نه في معظم الحالات، عند مناقشة الحمل والولادة، في كتب الارشاد وحتى في المحادثات مع النساء، لسبب ما يتم حذف هذه التفاصيل.
ومع ذلك، فان احد التغيرات الفسيولوجية المهمة بعد الولادة، تنطوي على عودة الرحم الى حجمه الطبيعي. لذلك فانه ينقبض وينظف من بقايا الحمل، التي تفرز الى الخارج من خلال المهبل. وتسمى هذه الافرازات (LOCHEA).
السائل الذي يخرج من الرحم يجب ان يغير لونه، ويقل تدريجيا، مع مرور الوقت بعد الولادة. في الايام الاولى يكون لونه احمر، لانه يحتوي على الدم واحيانا على جلطات الدم.
عند الانتقال من وضعية الاستلقاء الى الوقوف يمكن ان ينبعث من المهبل تيار شديد من الدم، يرافقه خثرات من الدم (الدم الذي يتراكم ويخرج خارجا عقب تغيير وضعية الجسم). في الايام التالية فان الافرازات تاخذ لونا ورديا، وبعد عشرة ايام تصبح بيضاء مائلة الى الصفرة.
اذا بقيت الافرازات حمراء اللون وشديدة بعد نحو اسبوعين من الولادة، او اذا كان لها رائحة كريهة (مما يشير الى وجود تلوث في الرحم، والذي يتطلب العلاج بالمضادات الحيوية)، فينبغي اجراء فحص لدى الطبيب. لتخفيف ذلك يمكن شرب الشاي مع مستخلص النباتات: كيس الراعي، برج الحمام، العرن، توت العليق او نبات القراص.
كما ذكر، فان عملية تقلص الرحم الى حجم ما قبل الحمل مصحوب بالافرازات والتقلصات. كلما زاد عدد حالات الحمل يزيد وزن الطفل اكثر، وكذلك في الحمل المتعدد الاجنة - فان تقلصات الرحم تكون اقوى، وتستمر لفترات طويلة ومؤلمة اكثر.
يظهر الالم عادة في الجزء الاسفل من البطن ويذكر بتشنجات الحيض والام المخاض (خفيف). في حالة الالم الشديد، يمكن استخدام المسكنات. وهي تقدم للام في قسم الولادة في المستشفى.
بعد الولادة، يصغر الرحم تدريجيا. فبعد الولادة مباشرة يزن 1 كغم، بعد اسبوع يزن 500 غرام، بعد اسبوعين 300 غرام، وبعد ثلاثة اسابيع من الولادة يزن الرحم 100 غرام او اقل. عملية تقلص الرحم ينبغي ان تنتهي في غضون 4-6 اسابيع من الولادة.
تساهم الرضاعة الطبيعية في صحة المراة بعد الولادة، وتساعد في عملية تقلص الرحم. تحفيز حلمة الثدي يتسبب في افراز هرمون، Pitocin، الذي يؤدي لتشنجات العضلات، وبالتالي يزيد من تقلصات الرحم. ايضا، استخدام المستحضرات التي تحتوي على "ارغوت" تتسبب في تقلص الرحم وتخفيف النزيف بعد الولادة.
بعد حوالي ستة اسابيع من الولادة يجب اجراء فحص من قبل الطبيب النسائي، للتاكد من ان الرحم عاد الى حجمه الطبيعي.
احتقان الصدر (احتقان الثديين). بعد الولادة، يمتلئ الثديين بالحليب ويصبحان اثقل. قسم كبير من النساء يعانين من الام الثدي بعد الولادة والرضاعة الطبيعية بدرجات متفاوتة.
احتقان الثديين، شقوق الحلمة المؤلمة وصعوبة التكيف مع الرضاعة الطبيعية – تكون عادة لان الرضيع يمسك الحلمة بشكل خاطئ.
اذا استمر الاحتقان او تكرر عدة مرات، و / او ان هناك شقوق او جروح او الم في الثدي – فيفضل التوجه الى استشارية الرضاعة.
النصائح العامة لتقليل احتقان الثدي هي:
شفط القليل من الحليب من الثديين، عندما تشعرين ان الثدي ثقيل جدا. وذلك، للتخفيف عن جسمك وللتخفيف عن الطفل، الذي يستصعب الرضاعة من الحلمة عند وجود الاحتقان.
التدليك اليدوي للثدي في حركة دائرية قبل الرضاعة يرخي الثدي.
لا يجب تخطي وجبة الرضاعة الطبيعية. اذا كنت بعيدة عن الطفل عند موعد الوجبة، فيوصى بشفط الحليب من الثدي الذي كان من المفترض ان يتغذى عليه الطفل في هذا الوقت.
الرضاعة في بداية الوجبة تكون معظمها ماء. فقط في نهاية الوجبة، تخرج الدهون من الثدي. بعد الانتهاء من ارضاع الطفل من احد الثديين، يوصى بارضاعة قليلا من الثدي الاخر، لتجنب حدوث احتقان فيه. هذه النصيحة صحيحة بشكل خاص في الفترة الاولى من الرضاعة.
