تاريخ النشر 8 مايو 2014     بواسطة الدكتور ايمن البكري     المشاهدات 201

6طرق للوقاية من التهابات المسالك البولية

يعتبر مرض التهاب المسالك البولية من الأمراض الشائعة التي تصيب الملايين كل عام. .والجدير بالذكر أن البول الطبيعي يحتوي على سوائل وأملاح ومخلفات الجسم, وهو خالياً تماماً من البكتيريا والفيروسات والفطريات . كما أن البطانة الداخلية للمسالك البولية وضعها الخالق ملائمة لجريان البول بحيث يصعب على ال
ميكروبات الالتصاق بها، وعند تكون البول يخرج إلى حوض الكليتين، ثم ينحدر إلى الحالبين بمساعدة انقباضهما والذي يكون على شكل قوة دافعة تساعد في جريانه إلى المثانة البولية ، التي يتجمع البول بها إلى أن يملأ المثانة والتي تبدأ بالانقباض -لا إراديا -الأمر الذي يُشعرنا بضرورة التبول .
وسائل دفاع
عند النظر الى تركيبة ذلك الجهاز المهم من الجسم نرى أنه مجهز بآليات تمنع حصول العدوى البكتيرية التي يمكن أن تصل إليه عن طريق الدم أو عن طريق مخرج البول ومنها:-
• الغشاء الداخلي الذي ذكرناه سابقا، والذي يمنع التصاق البكتيريا بمجراه والمزود بسطح أملس ومضادات تمنع  و تقتل البكتريا التي تحاول الالتصاق به.
• كذلك فإن جريان البول وعدم احتباسه هو بحد ذاته تنظيف للمجرى البولي.
• وهو أيضا مجهز بصمامات تمنع ارتداد البول للوراء، فمثلا عند التبول تنقبض المثانة ليخرج البول من فتحة الإحليل، ولكن انقباضها لا يؤدى إلى رجوع البول إلى الحالب نظرا لوجود ما يشبه الصمام الذي يمنع ذلك.
• ويعد الإحليل كذلك عاملا مانعا لدخول البكتيريا إلى الرجال فهم أقل عرضة للالتهاب من النساء .
ولا يحصل الالتهاب إلا إذا حصل خلل في الوسائل الدفاعية العامة بالجسم مثل ضعف مناعة الجسم عامة أو حصول التهاب عام في مكان آخر من الجسم. 
أعراض الإصابة
تتفاوت الأعراض والعلامات بين شخص واَخر بحسب شدة الالتهاب وحدته ، حيث إن الالتهابات الحادة عادة ما تكون شديدة وخاصة عندما تصل إلى الكليتين، بينما قد لاتكون الأعراض واضحة أو بينة عندما تتكرر الالتهابات لتتحول إلى التهاب مزمن.
وتكون الأعراض موضعية  حول مكان تموضع الجهاز البولي ، ولها علاقات متفاوتة، إما بالشعور بألم في أسفل البطن في منطقة العانة أو في الخاصرتين، وقد يمتد الألم ليشعر به المريض في طرف الإحليل، وقد يعاني من ألم في  أسفل الظهر،  وبالنسبة للرجال في الخصية وفي المنطقة تحتها . كذلك الشعور بعدم تفريغ المثانة كليا من البول مما يعطي رغبة متكررة في التبول .وقد يتغير لون البول في الحالات الشديدة، وقد يصاحبه دم ليغير لونه إلى الأحمر وخاصة في الحالات الشديدة أو عندما يكون الالتهاب مترافقا مع حصوات في المجاري البولية . وهناك أعراض عامة مثل الغثيان والإقياء والحمى وألم المفاصل والصداع وغيرها من الأعراض العامة التي قد تؤدي إلى ضعف الشهية والشعور بالتعب والإرهاق.
ولكن يجب التنبه إلى أنه ومع تكرار معاودة الالتهابات للمصاب قد يضعف لديه الإحساس بتلك الالتهابات، وقد تختفي الأعراض الموضعية وتتبقى بعض الأعراض العامة الخفيفة مثل الحمى الخفيفة والشعور بالإرهاق، وفي مراحل متأخرة قد لا تظهر أي أعراض واضحة وخاصة لدى المرضى المصابين بمرض السكري .
