تاريخ النشر 20 يوليو 2016     بواسطة الدكتور كمال الدين سليمان الرضي     المشاهدات 201

العقم عند النساء

العقم عند النساء او العقم عند الرجال ، او عند كليهما، هو حالة منتشرة يعاني منها، وفق التقديرات، نحو 15% من الازواج. يجري تعريف العقم على انه عدم النجاح بتحقيق الحمل، رغم محاولة ذلك من خلال ممارسة النكاح الكامل، والمنتظم، بدون استخدام الوسائل الواقية للحمل على مدار سنة واحدة او اكثر. تنجم نحو ث
لث حالات العقم عن اضطرابات لدى النساء، والثلث الثاني، نتيجة اضطرابات لدى الرجل، بينما في الثلث الاخير من الحالات يكون الاضطراب لدى الطرفين، او ان سبب عدم النجاح بالانجاب لا يكون معروفا اطلاقا.
من الممكن ان يكون سبب العقم عند النساء غير قابل للتشخيص، لكن هناك الكثير من العلاجات للاضطرابات المختلفة. ولا يكون العلاج ضروريا، دائما، لان نحو نصف الازواج الذين يعانون من العقم (او نقص الخصوبة)، ينجحون بالانجاب بعد سنتين من المحاولة.
أعراض العقم عند النساء
العلامة الرئيسية في عقم النساء هي انعدام القدرة على الانجاب، حيث يكون هذا الوضع مصحوبا باضطرابات بالدورة الشهرية او بدورات شهرية تتواصل، احيانا، لفترة غير طبيعية. والمقصود هنا دورة شهرية تمتد لاكثر من 35 يوما، او لاقل من 21 يوما. بشكل عام لا تكون هنالك اعراض اخرى تشير لاضطرابات في الخصوبة.
أسئلة وأجوبة
هل هناك مشكلة عند استخدام بروستا نور والالتروكسين؟
الاثار الجانبية الشائعة عند اخذ حبوب منع الحمل
الاثار الجانبية بعد العلاج بالتبريد لعنق الرحم
DCI يساعد النساء المصابات بمتلازمة تعدد كيسات المبيض
متى يجب استبدال اللولب داخل الرحم؟
أسباب وعوامل خطر العقم عند النساء
تعتبر عملية تكوين الجنين (الاخصاب) عملية معقدة ومدهشة تحتاج لالتقاء الحيوان المنوي القادم من عند الرجل، بخلية البويضة القادمة من عند المراة، وذلك من اجل انتاج الخلية المخصبة الاولى، التي تشكل اتحادهما، والتي سينمو منها الجنين. هذه العملية تتطلب ان تخرج البويضة من جريب المبيض (Ovarian follicle) الى قناة فالوب (Fallopian tubes) عبر عملية معروفة باسم الاباضة، طبعا الى جانب الحاجة لانتاج حيوانات منوية سليمة لدى الرجل.
لدى 25 بالمائة من الازواج، هنالك مشكلة بعملية الاباضة لدى المراة. قد تكون هذه المشكلة متعلقة بطول المحور المسؤول عن عملية الاباضة، ابتداء من الوطاء (Hypothalamus) ، مرورا بالغدة النخامية (Pituitary gland)، وصولا لاضطرابات بالمبيض نفسه.
قد يسبب الاضطراب افراز هورمونات LH وFSH في الغدة النخامية لعدم انتظام عملية الاباضة او حتى لاباضة غير سليمة تتمثل بعدم انتظام الدورة الشهرية ونزيفها. كذلك، من الممكن ان يؤدي الوزن المنخفض بشكل كبير، او الوزن الزائد جدا، او حتى الارتفاع او الانخفاض المفاجئ والكبير بالوزن لانعدام التوازن بمستويات الهورمونات المذكورة. ثم ان الضغط النفسي والتوتر الشديد قد يؤديان هما ايضا لاضطرابات بعملية الاباضة.
متلازمة تكيس المبايض (Polycystic ovary syndrome) – يحدث في هذه المتلازمة تغيير بعدة عناصر في المنظومة الهورمونية. وتؤدي هذه التغييرات لارتفاع مستويات الهورمونات الذكرية والمساس بعملية الاباضة.
خلل في تطور "الجسم الاصفر" (Luteal phase) – عندما لا يفرز المبيض كمية كافية من البروجيستيرون (Progesterone) بعد الاباضة، لا يكون الرحم قادرا على استقبال البويضة المخصبة، ولذلك لا يتاح تقدم الحمل.
فشل مبيضي مبكر – يدور الحديث هنا عن مرض ذاتي المناعة يسبب الضرر للمبيضين مما يؤدي لعدم حصول عملية الاباضة، وكذلك لانخفاض مستويات الاستروجين في الجسم.
من اسباب العقم عند النساء الاخرى، انسداد قنوات فالوب التي تلعب دور الوسيط الموصل بين المبيضين اللذين ينتجان البويضات، وبين الرحم الذي يفترض ان يستقبل البويضة المخصبة. من الممكن ان يحصل هذا الانسداد في اعقاب التعرض لتلوث، حمل منتبذ (خارج الرحم) في القناة نفسها او عمليات جراحية تم اجراؤها هناك وتسببت ببعض الالتصاقات. كذلك، من الممكن ان يحصل الانسداد في عنق الرحم نتيجة لانسداد ميكانيكي ناتج عن بنية غير سليمة لعنق الرحم او انسداد كيميائي يتمثل بعدم افراز المادة المخاطية التي من المفترض ان تساعد الحيوانات المنوية على الحركة، بصورة سليمة.
في اغلب الحالات لا يتم التعرف عل سبب مشكلة الخصوبة، ويتم بالتالي التكهن بوجود عدة عوامل صغيرة مجتمعة ادت لنشوء مشكلة جدية بالخصوبة منها:
