تاريخ النشر 30 يناير 2016     بواسطة الدكتورة حنان مسفر الغامدي     المشاهدات 201

200 مريض سمنة يصطفون بالدور لإجراء عمليات

أكدت استشارية جراحة الكبد والبنكرياس وزراعة الاعضاء والمناظير بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر الدكتورة حنان الغامدي ان السمنة آفة من آفات العصر وان المملكة تحتل مكانة متقدمة في ازدياد حالات السمنة على مستوى العالم وخاصة لدى الاطفال، وأن النسبة متزايدة وتصل الى25% تقريبا لدى الاطفال وأكثر من 35
% تقريبا لدى الكبار على مستوى المملكة.
وقالت هناك ازدياد بالنسب في معدلات السمنة بالمملكة وفقا لهيئة الامم المتحدة اذا ما قورنت بالسنوات التي تسبقها، وان نسب الطلب على العمليات للمرضى الذين يعانون من السمنة بازدياد وقوائم الانتظار طويلة ويصل العدد الى اكثر من 200 شخص.
وعن أصغر مريض يعاني من السمنة قالت الغامدي تم اجراء عملية لطفل عمره 13 عاما ووزنه 145 كيلوجراما ويعاني من مشاكل صحية أخرى منها السكر، وهو المنهج الذي يتبعه القسم بإجراء العمليات لمن يعانون من أمراض اخرى بسبب السمنة كالسكر والضغط والكولسترول لتخليصهم من هذه الامراض خاصة لدى الاطفال مع اتباع حمية ونظام غذائي مخصص لهم، كما ترد الى القسم أوزان مختلفة من السمنة فهناك حالات افراط في السمنة وهذه تأتي الى المستشفى بحالة حرجة يتم في البداية مراقبتها وإخضاعها لنظام غذائي معين وحمية حتى يتم إنقاص أوزانها ويتم بعد ذلك اجراء العمليات لها، وأعلى وزن افراط بالسمنة تم اجراء عملية له كان بوزن 220 كيلوجراما، وأكبر عمر تم إجراء عملية له كان بعمر 70 عاما ووزنه 140 كيلوجراما وكان لديه مشاكل صحية اخرى وتماثل للشفاء.
وبينت الدكتوره الغامدي أننا في قسم الجراحة بالمستشفى لا نقوم بإجراء عمليات السمنة مباشرة خاصة مع الاطفال فهو الحل الأخير، ففي البداية نقوم بإخضاع الطفل لنظام غذائي معين مع الحمية وتثقيف عائلة الطفل صحيا والتأكد من عدم وجود مشاكل صحية اخرى كمشاكل هرمونية وغيرها، وعند الضرورة وعدم جدوى البرنامج المعد للطفل وعجز الطفل عن إنقاص وزنه مع جود أمراض اخرى نضطر لإجراء عملية صغيرة وبسيطة كتضيق المعدة، كما ان البرنامج المعد للطفل وعائلته يأخذ وقتا في المتابعة والتثقيف والمراقبة، وبعد الانتهاء من العملية للطفل يتم متابعته وتثقيف العائلة حتى لا تحصل انتكاسة للطفل، فنحاول تغيير النظام الغذائي الذي يتبعه الى نظام صحي ومثالي، فالعمليات التي تجرى للسمنة اذا لم يصاحبها متابعة وتغيير في النظام الغذائي والسلوكي وممارسة الرياضة للمريض تحصل انتكاسة اخرى ويرجع المريض الى حالة السمنة مرة اخرى.
وعن أسباب السمنة قالت الدكتورة الغامدي من أهمها ضعف الثقيف الصحي للمجتمع وعدم التركيز على أهمية النظام الغذائي الصحي وقلة المرافق المخصصة لمزاولة الرياضة والاجواء الحارة إضافة إلى طرقنا وعاداتنا الغذائية والتواصل الاجتماعي سواء بالافراح أو المناسبات العائلية والموائد المنزلية المبالغ فيها وغير الصحية في الانتقاء وعدم التثقيف في هذا الجانب كلها أسباب تزيد من مرضى السمنة لدينا.
وعن البرامج التي يقدمها القسم في التوعية والارشاد في هذا الجانب قالت الغامدي نهتم بالمرضى واسرهم ونقوم بتقديم فقرات وبرامج من النصح والارشاد سواء كان من خلال المثقف الصحي لدينا واخصائي التغذية بالمستشفى أو من خلال الطبيب نفسه المتابع لحالات المرضى بتوضيح أسباب المرض ونتائجه وما سيجرى له من متابعة بالمستشفى، ونحن نطمع بشكل اكبر كمهتمين بهذا الجانب ان يكون هناك توجه الى الاهتمام بشكل اكبر بمثل هذه المرض على مستوى المملكة عموما لان مشكلة السمنة اصبحت مشكلة اجتماعية وان لم تكن المشكلة في الوقت الحاضر هي رقم واحد فستصبح المشكلة رقم واحد قريبا، فالسمنة يمكن السيطرة عليها بشكل تام وبسيط ويمكن الغاؤها بوسائل وأساليب ليست صعبة فالبداية دائما تكون بالنشأ فهم الاساس ومن خلالهم يتم السيطرة على مثل هذا المرض.وتطرقت إلى قضية مراقبة الاغذية المقدمة سواء بالمطاعم والمدارس أو غيرها وأنها ضعيفة ولا ترتقي لحجم ازدياد معدلات السمنة لدينا وكذلك بالوجبات الغذائية الجاهزة سواء بالمحلات التجارية او بمطاعم الوجبات السريعة او غيرهما فلا يوجد تعريف او تنبيه صحي يكتب على المنتج الغذائي يوضح كميات السعرات الحرارية او نسبة الدهون او السكريات الموجودة فيها او تحذيرات ارشادية صحية للمنتج وان وجدت توجد بلغة أجنبية لا يعرفها الجميع
وأكدت إن نسبة العلاج بالنسبة لحجم المشكلة بما يتعلق بالسمنة لا تتجاوز تقريبا 1% من حجم المشكلة فلابد من تغيير في التعامل مع حالات السمنة وهذا يأتي بتكاتف الجميع إعلام وتربية وتعليم ووغيرها، مطالبة الجهات المعنية بوضع خطة شاملة تتبناها الدولة على كافة الاصعدة تهتم بالمشكلة وتحاول حلها بمشاركة الجهات المعنية.


أخبار مرتبطة