يمكن التخفيف من الاحتقان عن طريق وضع كمادات باردة على الثدي. قبل الرضاعة، يفضل الاستحمام بماء فاتر او الاستلقاء.
لتخفيف الاحتقان يمكن وضع اوراق الملفوف الباردة على الصدر، تحت حمالة الصدر، في الليل (ليس على الحلمة). الملفوف يمتص السوائل، وبالتالي يساعد في تخفيف الاحتقان.
يجب الحذر من هذه الطريقة لانها تؤدي لانخفاض في كمية الحليب، ويتم استخدامها ايضا عندما تريد المراة وقف الرضاعة الطبيعية تماما وتجفيف الحليب من ثدييها.
بعض النساء، بالاضافة الى الاعراض المذكورة اعلاه (الاحتقان، شقوق الحلمة وصعوبة التكيف مع الرضاعة الطبيعية) يعانين ايضا من التهابات في الثديين بعد الولادة.
في مثل هذه الالتهابات يجب ان نميز بين حالتين رئيسيتين: في الايام الاولى بعد الولادة قد يحدث احتقان شديد جدا في الثديين، والذي يمكن ان يسبب الحمى. عادة، الحرارة لا تتجاوز 38 درجة مئوية ولا داعي لاخذ المضادات الحيوية.
لكن في بعض الاحيان، هناك التهاب في الثديين، يرافقه الم موضعي وحمى، والذي يتطلب بالفعل العلاج بالمضادات الحيوية. هذا الالتهاب نادر في الايام الاولى بعد الولادة، ومن المرجح انه يحدث في المنزل في مرحلة متاخرة اكثر.
المهبل وبضع الفرج episiotomy. مرور الطفل عبر الفتحة المهبلية الى الخارج يسبب صدمة فسيولوجية، مرتبطة بالتمدد الكبير في الانسجة في منطقة - الانسجة المرنة وانسجة عضلات قاع الحوض.
هذا الامر يمكن ان يؤدي لحساسية كبيرة في هذه المنطقة، تمزق او لعملية بضع الفرج (episiotomy)، الانزعاج بسبب الغرز وكذلك لارتخاء عضلات قاع الحوض. الانزعاج في المنطقة يمكن ان يؤثر ايضا على المتعة اثناء ممارسة الجنس.
يجب ان نذكر انه اليوم هناك ميل للتقليل من اجراء عملية بضع الفرج عند الولادة (episiotomy)، ولكنها لا تزال تجرى.
التعامل وعلاج هذه الاعراض، المتعلقة بالمهبل وشق بضع الفرج، تشمل دخول حوض الاستحمام والغسل المتكرر بماء فاتر.
يمكن ايضا تدليك الندبة بزيت نبتة الاذريون مع قطرتين من زيت اللافندر. يمكن ايضا وضع كمادات مع مستخلص نبات الاذريون وبندق الساحرة على مكان الغرز او الندبة.
بشكل عام، يجب ان يتم استبدال الكمادات في اوقات متقاربة، ويجب مسح المنطقة دائما من الامام الى الخلف (من المهبل الى فتحة الشرج)، وخاصة بعد التغوط. وذلك، لمنع نقل تلوث من فتحة الشرج.
للتعامل مع الالم في هذه المنطقة، يمكن استخدام الكمادات الباردة ومسكنات الالم. في حالة الوذمة، يمكن تخفيفها بواسطة استخدام كمادات مشبعة بالمغنيسيوم.
الحالة المزاجية. في معظم الحالات، بعد ثلاثة ايام من الولادة تعود الام الجديدة الى البيت مع الطفل الجديد. وفي ذلك الحين بالضبط، تهاجمها موجة من الاكتئاب، والمعروفة باسم'' Postpartum Blues". في هذا السياق، العديد من الامهات الجدد يشعرن بالاكتئاب الخفيف، نوبات من البكاء (دون سبب واضح)، الحزن، التعب والام في جميع انحاء الجسم.
هناك من يعتقدن انه ليس لديهن ما يكفي من الحليب في الثديين للطفل، والبعض الاخر يضعن اللوم على الزوج لانه لا يقدم الدعم بما فيه الكفاية، وهناك من يعتقدن ان ذلك يرجع الى قلة النوم. كل هذه الاسباب قد تكون صحيحة، ولكن من المرجح ان الشعور بالاكتئاب سببه التغيرات الهرمونية الحادة، التي تحدث في الجسم بعد الولادة.
على العكس من حالات اكتئاب ما بعد الولادة، فان شعور ال ''Postpartum Blues'' يزول في غضون 48 ساعة، والشعور يتحسن.
ومع ذلك، اذا استمرت حالة تدني الشهية بعد اسبوعين، صعوبة النوم، صعوبة العمل في المنزل وعدم وجود رغبة في رعاية الطفل - فيوصى باستشارة طبيب النساء.