تاريخ النشر 1 فبراير 2016     بواسطة الدكتور ياسر صالح صبر     المشاهدات 201

حَمَّام الرَّضيع

إنَّ معرفةَ كيفية إجراء حَمَّام الطفل على نحوٍ صحيح أمرٌ مهم. كما أنَّ تعلُّمَ أساسيات إجراء هذا الحَمَّام يُعدُّ الخطوةَ الأولى في المحافظة على سلامة الطفل الرَّضيع في أثناء حَمَّامه. يجب أن يتكرر حَمَّام الطفل بمعدَّل مرَّتين أو ثلاث مرات أسبوعياً فقط خلال السنة الأولى من حياته. لكنَّ الإكثار
َ من الحَمَّام يجعل جِلد الطفل جافاً. كما أن هناك نصائح عامة يجب التقيُّد بها للمحافظة على سلامة الرَّضيع وصحته في أثناء حَمَّامه وبعده. على الأم دائماً أن تُحضِّر للحَمَّام جيداً، وأن تضع كل ما تحتاج إليه في مكانٍ قريب منها. وعليها أيضاً تحضير حَفاظ جديد وملابس نظيفة للطفل حتى تحافظَ على دِفئِه وراحته بعد الحَمَّام. يجب إجراءُ حمَّام الطفل عن طريق المَسح بإسفنجة أو بقطعة قماشية ناعمة إلى أن يحينَ وقت سُقوط الحَبل السِّرِّي. وبعد ذلك، يصبح الطفل جاهزاً للاستحَمام في حوض الاستحمام المخصَّص له. 
مقدِّمة
إنَّ تعلُّم كيفية إجراء حَمَّام الطفل الرَّضيع على نحوٍ سليم أمرٌ في غاية الأهمية. كما أنَّ تعلُّمَ أساسيات إجراء الحَمَّام يُعدُّ الخطوةَ الأولى في المحافظة على سلامة الطفل خلال الاستحمام. قد يكون إجراءُ حَمَّام الطفل الرَّضيع أمراً يسبِّب التوتر للأم، وخاصة إذا أظهر الطفلُ انزعاجاً. لكنَّ معرفة ما يجب القيام به يُمكن أن تمنح الأم الثقة، وتساعدها على الاعتياد على إجراء الحَمَّام، كما تساعد الطفل على ذلك أيضاً. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على فهم كيفية إجراء حَمَّام الطفل. وهو يتناول خطوات الإعداد لحَمَّام الطفل، ويستعرض الأشكال المختلفة من الحَمَّامات من أجل الأطفال الرضع. وهناك قسمٌ مُخصَّص لسلامة الطفل خلال الاستحمام. 
حَمَّام الرَّضيع
لا يكون الطفلُ في حاجة إلى الاستحَمَّام يومياً خلال السنة الأولى من حياته. والواقع أنَّ على الأم أن تقتصر على حَمَّامين أو ثلاث حَمَّامات كلَّ أسبوع خلال السنة الأولى. إنَّ الإكثار من الاستحمَام ليس جيِّداً للطفل الرَّضيع، لأنه يُمكن أن يسبِّب جفاف وتحسس الجِلد. يجب استخدامُ منشفة حَمَّام ذات قُبَّعة. وهذا ما يساعد في المحافظة على دِفء جسم الطفل الرَّضيع بعد الحَمَّام. تضع بعضُ الأمَّهات سائلاً مُطرِّياً على جسد الطفل بعد الحَمَّام ظناً منهن أن هذا يمنع الطفح الجِلدي. لكنَّ معظم الأطفال لا يحتاجون إلى هذه المادة. وإذا أرادت الأم استخدامَها، فعليها أن تتأكد أنها من النوع المضاد للحساسية. ويعني هذا المصطلح أنَّ من المستبعد كثيراً أن يسبب استخدام هذه المادة ردَّةَ فعل تحسُّسية على جِلد الرَّضيع. يُمكن منعُ ظهور الطفح الجِلدي من خلال تجفيف جِلد الطفل على نحوٍ جيد بعد كل حَمَّام. يجب التأكُّد من جفاف جميع مناطق جِلد الطفل. يُستخدم الماء الصافي في حَمَّام الطفل الرَّضيع عادة. أمَّا إذا كان جسد الطفل مُتَّسِخاً، فمن الممكن استخدام صابون الأطفال اللطيف. ولكن، لا يجوز استخدامُ الصابون العادي الذي يستخدمه الكبار. 