عوامل وأسباب
وهناك أسباب مهيأة لحصول الالتهاب وهي:
• وجود عيوب خلقية لدى المريض في تركيبة الجهاز البولي قد لا يعرفها إلا عند حصول تكرر التهابات المسالك البولية وخاصة إذا حصل ذلك في عمر مبكر "عمر الطفولة".
• وجود انسداد وحصوات في الكلى أو شيء غريب عن الجسم مثل القسطرة البولية.
• شدة تركيز البول، وذلك عندما يقل تناول السوائل وخاصة لدى بعض الأشخاص الذين لديهم استعداد للإصابة بالتهابات البول .
• حبس البول قد يكون من العوامل التي تساهم في إحداث التهابات المسالك لدى بعض النساء، ومنها أيضاً المضاجعة  وخاصة لدى من يتكرر لديهم الالتهاب.
• و يزداد معدل حصول الالتهاب مرة أخرى لدى من أصيبوا بالتهاب سابق.
• الحمل يزيد من احتمالية تعرض المرأة.
• عدم الاهتمام بالنظافة الداخلية ، خاصة لدى الفتيات الصغيرات واللاتي يتعين تعليمهن أن طريقة الشطف بعد الدخول إلى الحمام هي من الأمام إلى الخلف حتى لا تنتقل الميكروبات إلى فتحة البول .
• الالتهابات النسائية قد تنتقل إلى المجرى البولي، ولذا يجب معالجتها قبل امتداد الالتهاب لسهولة ذلك نظرا للتركيبة التشريحية للجهاز التناسلي والبولي لدى المرأة .
• العدوى من الرجل إلى المرأة أو العكس عن طريق الاتصال الجنسي والذي تؤدي إليه ما تعرف بالأمراض المنقولة جنسيا، وهذه تختلف من حيث المسبب عن البكيتريا المعروفة أو  المسببة لالتهابات المسالك البولية.
• ومن العوامل الأخرى وجود الأمراض المضعفة للمناعة .
6 طرق لوقاية المرأة
ونريد من هذا المقال التركيز على طرق الوقاية والتي هي مهمة بشكل أكبر لدى النساء كونهن يتعرضن لعوامل أكثر تؤدي الى إصابتهن بالعدوى ، و من أهم طرق الوقاية للنساء اللواتي يصبن بهذاء المرض أكثر من مرة في السنة الالتزام بالاتي :
1ـ تنظيف منطقة الشرج بالصابون بعد التبرز مباشرة، حيث إن الماء لايكفي و لايقتل البكتيريا، و إذا تعذر الصابون يمكن مسح منطقة الشرج بمحارم خاصة بالأطفال ثم بالماء، لأن هذه المحارم تحتوي على مواد مطهرة.
2ـ تنظيف المهبل بالماء فقط ، لأن تنظيفه بالصابون يسبب خلل التوازن الكيميائي للوسط المهبلي، مما يؤدي إلى إصابة عنق الرحم بالالتهابات الفطرية .
3ـ  بالنسبة للسيدات المتزوجات ،الأكثر عرضة للالتهاب، يفضل لهن شرب الماء مباشرة قبل الجماع، ثم التبول بعد الجماع مباشرة ، حيث إنه في حال دخول أي جرثومة لمجرى البول أثناء الجماع فإن خروج البول يطرد البكتيريا قبل أن تتاح لها الفرصة في أن تستقر على جدار مجرى البول و تتكاثر . إذا تعذر التبول بعد الجماع يمكن غسل المهبل بماء دافئ، لأن الحرارة سترخي عضلات التبول مما يساهم في خروج البول بشكل تلقائي.
4- شرب الماء خلال اليوم ، وخصوصاً في وقت زيادة حرارة الجو، وأن  يكون الشرب على فترات متقاربة توازي التعرق -مثلا كل ساعتين إلى ثلاث ساعات- وعند النوم والنهوض منه ، ونستطيع الحكم إن كان الشرب كاف أم لا بملاحظة تركيز البول لأن التبول المنتظم يطرد البكتيريا ويساعد على كبح  وصول الالتهاب إلى الكلى، في حالة وجود التهاب لاسمح الله .
