ة بصحة الأم الحامل وعلاجها من الامراض التي قد تصيبها وتؤثر على صحتها وبالتالي على صحة الجنين.
التسنين: هو بزوع الأسنان اللبنية داخل فم الطفل.
ففي داخل عظام الفك تنمو براعم الأسنان نمواً طبيعياً حتى نهاية الشهر الخامس بعد الولادة، حيث تبدأ الأسنان داخل الفكين بالضغط على طبقة عظام الفك التي توجد فوقها فيتم تآكل هذه العظام تدريجياً حتى يصبح السن مغطى بطبقة اللثة ومن ثم يبدأ السن باختراق اللثة إلى أن يخترقها وبالتالي يظهر السن داخل فم الطفل ويتوالى ظهور الأسنان اللبنية مع نهاية الشهر السادس من العمر وحتى نهاية عامين ونصف العام من العمر حتى تكتمل الأسنان اللبنية العشرون (عشرة أسنان في كل فك) وتبدأ عنايتنا بأسنان أطفالنا منذ بزوغ أول سن بالتجويف الفموي، وذلك بأن تقوم أم الطفل بتنظيف أسنان طفلها بعد الرضاعة بقطعة شاش مبللة بالماء.
ويبدأ تدريجياً مع نمو إدراك الطفل تعويده على استخدام الفرشاة والمعجون ويتم اختيار الفرشة والمعجون المناسبة والخاصة بالأطفال ويجب أن يكون الوالدان قدوة حسنة لأطفالهم فالطفل كما نعلم جميعاً يقلد والديه.
ولفترة التسنين عند الأطفال أهمية كبرى، حيث إن هناك مشاكل كثيرة تصاحب التسنين ومنها عدم قدرة بعض الأطفال على تناول الطعام وعدم قابليتهم له وهناك أعراض أخرى تظهر على بعض الأطفال أثناء التسنين منها الإسهال والحمى والتهاب اللوزتين والزيادة في افراز اللعاب واعراض أخرى قد تقلق الأم والأب ويجب على الوالدين مراجعة طبيب الأسنان للحد من هذه الأعراض.
الأمراض التي تصيب فم الطفل وأسنانه:
1- التسوس:
من أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال هو تسوس الأسنان في فترة الطفولة المبكرة ويرجع السبب في ذلك إلى عدة عوامل منها:
أ- اعتماد بعض الأمهات على إرضاع أطفالهم صناعياً بدلاً من الرضاعة الطبيعية ولهذا أثر كبير على صحة أسنان الطفل وصحته العامة، حيث ينتج عن ذلك احياناً أسنان ضعيفة لا تتحمل العوامل الخارجية المحيطة (اهمية الكالسيوم الموجود في الرضاعة الطبيعية)، وكذلك ترك (الرضاعة) في فم الطفل لمدة طويلة والنوم والرضاعة في فمه يؤدي إلى الزيادة في نسبة التسوس لدى الاطفال.
ب - أكل الحلويات والاكثار منها وخاصة التي تلتصق بجدار السن وترك الغذاء الذي يحتوي على ألياف طبيعية مثل الخضروات والفواكه الطازجة.
ج - الاهمال في نظافة الأسنان وعدم الانتظام في تفريش الأسنان بعد كل وجبة مما يؤدي إلى تراكم الأطعمة في الفم وبين الأسنان.
وهنا اود ان اشير إلى أمر مهم وهو ان بعض الآباء والامهات لا يميزون الأسنان الدائمة عن الأسنان اللبنية وعادة ما يصاب الضرس الطاحن الاول الدائم بالتسوس لدى الاطفال ويأتي الوالدان طالبين خلع السن معتقدين انه ضرس لبني.
فيجب زيادة الحرص من الوالدين بعدم الخلط بين الأسنان اللبنية والدائمة ويجب الحرص الشديد على الأسنان الدائمة لتبقى سليمة طوال العمر واستشارة طبيب الأسنان عند ظهور أي تلون في الأسنان او تجويف بالأسنان وقبل ظهور الالم فطبيب الأسنان لديه العلاج اللازم للمحافظة على الأسنان اللبنية والدائمة لتبقى الأسنان اللبنية اطول مدة ممكنة حتى يحين تغييرها طبيعياً في وقتها وتبقى الأسنان الدائمة طوال العمر. والأسنان اللبنية لها اهمية لا تقل عن الدائمة فتسوس بعضها وتآكلها او خلعها مبكراً قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة وتشوهات للأسنان الدائمة.
كذلك الآلام والمعاناة التي يعاني منها الطفل وقد تؤدي إلى إعراض الطفل عن الطعام مما يؤدي به إلى الهزال والضعف الشديد هذا عدا العامل النفسي وما قد يتعرض له الطفل من ضغوط في محيط أسرته أو المدرسة او الاقران بسبب تسوس أسنانه او تشوهها مما قد يفقد الطفل الكثير من ثقته بنفسه.
وكذلك خلع الأسنان اللبنية الامامية مبكراً قد يؤثر على نطق الطفل لبعض الحروف بطريقة خاطئة تستمر معه طول العمر.