التحضيرُ للحَمَّام
إنَّ حُسنَ التحضير لحَمَّام الطفل الرَّضيع يُمكن أن يجعل وقت الحَمَّام أقل توتراً بالنسبة للأم. كما يُمكن أن يجعلَ الحَمَّام أكثر أماناً بالنسبة للطفل أيضاً. يجب أن تحرصَ الأمُّ على وجود كل ما يلزمها في أثناء الحَمَّام في متناول يدها. وقد يشمل ذلك صابون أو شامبو الأطفال اللطيف وإسفنجة الحَمَّام أو القطعة القماشية المستخدمة بدلاً منها، وكذلك أيَّة لوازم ضرورية أخرى. إن وجود هذه اللوازم في متناول الأم يحافظ على سلامة الطفل. يجب أن تضعَ الأمُّ منشفة دافئة بالقرب منها حتى تستخدمها فور انتهاء الحَمَّام. ومن المهم تجفيف جِلد الطفل جيداً بعد كلِّ حَمَّام لمنع ظهور طفح جِلدي. كما يجب أيضاً أن تكونَ المنشفة الدافئة جاهزة لمنع برودة جسم الطفل أكثر ممَّا يجب. يجب أيضاً أن تحضِّرَ الأم حفاظاً نظيفاً ومناشف صغيرة قبل أن تبدأ بالحَمَّام. وعلى هذا النحو يُمكن وضعُ الحفاظة بكل سهولة فورَ انتهاء الطفل من حَمَّامه. يجب أيضاً أن تكونَ ملابس الطفل النظيفة جاهزة في متناول الأم؛ فالإسراعُ في إلباس الطفل بعد الحَمَّام يساعد في المحافظة على دفء جسمه وعلى جعله أكثر راحة. 
الحَمَّام بالمَسح
يُنصح بإجراء حَمَّام المواليد الجدد عن طريق المسح ، وذلك ريثما يسقط الحَبل السِّرِّي. يُمكن أن يستغرقَ ذلك من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بعد الولادة.و حمام المسح هو مسح الطفل بإستخدام إسفنجة ناعمة أو بقطعة قماشية رطبة. ويجب عدم إستخدام الحوض أو صب الماء على الطفل عند إستخدام حمام المسح. من أجل إجراء الحَمَّام بهذه الطريقة، يجب الحرص على اختيار مكان دافئ قبل كل شيء. يجب أيضاً اختيار سطح مستوٍ، كأن يكون ذلك طاولة كبيرة مثلاً. وإذا كان الجوُّ دافئاً بالقدر الكافي، فمن الممكن أيضاً إجراء حَمَّام الطفل فوق منشفة تُوضَع على الأرض. يجب التأكُّدُ أوَّلاً من إعداد كل شيء من أجل الحَمَّام. وبعد ذلك يجري مدُّ بطانية أو منشفة حتى يستلقي عليها الطفل. ويُمكن لهذه الغاية أيضاً استخدام قطعة قماشية توضع تحت الطفل في أثناء تغيير حَفائِظه. يجب ملءُ حوض بالماء الدافئ، والتأكُّد من أن حرارة الماء مقبولة. ويُمكن أيضاً ملء المغسلة بالماء الدافئ إذا أُجريَ حَمَّام الطفل بالقرب من المغسلة. يجري بعدَ ذلك نزع ملابس الطفل ثم يُلَفُّ جسده بمنشفة. يوضع الطفل مستلقياً فوق البطانية أو المنشفة، ثمَّ يُكشَف جزء فقط من جسمه من أجل تنظيفه؛ فهذا يساعد في المحافظة على حرارة جسم الطفل في أثناء الحَمَّام. تُغمَسُ الإسفنجةُ أو القطعة القماشية في الماء الدافئ، ثمَّ تُعصر لإزالة الماء الزائد منها. وبعدَ ذلك، يجري مسح وجه الطفل بها. لا حاجة لاستخدام الصابون. يجب مسحُ عيني الطفل بقطعة مبلَّلة من القطن أو بقطعة قماشية قطنية ناعمة. ويكون مسحُ العينين من الجهة الداخلية إلى الجهة الخارجية. وبعدَ ذلك، تُستخدم القطعة القماشية المبللة لمسح جسم الطفل. لا حاجة لاستخدام الصابون. لكن من الممكن استخدام صابون الأطفال اللطيف إذا كان جسدُ الطفل متَّسخاً. يجب الحرصُ على تنظيف طيّات جِلد الطفل كلها. كما يجب الحرص أيضاً على تنظيف ما خلفَ الأذنين وحول الرقبة وبين أصابع اليدين والقدمين. 
