ان إجراء العملية ممكن ان يتم عندما يبدأ نقص البصر بالتأثير على نوع العمل أو أسلوب الحياة للإنسان.
ولا بد ان أوضح ان معظم حالات هذا المرض تحتاج لوضع عدسة بديلة عن العدسة المنزوعة ولكن في حالات قصر النظر الشديد أي في بعض الحالات المرضية لا يتم وضع عدسة بديلة.
* كيف تتم الاستعاضة عن العدسة؟
عندما تتم إزالة العدسة المعتمة يستطيع الضوء الدخول للعين دون خوف، ولكن العين لا تستطيع تركيز هذا الضوء الداخل للعين بدون عدسة، ذلك فانه بعد إزالة العدسة جراحياً لا بد من الاستعاضة عن وظيفتها في تركيز الضوء بوسيلة أخرى وهناك ثلاث طرق لتحقيق ذلك وهي:
1 العدسات التي تزرع داخل العين أثناء العملية الجراحية وهذه العدسات «99%» آمنة وترى الأشياء بحجمها وشكلها الطبيعي ولا تحتاج لأي عناية.
2 العدسات اللاصقة التي توضع على سطح العين وترى بها الأشياء أقرب الى حجمها الطبيعي، غير ان هذه العدسات تحتاج الى عناية فائقة ودائمة.
3 النظارات الطبية وترى بها الأشياء أكبر من حجمها الطبيعي حيث تبدو أقرب مما هي عليه ويكون مجال الرؤية من خلالها محدداً ومركزياً نتيجة للنظر من خلال منتصف العدسات، وتؤكد ان الطبيب المعالج سيشرح للمريض أياً من هذه الوسائل أكثر ملاءمة لحالته.
وتستغرق العملية من نصف ساعة الى ساعة فقط، وتتم تغطية العين لمدة يوم واحد، وفي اليوم التالي يزال الغطاء.. ويتم إعطاء المريض بعض القطرات داخل العين التي تساعد على تخفيف الالتهاب البسيط الذي يحدث عادة بعد أي عملية جراحية. وتعود العين الى وضعها الطبيعي بعد فترة تتراوح ما بين 6 8 أسابيع.
وأريد أن أوكد ان نسبة نجاح هذه العملية «95%» أما نسبة المضاعفات فتتمثل في 5%» ونسبة المضاعفات الخطيرة التي تؤدي الى فقدان الرؤية تماماً تشكل «واحد في الألف».
وأريد أن أنبه انه لا يمكن علاج الساد بأشعة الليزر أو بالأدوية والعلاج الوحيد هو العملية الجراحية، والساد ليس ماء بالمفهوم المعروف بل هو فقدان العدسة لشفافيتها ولا ينتقل هذا المرض من عين لأخرى ولكن ممكن ان يتكون في كلتا العينين في نفس الوقت.
* د. صباح ما هي الخدوش التي تصيب القرنية وكيف يتم علاجها؟
خدوش القرنية هي عبارة عن خدش للسطح الخارجي لقرنية العين، والذي يحتوي على عدد كبير من نهايات الأعصاب الحساسة والتي تسبب ألماً شديداً للمريض.
وعن الإصابة يجب استشارة طبيب عيون مختص حتى يتأكد من عدم وجود التهاب «بكتيريا» مع الخدش وعندها تغطى العين، ويكشف عنها يومياً حتى يلتئم الجرح.
* ما هي أنواع الإصابات التي تحدث بالعين؟ وكيفية علاجها؟
هناك الأجسام الغريبة: ويحدث ذلك في المنزل أو في العمل ومنها: جزئيات معدنية صغيرة «نشارة الخشب، الغبار، الحص الصغير، مقذوفات البنادق.
أما علاجها: فيؤخذ المصاب الى الطبيب مباشرة ويراعى عدم دعك العين المصابة حتى لا يؤدي ذلك الى دفع الجسم الغريب ليخترق سطح العين والدخول الى طبقة أعمق داخلها الأمر الذي يجعل عملية استخراجه أكثر صعوبة ويزيد من احتمال حدوث تلف أكبر في أنسجة العين. ولا بد من حماية العين من دخول تلك الأجسام الغريبة بها بارتداء نظارات واقية عند التعامل مع المواد المتطايرة مع أخذ الاحتياطات اللازمة عند تداول الرمال أونشارة الخشب.
وهناك الإصابة بالمحاليل والمساحيق الكيماوية: تلك التي تستخدم في المنازل، وتعتبر المحاليل القلوية أكثر المحاليل خطورة على العين مثلما هو الحال مع المواد الكيماوية الأخرى مثل: المواد العكوية «التي تستخدم في الحمامات عموماً» والجص والإسمنت المبلل، والمبيدات الحشرية، والدهانات، والمنظفات الصناعية..
أما العلاج لهذه الحالة فينبغي غسل العين فوراً بالماء لمدة دقيقتين والجفون مفتوحة، وإذا لم يتوفر الماء يستخدم اللبن أو الحليب البارد لانه إذا لم يغسل فوراً قد يؤدي الى إحداث تلف خطير بالعين بعد ذلك يتعين فحص العين من قبل طبيب العيون بأسرع ما يمكن.
ولحماية العين من الإصابة بالمحاليل الكيماوية يجب توخي الحذر وارتداء النظارات الواقية عند التعامل مع الكيماويات خصوصا المواد العكوية كما ينبغي حفظ تلك المحاليل بعيدا عن متناول أيدي الأطفال لتفادي وقوع مثل هذه الحوادث.
وهناك إصابات العين النافذة مثل: الأسلاك، أشواك الأشجار، الألعاب ذات الأطراف المعدنية والحادة، الزجاجات المكسورة.
هنا يجب أخذ المريض فوراً الى قسم الطوارئ في أقرب مستشفى وعدم دعك العين وتغطيتها بغطاء واق صلب.
وهناك الإصابات السطحية للعين: مثل التعرض لوهج اللحام أو الاستخدام الخاطئ للعدسات اللاصقة أو استخدام أصابع اليد لفرك العين.
وبشكل عام لا بد من الوقاية بارتداء النظارات الواقية عند استخدام أدوات اللحام وعدم النظر مباشرة الى وهج اللحام أو الشمس ولابد من توخي الحذر عند قيامنا بالأعمال اليومية حتى لا نسبب الأذى لعيوننا.