2- التهابات الفم والبؤر الصديدية:
في مرحلة الطفولة المبكرة تكون انسجة الفم رقيقة وحساسة جداً ويسهل للميكروبات اختراقها والتسلل اليها. حيث تقل نسبة (الكيراتين) المغطي لانسجة الفم والذي يعتبر خط الدفاع الاول لهذه الانسجة. والاهمال في نظافة الفم والأسنان ينتج عنه احياناً التهابات بالفم او جيوب صديدية بين الأسنان ويتطور الأمر إلى خراج باللثة وعند التأخر في علاج مثل هذه الحالات ومع زيادة عدد الميكروبات قد تنتقل إلى الدم ويصاب الطفل بما يسمى (تسمم الدم Bacteremia).
وهناك بعض الالتهابات التي تظهر بالفم عند بعض الاطفال اثناء التسنين ويكون ذلك بالتهاب الجزء من اللثة المغطي للأسنان قبل بزوغها واثناء البزوغ. ووضع الاطفال اشياء غريبة وملوثة داخل الفم قد يؤدي إلى خدش انسجة الفم وقد يؤدي إلى التهابات بأنسجة الفم. كذلك اهمال الأسنان المتسوسة وتركها دون علاجها مبكراً يؤدي إلى وصول التسوس إلى انسجة السن الداخلية وعصب السن وقد يؤدي ذلك إلى آلام شديدة والتهابات وخراج تحت السن المصاب، وبالتالي دخول الاطفال مرحلة آلام الأسنان وما يصاحبها من مشاكل.
3- الإصابات والحوادث:
قد يتعرض الطفل في مراحل عمره إلى أي حادث مثل الوقوع او الارتطام بأجسام صلبة او الوقوع من دراجته او حتى من جراء حوادث السيارات وقد يؤدي ذلك إلى سقوط بعض الأسنان او دخولها إلى الداخل في عظم الفك او قد يؤدي إلى كسر في سن او اكثر وفي بعض الحالات قد يتطور الأمر إلى تمزق بأنسجة الفم واللسان والشفاه.
في مثل هذه الحالات اول اجراء يتم اتخاذه هو مراجعة طبيب الأسنان بأسرع وقت ممكن واذا كان هناك سن او اكثر قد سقطت فيجب غسلها ووضعها في ماء بارد واحضارها لطبيب الأسنان لاعادتها وتثبيتها.
في مثل هذه الحالات سرعة المراجعة لعيادة الأسنان تجنب الطفل الكثير من المخاطر والتشوهات.
4- العيوب الخلقية بفم الطفل:
قد تظهر بعض العيوب الخلقية بفم الطفل بعد ولادته مباشرة مثل الشفاه المشقوقة (الارنبية) وخاصة الشفة العليا وقد يكون على جانب واحد او جانبين وقد يكون ممتداً إلى سقف الحلق او مقترناً بشق الشفاه او بدونها.
وهذا العيب الخلقي يجب علاجه واصلاحه مبكراً ما امكن.
وهناك عيوب خلقية اخرى مثل صغر او كبر حجم الفم او اللسان وكذلك التصاق الأسنان او ميلها وتغيير مواضعها او عدم ظهور بعضها كذلك حالات اللسان المعقود ويكون اللسان في هذه الحالات ملتصقا بأسفل الفم مما يحد من حركته وقد لا يكتشف هذا العيب الا عندما يبدأ الطفل في الكلام او أثناء الرضاعة او مصادفة عند الكشف عليه. وعلاج مثل هذه الحالات سهل في اول الأمر وقبل ان يبدأ الطفل بالكلام. واذا ما ترك فسوف يكون سبباً في عدم قدرة الطفل على الكلام او الاكل بسهولة.
طرق الوقاية والعناية بالأسنان:
أ- الغذاء السليم والمتكامل:
يجب الاقلال قدر الامكان من تناول الأطعمة المحتوية على السكر (الشكولاتة، الحلويات، السكاكر، والمشروبات الغازية... الخ) وخاصة بين الوجبات وتناول طعام صحي يحتوي على جميع العناصر الغذائية المهمة (الألبان ومشتقاتها - الزبادي، الجبنة، اللبنة، القشطة، وكذلك البيض، الفواكه، الخضروات، الأسماك).
ب - المحافظة على استخدام الفرشاة والمعجون بانتظام:
إن تنظيف الفم والأسنان مهم جداً لطهارة الفم، ولإزالة طبقة البلاك المسببة للتسوس وللمحافظة على أسناننا سليمة فعلينا أن ننظف أسناننا بعد وجبات الطعام (فطور، غداء، وقبل النوم) باستخدام فرشاة ومعجون الأسنان المناسب وبالطريقة الصحيحة.
ج - زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري ومنتظم:
يفضل زيارة الأطفال كل ثلاثة أشهر لفحص الفم والأسنان والاطمئنان على سلامتها فهو يستطيع أن يوقف تسوس الأسنان وأن يعالج أي خلل بالفم والأسنان قبل أن يستفحل. والنصح والإرشاد لنا ومساعدتنا على حماية فمنا وأسناننا من الأمراض. في الختام أود أن اؤكد على أهمية العناية بأسنان أطفالنا فهي مسؤوليتنا جميعاً الأم والأب في المنزل والمعلم والمعلمة في الروضة والمدرسة.