الحَمَّامُ في حوض الاستحَمَّام
يُمكن سؤالُ الطبيب عن الوقت الملائم لبدء استخدام حوض الحَمَّام. يجب في البداية أن يكونَ وقت الحَمَّام في الحوض قصيراً. وإذا انزعج الطفل كثيراً من هذه الطريقة في الاستحَمَّام، فمن الممكن دائماً أن تعود الأم إلى طريقة المسح بحيث يجري تأجيل الحوض إلى وقتٍ لاحق. هناك أنواع مختلفة كثيرة من أحواض الاستحَمَّام التي يُمكن الاختيار فيما بينها. وهناك أحواض بلاستيكية مصنوعة بشكل خاص من أجل المواليد الجدد. وهناك أُسر تستخدم أوعيةً بلاستيكية أو أحواض استحَمَّام قابلة للنفخ يجري وضعها داخل حوض الاستحَمَّام الكبير في الحَمَّام. ومن الممكن أيضاً استخدام المغسلة إذا وُضِعت فيها منشفة أو حصيرة مطاطية، وذلك لحماية الطفل. بعدَ إنهاء التحضيرات كلها، يجب أيضاً أن يكون في متناول يد الأم فنجان من أجل صب الماء على الطفل. إن هذا يساعد على استمرار مسك الصغير بإحدى يدي الأم طوالَ الوقت. يجري ملءُ الحوض قبل وضع الطفل فيه. ولا يجوز أن يزيد عمق الماء عن 5 سنتيمترات إلى 8 سنتيمترات فقط. كما يجب الحرص على دِفء الماء، أي أنَّه لا يجوز أن يكون حاراً. ويجب الاستمرار في صب الماء الدافئ فوق جسم الطفل طيلة وقت الحَمَّام، لأنَّ هذا يساعده في المحافظة على دفء جسمه. من المهم أيضاً الحرصُ على تحقيق الدفء في الغرفة التي يُجرى الحَمَّام داخلها. عندما يكون جسمُ الطفل مبتلاً، يكون من السهل جداً أن يُصاب بالبرد. يجب أن تحرصَ الأم على مسك طفلها على نحوٍ آمن خلال الحَمَّام. ويكون لهذا أهمِّية خاصة، لأنَّ جسد الطفل يُمكن أن يصبح زَلِقاً عندما يكون مبتلاً. يجب مسكُ الطفل دائماً من تحت إبطه مع الانتباه إلى إسناد رأسه باستمرار. يجب أن تستخدم الأم قطعةً قماشية ناعمة تمسح بها جسد الطفل ابتداءً من وجهه. ويجب ترك المناطق الأكثر اتساخاً من جسم الطفل حتى المراحل الأخيرة. ولابدَّ من الحرص على تنظيف طيَّات جِلد الطفل كلها وصبِّ الماء على أعضائه الجنسية. يُمكن أيضاً غسلُ شعر الطفل إذا كان متسخاً. كما يجب تنظيف الشعر إذا كان الطفل مصاباً بقِشرة المَهد. إن قشرة المهد حالة شائعة، وهي عبارة عن ظهور تقشُّرات جِلدية على جِلد الرأس. ومن أجل القيام بغسل شعر الطفل، يجب إسناد رأسه وجذعه بيدٍ واحدة. وبعد ذلك يُمكن استخدام اليد الأخرى لفرك جِلد الرأس بلطف بكمية قليلة من شامبو الأطفال اللطيف. ولابدَّ من الحرص على تغطية عيني الطفل في أثناء صبِّ الماء لإزالة الصابون، وذلك من أجل حماية العينين. 