5ـ عند تنشيف المنطقة السفلى بعد الغسل، يستعمل منديل للمهبل و منديل آخر لفتحة الشرج، مع مراعاة عدم دفع المنديل إلى داخل الشرج بغرض التنشيف لإن ذلك يخرج جزيئات البراز إلى الخارج مرة أخرى، لذلك و يكتفى بالتنشيف بلطف من الخارج .
6ـ يجب عدم المسح من الخلف إلى الأمام، كما  يجب عدم استخدام منديل فتحة الشرج للمهبل.
في حالة التهاب المسالك البولية أو الكلى عند الفتيات الصغيرات يجب على الأم تعليم الفتاة كيفية التنظيف، و يستحسن أن تقوم الأم بعملية التنظيف هذه في الأيام التي تتبع إصابة الفتاة بالالتهاب إلى أن تتعلم الفتاة كيفية التنظيف الصحيح، حيث إن التهاب الكلى عند الفتيات أكثر خطرا من النساء.
إرشادات
• إذا تكرر الالتهاب قد يكون وراء ذلك عوامل أخرى يجب استقصاؤها لدى الطبيب ومعالجتها إذا وجدت ، مثل احتمالية الإصابة بالعيوب الخلقية، أو الحصوات، أو وجود وسيلة من وسائل منع الحمل ملوثة، وهذه يجب الرجوع فيها إلى الطبيب للمعاينة وعمل الفحوصات الإشعاعية الموضحة.
• في حال تكررت الالتهابات  يجب الحذر والرجوع إلى الطبيب مباشرة عند حصولها مرة أخرى، وهنا قد يحتاج المريض أو المريضة إلى علاج لفترة طويلة قد تمتد لعدة أسابيع أو لاستخدام علاج وقائي لفترة معينة وهذا مايقرره الطبيب.
• وبالنسبة للمرضى المصابين بأمراض تسهل حصول التهابات المسالك البولية يجب عليهم علاج تلك الأمراض أولاً حتى يقللوا من فرص العدوى ، ومنها تضخم البروستات، وكذا المصابين بحصوات الكلى.. وعلى المرضى الذين يعانون من مرض السكري المحافظة على انتظام السكر في الدم، الأمر الذي يحافظ على مناعة الجسم ويعزز مقاومة العدوى.
• هناك نوع معين من البكيتريا التي قد تؤدي إلى التهاب مزمن،و هو نفسه يكون نوعا خبيثا من الحصوات ، وذلك أنها لاتأتي بأعراض الحصوات المعروفة، وقد لا يعرف وجود تلك الحصوات إلا بعد فشل الكلية المصابة عن أداء وظيفتها ، ولذا نؤكد على العلاج المبكر للالتهابات تفاديا لحصول أعراض أخرى تزيد من معاناة المريض ومن التكاليف العلاجية والتدخل الجراحي أحيانا .
الأعشاب تخفف الأعراض ولا تعالج
وفي الاخير من الواجب التنبه إلى أن هناك عددا من الأعشاب المدرة للبول والتي يتداولها البعض لتصفية المجاري البولية، صحيح أنها قد تخفف من الأعراض ولكنها لاتعالج الالتهاب أو الميكروب نفسه، ولذا فإن تحليل البول والعلاج بالمضادات الحيوية المناسبة التي يقررها الطبيب أمرا لا يجب تجاوزه، وفي الحالات المتكررة والشديدة يتوجب على المريض عمل الفحص الزراعي  الذي يبين نوعية الميكروب وسبب عدم استجابته للعلاج، وبالتالي يحدد العلاج الأنسب للمريض.
بالعلاج والمتابعة الجيدة نستطيع الحفاظ على الكلى والوقاية من المضاعفات الخطيرة التي قد تنشأ نتيجة الالتهاب المزمن مثل الحصوات وقصور وضائف الكلى وارتفاع الضغط وغيرها من المضاعفات.


أخبار مرتبطة