الجيل – مع التقدم بالسن، تنخفض جودة البويضات، كما تنخفض كميتها بشكل ملموس، مما يؤدي لزيادة صعوبة حدوث الحمل والانجاب، خصوصا مع ارتفاع احتمال اصابة الجنين باضطرابات كروموزومية.
التدخين – حيث يضر بالمادة المخاطية الموجودة في عنق الرحم، كما يؤدي لاضطرابات بمبنى قنوات فالوب مما يزيد احتمال حصول حمل خارج الرحم. كذلك، يكون هنالك انخفاض بكمية البويضات، كما يظهر انخفاض مبكر بقدرة المبيضين على الاداء السليم. الكثير من الاطباء يصرون على التوقف عن التدخين قبل البدء بعلاجات زيادة الخصوبة.
الوزن – الوزن الزائد عن الحد، او القليل جدا، يؤثران بشكل ملموس على انتظام عملية الاباضة ويزيدان من احتمال العقم عند النساء. مقياس BMI الطبيعي يزيد بشكل كبير من القدرة على الاخصاب والحمل بصورة سليمة.
النشاط الجنسي – كلما مارست المراة الجنس غير الامن مع عدد اكبر من الرجال، كلما ازداد احتمال اصابتها بالامراض الجنسية، وظهور PID التهاب الحوض قد يؤدي لمزيد من التعقيدات ويتسبب بتراجع الخصوبة والى عقم النساء في النهاية.
كذلك، لدى النساء اللاتي يبالغن بشرب القهوة والكحول، نلاحظ انتشارا اكبر لاضطرابات الخصوبة وحالات عقم النساء .
تشخيص العقم عند النساء
اذا مضى وقت طويل ولم يستطع الزوجان الانجاب ، يجب عليهما استيضاح السبب الذي يعيق ذلك. ويتضمن هذا الاستيضاح:
فحص اباضة – هذا الفحص يختبر مستوى الهورمونات في الدم. وهو قادر على تشخيص الارتفاعات الحادة بمستويات هورمون الـ LH الذي يشير الى عملية الاباضة. يمكن اجراء هذا الفحص بواسطة طقم للاستخدام البيتي يتم اقتناؤه من الصيدلية دون الحاجة لوصفة طبيب. كذلك، بالامكان اجراء فحص الهورمونات من خلال فحص دم يهدف لاختبار مجموعة واسعة من الهورمونات في مختلف الاوضاع.
 تصوير الرحم والبوق (Hysterosalpingography) – خلال هذا الفحص، يتم ادخال مادة يمكن تمييزها بواسطة التصوير، الى عنق الرحم. من خلال الصورة، من الممكن رؤية مبنى الرحم وقنوات فالوب وتشخيص العيوب البنيوية والتشريحية المختلفة التي تعيق حدوث الحمل.
تنظير البطن (Laparoscopy) – خلال هذا الفحص يتم عمل فتحة في جدار البطن، تحت التخدير الكلي، ومن ثم يتم ادخال كاميرا الى داخل التجويف البطني عبر هذه الفتحة. من خلال هذا الفحص، يمكن رؤية مبنى الرحم، قنوات فالوب والمبيضين.
علاج العقم عند النساء
من الطبيعي ان تتم ملاءمة علاج العقم عند النساء للمسبب الرئيسي للحالة. ومن الممكن ان يكون هذا العلاج علاجا احادي العقار (باستخدام نوع دواء واحد) او علاجا متعدد العقاقير، اعتمادا على صعوبة المشكلة.
الاباضة – لدى النساء اللاتي يعانين من انعدام او عدم انتظام عملية الاباضة، هنالك بعض العلاجات التي تعيد تنظيم النشاط الهورموني الذي يؤدي لعملية اباضة سليمة. الادوية المستخدمة من اجل هذه العملية هي: الكلوميفين سيترات (CLOMIPHENE CITRATE) الذي يحفز عملية افراز الهورمونات من الغدة النخامية، ادوية تزيد من نشاط هورمونات الغدة النخامية، الـ FSH والـ LH والميتافورمين (Metformin) الذي يستخدم عادة من اجل علاج مرض السكري، الا ان تاثيره المتمثل بتقليل مقاومة الانسولين ضروري وحيوي من اجل عملية اباضة سليمة. من المهم الاشارة الى ان لهذه الادوية اعراض جانبية تتمثل بازدياد احتمال حدوث حالات من الحمل المتعدد الاجنة وانتفاخ المبيضين الى درجة الشعور بالالم والاعراض في الجهاز الهضمي.
العلاجات الجراحية – عند وجود انسداد ميكانيكي في اي جزء من اجزاء الجهاز التناسلي الذي يشمل عنق الرحم، الرحم وقنوات فالوب، تكون هنالك حاجة لاجراء جراحي من اجل اعادة القدرة على الانجاب.
التخصيب المخبري (الانابيب) – في الحالات التي لا تستطيع العلاجات العادية المساعدة فيها، ويكون الزوجان معنيين باجراء عملية تلقيح خارجية (انابيب) – (IVF) يتم اخذ بويضة من المراة، ومن ثم عينة من الحيوانات المنوية من الرجل، ثم تتم عملية تخصيب خارجية في المختبر، بعدها يجري اعادة البويضة المخصبة الى رحم الام لتتابع نموها هناك.
الوقاية من العقم عند النساء
من اجل منع حدوث حالة عقم النساء ، يجب الامتناع عن التدخين، الامتناع عن تناول كميات كبيرة من الكافيين والكحول، الامتناع عن الوقوع تحت تاثير الضغط النفسي والمحافظة على وزن معقول في الحدود الطبيعية.


أخبار مرتبطة