الأمان والسلامة
إن معرفة الطريقة السليمة في إجراء حَمَّام الطفل الرَّضيع أمرٌ هام من أجل المحافظة على سلامته. وفيما يلي بعض النصائح السريعة من أجل المحافظة على سلامة الطفل. كما أشرنا سابقاً، يجب ملءُ حوض الاستحَمَّام عند استخدامه بما يتراوح 5 سم إلى 8 سم، وذلك بماء دافئ. ويجب ملء الحوض بهذه الكمية من الماء الدافئ قبل وضع الطفل فيه. لا يجوز ملء الحوض بكمية زائدة من الماء تحاشياً لاحتمال غرق الطفل. يجب دائماً اختبارُ درجة حرارة الماء قبل استخدامه على جسد الطفل. يُمكن أن يُصابَ الطفلُ بحروق إذا كانت حرارة الماء زائدة. يجب أن تظلَّ إحدى يدي الأم ممسكة بالطفل طوالَ فترة الحَمَّام. وفي حال استخدام الإسفنجة أو القطعة القماشية من أجل إجراء حَمَّام الطفل فوق سطحٍ مستوٍ، فمن الممكن استخدام "رباط الأمان" من أجل ضمان عدم سقوط الطفل. يجب إسنادُ رأس الطفل دائماً. يُمكن أن يغرق الطفل في سنتيمترات قليلة من الماء. وتستطيع الأمُّ حمايتَه من الغرق إذا أسندت رأسه باستمرار. وأهمُّ من ذلك كله، لا يجوز ترك الطفل وحيداً على الإطلاق. لا يوجد أيُّ سبب يستدعي أن تتركَ الأم طفلها وحيداً في أثناء إجراء الحَمَّام. إن إعداد كل المستلزمات قبل بدء الحَمَّام يُمكن أن يكونَ مفيداً في حماية الطفل من الغرق. 
الخلاصة
إنَّ معرفة كيفية إجراء حَمَّام الطفل على نحوٍ صحيح أمرٌ مهم. كما أنَّ تعلُّمَ أساسيات إجراء هذا الحَمَّام يُعدُّ الخطوةَ الأولى في المحافظة على سلامة الطفل الرَّضيع في أثناء حَمَّامه. يُمكن أن يسبِّب إجراءُ حَمَّام الطفل الرَّضيع توتُّراً للأم، وخاصة إذا لم يكن الطفل مرتاحاً للحَمَّام. لكنَّ معرفةَ ما يجب القيام به يُمكن أن تمنح الأم مقداراً من الثقة، وأن تساعدها في التعود على وقت الحَمَّام، كما يُمكن أن تساعدَ الطفل على ذلك أيضاً. يجب إجراءُ الحَمَّام بالمسح خلال الأسابيع الأولى من عمر الطفل ريثما يسقط الحَبل السِّرِّي. وبعد ذلك، يُمكن استخدام الحوض. إن حسن الاستعداد لإجراء الحَمَّام قبل بدئه يساعد في المحافظة على تركيز الأم على طفلها خلال الحَمَّام. لا يوجد على الإطلاق أيُّ سبب يستدعي أن تترك الأم طفلها وحيداً في حوض الحَمَّام. إن التقيُّد بما يقدمه هذا البرنامج من تعليمات السلامة الخاصة بحوض الاستحَمَّام يُمكن أن يحافظَ على سلامة الطفل خلال وقت الحَمَّام. 


أخبار مرتبطة